وَرَدَ في السنة أن الله - عز وجل - يُشهِدُ فخذَ ابن آدم على كذبه عند الحساب ؛ فهل يُسأل العبد عن ذنبٍ تاب منه ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
وَرَدَ في السنة أن الله - عز وجل - يُشهِدُ فخذَ ابن آدم على كذبه عند الحساب ؛ فهل يُسأل العبد عن ذنبٍ تاب منه ؟
A-
A=
A+
عيد عباسي : وَرَدَ في السنة أن الله - عز وجل - يُشهِدُ فخذَ ابن آدم على كذبه عند الحساب ؛ فهل يُسأل الرجل عن ذنب تاب منه ، وإذا سئل فيجيب بالنفي بناءً على توبته أم بالإيجاب معرِّضًا نفسه للعذاب ؟

وفيه سؤال قريب منه : هل يغفر الله الذنب المتكرِّر الذي ينكره قلب فاعله ؟ وهل كلمة الجهالة في قوله - تعالى - : (( لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ )) ، تعني عدم القصد أم عدم السيطرة على الحواس ؟

الشيخ : هذا سؤال مستقل ... .

عيد عباسي : إي نعم ، إذًا نبدأ بالأول .

الشيخ : السؤال الأول شو كان ؟

عيد عباسي : إشهاد فخذ الإنسان على ذنبه الذي تاب منه .

الشيخ : مَن تاب تاب الله عليه ، الذي أذنب ذنبًا ثم تاب إلى الله - عز وجل - توبة نصوحًا ؛ فهذا الذنب مُحِيَ ، بل ومن فضل ربِّه أن الأمر أرحم من ذلك ؛ لأن المذنب إذا تاب ليس فقط مُحِيَت معصيته ، بل حلَّ محلَّها حسنات ، الله - عز وجل - كما قال : (( فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ )) ، هذه الآية من الآيات المبشِّرات ؛ يعني جَمَعَتْ من فضل الله - عز وجل - الشيء الكثير إلى درجة أن بعض عقول من المفسرين لم تتَّسع لقبول هذا الفضل الإلهي ، فقالوا في تفسير هذه الآية : (( فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ )) ؛ أي : بعد ما تاب من الذنب هو يعمل خير ، فهالخير هو الحسنات ؛ لا ، جاءت السنة لتوضِّح وعلى رغم هؤلاء المضيِّقين المحجِّرين من رحمة الله - عز وجل - لتقول : يبدل سيئاتهم حسنات حقيقةً ؛ أي : إذا كان عامل تسعين سيئة وتاب منها كُتِبَ له تسعين حسنة ، وهكذا حواليك ، لكن لا تغترُّوا ؛ ليس معنى ذلك أنُّو المذنب التائب خير من المطيع الصابر السالك على الطريق وعلى الجادة .

هنا فيه دقيقة ؛ وهي هذا الذي أكثَرَ من الذنوب وتاب ، وتاب الله عليه ومحى سيئاته ، وأحلَّ محلَّها تلك الحسنات كما شرحنا ، لكن المؤمن الطائع الصابر الماضي في طاعته لله - عز وجل - هذا كل ما عمل حسنة يُكتب له مقابل الحسنة عشرة ، مقابلها مئة ، مقابلها سبع مئة أضعاف كثيرة ، والله يضاعف لِمَن يشاء ، وإذا كان الله - عز وجل - قد أظهر فضله على العاصين من عباده فقَلَبَ سيئاتهم التي تابوا منها إلى حسنات ، فالله - عز وجل - أكرم - أيضًا - من ذلك بالنسبة للطائعين من عباده ؛ فهو يضاعف لهم الحسنات ؛ ولذلك فمهما بُدِّلت سيئات العاصين إلى حسنات فهي حسنة مقابل سيئة ، أما لو كان مطيعًا لَوَجَدَ هناك يوم القيامة ذخرًا من الحسنات يرتفع بها في الجنة إلى الدرجات العاليات .

فالشاهد أن التوبة تمحو الحَوْبة ، فالمسلم لا يُسأل يومئذٍ عن الذنب الذي تاب منه ، وإلا تطلَّب الأمر أن يسأل كل الكفار الذين اهتدوا وأسلموا ، فالمسألة هذه يسيرة وواضحة وبيِّنة والحمد لله .

إيش ؟ أعِد السؤال الثاني .

عيد عباسي : أنُّو إذا سئل يوم القيامة يجد ... ؟

الشيخ : لا يُسأل .

مواضيع متعلقة