ما هو التلازم بين العقيدة والمنهج ؟ وهل أي انحراف أو خلل في المنهج يلزم منه انحرافا في العقيدة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هو التلازم بين العقيدة والمنهج ؟ وهل أي انحراف أو خلل في المنهج يلزم منه انحرافا في العقيدة ؟
A-
A=
A+
الشيخ : أعد السؤال.
السائل : التلازم بين العقيدة والمنهج وأن أي انحراف أو خلل في المنهج يلزم منه انحرافا في العقيدة.
الشيخ : إي نعم لا شك أن هذه المسألة هي مسألة هامة جدا فهم العقيدة لا بد أن ينطلق المسلم سواء كان عالما أو كان طالبا أو كان من عامة الناس لا بد أن يكون منطلقه في فهم العقيدة الإسلامية على المنهج الصحيح وقبل أن نتكلم عن المنهج ينبغي أن أفصل أو أبين وأوضح كيف بالنسبة لعامة الناس ثم الذين أعلى منهم قليلا وهم طلاب العلم كيف هؤلاء يستطيعون أن يفهموا العقيدة بناء على المنهج الصحيح وهم ليسوا علماء إذا العلماء هم الذين يستطيعون أن يفهموا العقيدة على المنهج الصحيح فما بال الطبقتين الأخيرتين الجواب كما نقول في كثير من المجالس نذكر بقوله تعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وأهل الذكر هم أهل القرآن وكما قال عليه السلام في حديث ثابت ( أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ) وهنا لا بد أن أقول شيئا بالنسبة لأهل القرآن كما قلت بالنسبة لأهل الذكر آنفا فقلنا أنه أهل الذكر ليسوا هم الرقصة والأكلة كذلك أريد أن أقول أن أهل القرآن ليسوا هم الحفظة للقرآن فقط والذين لا يفقهون شيئا من معاني القرآن وإن كان حفظ القرآن له أجر كبير وكبير جدا شريطة أن يكون هذا الحفظ لله عز وجل وليس من أجل الدرهم والدينار فالآن نقول أهل الذكر هم أهل الله وخاصته أي أهل القرآن الذين يتدبرون القرآن ويفهمون القرآن ويعملون بالقرآن ثم العمل بالقرآن لا يمكن إلا إذا ضم إليه حديث الرسول عليه الصلاة والسلام وسنته لأن الاستقلال في فهم القرآن باللغة العربية هذا لا يمكن أن يكون المحاول لفهم القرآن بالعربية فقط على هدى من ربه هذا أمر مستحيل لو جيء بسيبويه زمانه وأعلم الناس باللغة العربية لم يستطع أن يفسر القرآن كما أراد منزله لأن الله عز وجل قد قال في جملة ما أنزل مخاطبا شخص الرسول عليه السلام (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) إذا هذه الآية تدل دلالة صريحة على أنها تضمنت أمرين اثنين نقول قبل كل شيء هما المبيَن والمبيِن (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) فإذا الآية فيها مبين وفيها مبين المبيَن هو القرآن والمبيِن هو حديث الرسول أو سنة الرسول عليه الصلاة والسلام إذا لا بد لكل مسلم من أن ينهج هذا المنهج في أن يفهم ليس فقط عقيدته بل أن يفهم شريعة الله عز وجل ككل لكن من باب أولى العقيدة على أن العقيدة يجب أن يراعى فيها ما سيأتي بيانه أيضا زيادة عن هذا فإذا لو كان هناك أعلم الناس باللغة العربية يستحيل عليه أن يفهم القرآن الكريم على ضوء (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) ذلك لأنه كما يعلم المسلمون جميعا إلا من انحرف منهم وخرج عنهم من الذين يدعون النبوة كالقاديانيين في هذا الزمان نقول لا يستطيع أحد أن يفهم القرآن بعد الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه لا نبي بعده لو كان هناك نبي فبإمكانه بواسطة الوحي أن يفسر شيئا من القرآن الكريم أما ولا نبي بعده عليه الصلاة والسلام فلا سبيل إذا لأحد أن يفهم القرآن إلا من طريق الرسول عليه الصلاة والسلام إذا قلنا من طريق الرسول عرفنا طريق سنته ولكنني تعمدت تعبيرا جديدا غير ما سبق ذكره آنفا وهو لا يمكن فهم القرآن إلا من طريق الرسول عليه السلام لألفت النظر إلى ضلال بعض الجماعات الصوفية الذين غلوا في تصوفهم وخرجوا بذلك عن شريعة ربهم حينما يخاطبون المتمسكين بالكتاب والسنة يقولون " أنتم تأخذون دينكم حيا عن ميت أما نحن فنأخذ ديننا عن الحي الذي لا يموت " أي يأخذون الأحكام الشرعية مباشرة من الله عز وجل ويعبر بعضهم عن ذلك بقوله " حدثني قلبي عن ربي " معنى هذا الكلام أنه استغنى عن البيان (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) معنى هذا الكلام أنه استغنى عن بيان الرسول عليه الصلاة والسلام وحينئذ خالف عشرات النصوص من الكتاب والسنة التي تأمر المسلمين جميعا أنهم مثلا إن اختلفوا وتنازعوا في شيء قال تعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله )) قال شرطا لازما (( إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) مفهوم هذا الشرط أن الذي لا يؤمن بالله واليوم الآخر لا يرجع إلى الرسول عليه السلام إذا هؤلاء الذين يقولون " أنتم تأخذون دينكم حيا عن ميت ونحن نأخذ ديننا عن الحي الذي لا يموت " أنهم كفروا بربهم ولو تظاهروا بأنهم أعبد الناس على ذلك فلا بد من تلقي الشريعة بعامة والعقيدة بصورة خاصة من هذين المصدرين كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

مواضيع متعلقة