كلمة الشيخ الحلبي بمناسبة نكاح أحد الإخوة. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلمة الشيخ الحلبي بمناسبة نكاح أحد الإخوة.
A-
A=
A+
الشيخ : تفضل يا أخي ارتجل كلمة بارك الله فيك. يلاّ توكل على الله حقق رغبة الأخ هذا, يلاّ بسم الله.
الحلبي : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد: فنحمد الله جل وعلا أن جمعنا وإياكم في هذا المقام وفي هذا المجلس الطيب الذي نشهد فيه بناء أسرة إسلامية لتكون لبنة جديدة قائمة على الكتاب والسنة في صرح المجتمع الإسلامي المنشود إن شاء الله تعالى, والمسلمون اليوم في واقعهم الأليم الذي يعيشونه نراهم يتخبطون في كثير من الأمور ونراهم يعيشون تيها ما بعده من تيه وما ذلك إلا بسبب بعدهم عن تطبيق كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وبسبب تغييب فهم أسلافهم الصالحين لكتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه, لذلك فإننا نراهم في كثير من الأحيان إذا أرادوا أن يقوموا بعرس لأبنائهم أو بناتهم يمموا وجوههم نحو المنكر ونحو الإثم والمعصية وكأن أفراح الناس اليوم لا تكتمل معالمها إلا بالإثم عياذا بالله, فإذا نهيتهم وزجرتهم قالوا لك نريد أن نفرح فإذا قلت لهم اجتنبوا المعازف والموسيقى وتلكم المخالفات الشرعية قالوا ما هو البديل؟! فتراهم يريدون أن يلجأوا إلى بديل فيقعوا ببديل هو في حقيقته إثم أيضا كما هو الحال في الفرق المسماة اليوم بالفرق الإسلامية التي يستخدم فيها الرجال والشباب وبعضهم قد يكون ملتحيا الدفوف والطبول والمعازف وما لا نعلم أسماءه ثم يلحنونها على ألحان أهل الفسق ويترنمون عليها كترانيم أهل الضلالة ثم يزعمون بعد ذلك كله أن هذا هو البديل وهو في الحقيقة ليس بديلا ألبتة, البديل الشرعي لتلكم الآثام هو في مثل هذا المجلس المبارك الذي تكون فيه الفائدة ويكون فيه العلم وتشع فيه أنوار الكتاب والسنة وهو في الوقت نفسه إشهار للزواج وتعريف للناس به وأما قوله عليه الصلاة والسلام ( فصل بين الحلال والحرام الضرب بالدف ) فهذا للنساء وليس للرجال ولقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة " السماع " أن السلف الصالح كانوا يسمون من يضرب بالدف مخنثا, فحينئذ أقول لا يكون البديل بديلا شرعيا حقا إن جازت التسمية بالبديل أصلا إلا بأن يكون هذا البديل مبنيا في أصله وفصله على للشرع ليس مخالفا لذلك وأخونا أبو عبد الله حفظه الله عودنا في مناسبات من قبل بأن يضم مجلسه وفرحه شيخنا وإخوانه وأبنائه وأصحابه حتى يكونوا مشاركين له فرحته وقائمين له بالعون والمساعدة لإقامة تلك الأسرة السعيدة التي نرجو لها الدوام والمحبة على الخير المنبعث من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام والشرع الحنيف جاء ليبين القواعد الكلية التي هي معايير الزواج فبالنسبة للرجل يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه فإن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) وبالنسبة للمرأة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( تنكح المرأة للأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) أي فإن لم تفعل التصقت يداك بالتراب كلمة كان يقولها العرب لمن فوت على نفسه أمرا حسنا خيرا وفي مثل هذا النكاح الذي نشهده اليوم لن يكون إن شاء الله فيه إلا مثل هذه المعايير المعايير المبنية على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ليست تلكم المعايير المبنية على أهواء الناس وعلى عاداتهم ولا على تقاليدهم ولا على مواريثهم من آبائهم وأجدادهم فكثير منها مواريث بالية ولكنها من مواريث الهدى من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه, من أجل هذا كله نحن اجتمعنا في هذا المقام حول شيخنا وفي بيت أخينا ليكتمل فرحه ويشع بالنور مجلسه مستنيرين بأضواء الكتاب ومستضيئين بأنوار سنة النبي صلى الله عليه وسلم وإذ نريد أن نبارك للعروسين فإننا نبارك بالمباركة الإسلامية وليست بالمباركة الجاهلية نقول بارك الله لهما وعليهما وجمع بينهما في خير ولا نقول كما يقول أهل الجهل وأهل الإنحراف من الجاهليين الجدد بالرفاه والبنين فهذا مما نهى عنه رسول رب العالمين صلى الله تعالى عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين نسأل الله تعالى أن يكتب لكل شاب الزواج لأن النبي عليه الصلاة والسلام قد حض على ذلك ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ) فوصية من أخ لإخوانه أن الزواج حصن وجنة في هذا العصر الذي امتلأ بالشهوات وامتلأ بالشبهات وامتلأ بالفتن المضلات فلا منجى منه بعد الله تبارك وتعالى سواء الائتمار بأوامره ومن أعظم ذلك النكاح على أصوله الشرعية لا على قوانينه الجاهلية التي يتبارى فيها الناس ويقلد بعضهم بعضا في غلاء المهور وارتفاع المؤخر وما شابه ذلك من أمور لا تمت للشرع بصلة بل يضعونها في الحقيقة عقبات في وجه تطبيق حكم الشرع هذه كلمة أحببت أن أقولها تلبية لرغبة شيخنا وأستاذنا وإلا ما كان لمثلي أن يتحدث في حضرة الأستاذ الكبير وأترك المجال لتعقيب يسير من شيخنا حفظه الله وجزاكم الله خيرا.

مواضيع متعلقة