رجل استدان من آخر مبلغًا منذ سنوات ، فلما أراد تسديده أصبحت قيمة المال نازلة ومنخفضة عمَّا كانت عليه قبل سنوات ، وكذلك إذا كان على الزوج مهر مؤخَّر فأراد أن يعطي لزوجته حقَّها ؛ فما الحكم حينئذٍ ؟ مع مناقشة الطلاب حول ذلك . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
رجل استدان من آخر مبلغًا منذ سنوات ، فلما أراد تسديده أصبحت قيمة المال نازلة ومنخفضة عمَّا كانت عليه قبل سنوات ، وكذلك إذا كان على الزوج مهر مؤخَّر فأراد أن يعطي لزوجته حقَّها ؛ فما الحكم حينئذٍ ؟ مع مناقشة الطلاب حول ذلك .
A-
A=
A+
الشيخ : وأنا أريد أن أذكِّر بمناسبة السؤال أمر كنت أفترض أنُّو لازم يكون واضح وبيِّن عند عامة الشباب المسلم وإذا به ليس كذلك ؛ هذا السؤال معرفة حقيقة الجواب عليه يترتَّب عليه حلُّ مشاكل كثيرة ، ربَّ إنسان استدان مِن صاحبه منذ كذا سنة عشرة آلاف خمسة آلاف أكثر أقل ليرة سورية ، ثم مضت الأيام تمشي وقيمة الليرة تنزل والذهب يرتفع ، حتى صار ما سمعتم ، ربَّ رجل تزوَّج امرأة من عشرين من ثلاثين سنة ، وكتب لها مهر مؤخَّر ، خاصة إذا كان إيش ؟ على طريقة القناعة والكفاف ؛ يعني خمس مئة ورقة ألف ورقة ، وإذا الخمس مئة ورقة اليوم لا تساوي إلا خمسين ورقة تقريبًا أو أقل ، والآن يريد الرجل أن يوفي زوجته المهر المؤخَّر قبل وفاته ؛ فهل يُحسن عملًا إذا ما سلَّمها خمس مئة ورقة وبرئت ذمَّته ؟ الجواب : لا ، قد يأتي زمن على الخمس مئة ورقة تصبح هذه الورقة اللي في وجه ممكن الاستفادة من الكتابة منه أقوى - ولا أقول : أقيَم - من هذه الخمس مئة ليرة سورية ؛ لأنُّو لا يشترى فيها شيء ولا ينتفع بها في شيء ؛ فهل يقال : برَّأنا ذمتنا أعطيناها لزوجتنا خمس مئة ورقة وانتهى الأمر ؟

لا ، السر أنُّو هذه الأوراق النقدية التي ابتُلِيَ الزمن العصر الحاضر في كل البلاد بها هي من مصائب الناس ، وإن كان الناس بسبب هموم دنياهم وركضهم كالدواب أصبحوا ما عاد يحسُّوا ، وصدق فيهم : " ما لجرحٍ بميت إيلام " ، ما عاد يحسُّوا بهذه المشكلة ، إلا حينما تقوم بقى بعض القضايا مثل الآن الذهب ارتفع أحسَسْنا أنُّو هذه العملة شو قيمتها ؟ لا قيمة لهذه العملة ، هذه صكوك في الواقع ، معروف هذا في اصطلاح الدول عامة ؛ فإذا نزلت قيمة العملة السورية هذه العملة لا قيمة لها ، بدك ترجع إلى الذهب ؛ فعليك ألف ورقة من خمس سنوات بدك تؤديه الآن مو ألف ورقة ؛ قيمة الألف ورقة من الذهب في ذلك الزمان ، بدك تقدِّم له ذهب ، وبعض الغافلين أو المتغافلين بيقولوا : يا أخي ، نحن ما قبضنا ذهب ، حبيبي صح ، لكن أنت قبضت ما يساوي كذا من الذهب ، وإلا الورقة ما لها قيمة ؛ لذلك يجب هذه أن نحفظها سواء كان لنا أو كان علينا ، تداينَّا من ناس ما نهضمهم حقهم ؛ لأنهم والله عمل المنيح معنا نحن نوفيه الآن العملة اللي استقرضناها منه بالورق السوري ، ولو صارت القيمة على النصف أو أقل من ذلك ، كذلك المرأة التي أخذناها بحقِّ الله وبعهد الله لا نظلمها ونعطيها المسمَّى من العملة الورقية ، كذلك الآن نريد أن نُخرج الزكاة عن هذه الحليِّ ما نخرجها إلا بقيمة الوقت الحاضر ، قطعة كنَّا اشتريناها بمئة ورقة اليوم تساوي ثلاث مئة أربع مئة ؛ فما ... منها على أساس أنُّو تسع مئة على أساس أربع مئة وهكذا .

