صحة الحديث : ( مَن شربَ الخمرَ في الدُّنيا ، فماتَ وَهوَ يدمنُها ، لم يَتُب مِنها ، لم يشرَبْها في الآخِرةِ ) ؟ وما حكمة وجوده في الآخرة ؟ وهل يُحرم مَن دخل الجنة من بعض نعيمها ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
صحة الحديث : ( مَن شربَ الخمرَ في الدُّنيا ، فماتَ وَهوَ يدمنُها ، لم يَتُب مِنها ، لم يشرَبْها في الآخِرةِ ) ؟ وما حكمة وجوده في الآخرة ؟ وهل يُحرم مَن دخل الجنة من بعض نعيمها ؟
A-
A=
A+
عيد عباسي : أوَّلًا : صحة الحديث : ( مَن شرب الخمر في الدنيا ولم يتب لم يشربها ) ؟

الشيخ : أما الحديث فصحيح ، وشارب الخمر إذا لم يتُبْ من شرب الخمر ومات مسلمًا فهو بلا شك يدخل الجنة ، ولكن بعد لَأْيٍ ، بعد عذاب يستحقُّه حسب فجوره وفسقه في شربه للخمور وغير ذلك من الآثام ، فإذا تطهَّرَ من أدناس الآثام والذنوب حين ذاك يتأهَّل لدخول الجنة ؛ لأن هناك قاعدة يجب على كل مسلم أن يتذكَّرها دائمًا وأبدًا : لا يخلد في النار مَن شَهِدَ لا إله إلا الله محمد رسول الله مهما كان مقصِّرًا في العمل ، فالذي يُنجي من الخلود في النار هو الإيمان ، أما المعاصي ما بتخلِّد في النار ، بتخلِّد في النار عشرة ، خمسة عشرة ، عشرين ، مئة ، قرن ، قرنين ، إلى آخره ؛ الله عليم ، لكن في النهاية يأتي الأمر الإلهي : ( أخرجوا من النار مَن كان في قلبه مثقال ذرَّة من إيمان ) ، فشارب الخمر إذا مات سيدخل يومًا ما الجنة بلا شك ، ولكن شارب الخمر ولابس الحرير له نوع لَا يصِحُّ أن نسمِّيَه بعقوبة ، وإنما هو معاملة لِمَا يستحقُّ من درجة في الجنة وثواب .

من المقطوع به إسلاميًّا أن الناس في الجنة درجات متفاوتات ؛ حتى بعضهم لَينظر إلى مَن فوقه من أهل الجنة كما ينظر أحدنا في الأرض إلى الكوكب في السماء ؛ فهذا الاختلاف في الجنة بلا شك إنما هو ثمرة من ثمار أعمال الإنسان الصالحة أو الطالحة ، فكلما ازداد عملًا صالحًا كلما ازداد علوًّا وارتفاعًا في الجنة .

... من نعيم الجنة شرب الخمر ، لكن هو لا يحصل على هذه النعيم ؛ لأنه استعجل هذا الطَّيِّب في الجنة بأن يأتيه في الدنيا وهو محرَّم ، استعجل هذا ، فكان من حكمة الله - عز وجل - أن يُحرمه في الجنة ، كذلك الذي يلبس الحرير في الدنيا أو الذهب ، لكن هذا لا يُوجد في نفسه حسرة ؛ لأن النِّعم الأخرى التي هو محاط بها هي أكثر من أن تُعَدَّ وتحصى ، فتصبح هذه النعمة التي هو حُرِمَها بسبب إصراره على شربه الخمر في الدنيا تكاد تصبح أو يصبح هذا التحريم نسيًا منسيًّا .

كثيرًا في هنا فيه سؤال يقول : ما حكمة وجوده في الآخرة ؟

لو تذكَّر السَّائل بأن طبيعة الخمر في الآخرة غير طبيعتها في الدنيا لَكان لم يشعر بحاجة لمثل هذا السؤال ؛ فإن طبيعة الخمر في الجنة أنها ليس فيها غول ولا تأثيم ولا فيها صدع ولا شيء من ذلك ، وإنما هو شراب لذيذ يلتذُّ به أهل الجنة في جملة ما يلتذُّون به .

أما قوله : هل يدخل الإنسان الجنة ويُحرم من بعض مآكلها ومشاربها ؟ فقد أجبنا عن ذلك ، والحمد لله رب العالمين .

تفضل يا ... .

مواضيع متعلقة