ما حكم المرأة التي تمنع زوجها من التعدد عليها وتطلب منه الطلاق إذا فعل ذلك؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم المرأة التي تمنع زوجها من التعدد عليها وتطلب منه الطلاق إذا فعل ذلك؟
A-
A=
A+
السائل : السؤال السابع طبعا فيه ركة في الصياغة نعدل شيئا فيه كثير من الأخوات الملتزمات يرفضن رفضا تاما الزواج عليهن قائلين هو كاتب قائلات أنه لا يجوز الزواج الثاني إلا لعلة ويصل الأمر أحيانا أنها تطلب الطلاق فهل هذا يقدح في دينهن؟ وهل طالبة الطلاق تدخل في الوعيد النبوي؟
الشيخ : لا شك أن التي تطلب الطلاق من زوجها من غير ما بأس فالرسول أوعدها بأنها لن تدخل الجنة وأعتقد أن هذا الفكر القائم في بعض النساء المسلمات هو بلا شك من غزو الفكر الذي غزي المسلمون به منذ نحو قرن نصف قرن من الزمان من الكفار مباشرة ثم من بعض الكتاب المسلمين الذين تأثروا بالثقافة الغربية وبالأفكار الغربية فأخذوا ينشرون بين المسلمين وتيسرت لهم وسائل النشر أن الزواج الثاني لا يشرع إلا لضرورة ويتأولون بعض الآيات التي اشترط الله عز وجل فيها الزواج بأكثر من واحدة العدل بينهن وقيد ذلك بقوله (( فإن لم تستطيعوا فواحدة )) ففسروا الاستطاعة هنا تفسيرا خاطئا ومضللا وهي الاستطاعة القلبية وهذا ليس هو المراد وإنما المراد الاستطاعة المادية التي تنحصر في المسكن والملبس والمأكل والمشرب ونحو ذلك من الماديات أما الناحية القلبية فهذه لا يشرطها ربنا عز وجل لأن سيد البشر عليه الصلاة والسلام ( لما سئل عن أحب الناس إليه قال: عائشة، قالوا ومن الرجال ؟ قال: أبوها ) فهو بلا شك كان يحب عائشة أكثر من كل نساءه ولكن ما كان يفضلها في المعاملة على ضراتها فلما أشاع هؤلاء الكتاب المتأثرون من الأفكار الغربية المعارضة للشريعة الإسلامية انتشرت هذه الفكرة بين كثير من المسلمين والمسلمات وتركز في نفوسهن أن الزواج الثاني لا يشرع إلا لضرورة وهذا افتراء على الشريعة الزواج الثاني كل ما يشترط فيه فقط هو العدل والعدل مادي وأنا أعتقد أن من كان يستطيع أن يتزوج بثانية وثالثة ورابعة بالشرط المذكور في القرآن فذلك خير له وأبقى في الدنيا ثم في الآخرة ذلك لأنه يحقق بذلك هدفا شرعيا لفت نبينا صلى الله عليه وسلم نظرنا إليه في حديثه الصحيح حين قال ( تزوجوا الولود الودود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة ) هذا شيء والشيء الآخر وهذا كثيرا ما أذكره بهذه المناسبة أن الزوجين المسلمين الذين يتمتعان بالناحية الجنسية كما يقولون في هذا الزمان فهم بالإضافة إلى ذلك يكتسبون فوائد شرعية وأجور عظيمة جدا فيما إذا قاموا بحق تربية الأولاد أولا ثم الصبر على ذلك وبخاصة على ما إذا توفي أحد منهم لا سيما إذا كانت الوفاة قبل سن البلوغ والتكليف فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد إلا لن تمسه النار إلا تحلة القسم ) هذا مكسب عظيم جدا للمسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغ الحنث أي سن التكليف لن تمسهم النار إلا تحلة القسم ( قال بعضهم واثنان يا رسول الله ؟ قال: واثنان ) قال الرواي ( حتى ظننا أنه لو قلنا وواحد لقال وواحد ) إذا المسلم يبتغي من وراء الزواج شيئا أكثر من قضاء الشهوة الجنسية وهو ثواب القيام على تربية الأولاد وعلى تعليمهم ثم على الصبر على وفاتهم وهذا ما لا يخطر في بال أولئك الكفار فإذا تزوج المسلم بأكثر من واحدة كان تحقيقه للرغبة النبوية الكريمة المشار إليها في الحديث السابق بقوله عليه السلام ( فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة ) أولا وثانيا يكون قد قدم بين يدي وفاته فرطا له وذخرا فلذلك من الخطأ الفاحس جدا أن يكون في النساء المسلمات الملتزمات أن يمتنعن وألا يرضين بزواج الزوج عليهن لهم العذر أن لا يرضون ذلك غريزة وطبيعة أما من الناحية الشرعية فيجب عليهن أن يخضعن انفسهن للحكم الشرعي لا سيما وهناك ذاك الوعيد الشديد الذي معناه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( أيما امرأة طلبت من زوجها الطلاق من غير ما بأس لم ترح رائحة الجنة ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام هذا ما عندي جوابا عن هذا السؤال.
السائل : ما فيه مخالفة للكفار أيضا؟
الشيخ : بلا شك.
نعم

مواضيع متعلقة