السائل : ... .

الشيخ : ... بيقدر شو بتساوي ؟

السائل : ... .

الشيخ : ما بيعرف ثمن الذهب ؟

السائل : إي .

الشيخ : وهذا السؤال أنا ما يسأل ، تسأل الصَّرَّاف اللي بيعرف الطلوع والنزول .

نعم .

سائل آخر : إذا نزل الذهب .

الشيخ : نفس القضية أخي ، نحن المهم ذهب ، تقدِّم ذهب .

السائل : ... .

الشيخ : نعم .

ثانيًا : ما حكم الوشم ؟

السائل : عفوًا شيخ أبو عبد الرحمن .

الشيخ : نعم .

السائل : بالنسبة لقضية المهر وتحديدها بالذهب ، مثلًا الزوج قبل عشرة سنوات لما وافق على مهر - مثلًا - مقدار معيَّن من الذهب هو قدَّر في نفسه أن يعني حتى ... حتى يعني يكسر قيمة هذا المهر - مثلًا - يشتغل شهر مثلًا ، أما الآن بعد عشر سنوات لما يريد يُخرج قيمة المهر بسعر اليوم عليه أن يشتغل يعني سنة كاملة بدل الشهر ، فأليس في هذا ظلم يعني في حقِّ الزوج ؟

الشيخ : لا ، ما في ظلم ؛ مع المناقشة في السؤال أو المبالغة في تصوير السؤال ، ما أظن يعني الفرق مثل ما عم تتصور أنت بدل ما يشتغل شهر بيشتغل سنة ، ما أظن هذا ؛ بالعكس ؛ لأنه المعاش لما كان المعاش - مثلًا - للعامل العادي مئتين ورقة ثلاث مئة ورقة اليوم صار قديش ؟ صار ألف وزيادة ؛ فعَمْ يلحق بعضه البعض يعني .

سائل آخر : ... النسبة .

الشيخ : ما بيهمني نفس النسبة يا أستاذ ، أنا ما لي حسيب الآن ، ولا عم أقول أن نفس النسبة ، بس عم أناقش الفرضية أنُّو هاللي بيحصله بشهر هلق بدو سنة ، هَيْ فيها مبالغة يعني ، مع ذلك أنت أخذت هذه المرأة بعهد الله وميثاقه ، وأنا بأرجع بأقول : ما أعطيتها مهرًا من العملة الورقة التي لا قيمة لها ، وإنما ما يساوي من الذهب كذا وكذا ، ثم أنت ما سلَّفت ، وإنما أخرت ، فإذا جرى شيء أصابك أنت من بعد ذلك شيء من الضرر كما تُصوِّر فما هي المسؤولة ، ما هي بتستحقُّ أن تُظلم لأنك أنت أخَّرت المهر .

ولعله هذه فرصة لنذكر بما ندندن دائمًا وأبدًا ، وهذا من فضائل السنة : تقسيم المهر إلى قسمين وجعله نظام في زواج الرجل بالمرأة لا بد أنُّو يكون مقدَّم ومؤخَّر ، هذه بدعة في الإسلام لا أصل لها إطلاقًا ، ومع بدعتها من الناحية الشرعية ؛ فهي عامل من العوامل التي تجعل العلاقة بين الزوجين علاقة مهرية جهنَّمية ، كثير من الأحيان لا يناسب كل من الزوجين الآخر ، فيريدان أن يفتَكَّا ، لكن الرجل مغلَّل غل وأيُّ غل ثقيل ، مكتوب عليه خمسة آلاف وعشرة آلاف ، بس ... على طريقتنا اللي الأخ ثقَّلها خمسة آلاف عشرة آلاف اليوم شو بيساوو ؟ الله أكبر ! منين بدو يجيب هادا الرجل اللي كتب على نفسه هذا المبلغ ؟ بيتم بقى يعيش معها على مضض ، من أين جاءت هذه المشكلة ؟ من التزامنا ما لا يلزم ، من تقسيمنا المهر إلى معجَّل ومؤجَّل ، ثم " ضغثًا على إبَّالة " اليوم ، وهذا من فساد المجتمع ؛ صار ولي الأمر بيتساهل في المهر المعجَّل وبيغالي في المهر إيش ؟ المؤجَّل ، زيادة في تثقيل إيش ؟ الغلّ في عنق هذا الزوج .

السائل : ... .

الشيخ : قالوا : (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ )) - سبحانه وتعالى - ؛ لذلك لما بتجي ... المشكلة في بعض صورها ومظاهرها مين المسؤول عنها ؟ هالشعب هالأمي هاللي ما تلتزم بالآداب الإسلامية كلها وتأخذ الإسلام كلًّا لا يتجزأ ، تطلع هذه المشاكل نحن مسؤولين عنها .

مواضيع متعلقة