مناقشة فيمن دفع مالاً ليسترجع حقه أو يدفع ظلماً عنه . هل يعد هذا من الرشوة.؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
مناقشة فيمن دفع مالاً ليسترجع حقه أو يدفع ظلماً عنه . هل يعد هذا من الرشوة.؟
A-
A=
A+
السائل : طيب سيدي أليس الأصل في حالة أنا وقعت علي مظلمة ويوميا أرى الظلم بقع علينا ، مش الأصل فينا نعمل على إزالة الظلم بدون ارتكاب ما هو شر ؟

الشيخ : وين الشر ؟

السائل : مثلا هذا الشرطي ...

الشيخ : لا وين الشر في موضوعنا إذا قلنا إن الرشوة إحقاق باطل أو إبطال حق ، وين الشر ؟

السائل : دفع شيء مش من حقه هذا الشرطي أن يأخذ دينار بدل الخمس دنانير ، هذا ليس من حقه .

الشيخ : لكن هو من حقك تدفع خمس دنانير .

السائل : هذا الأمر مهو هون حصلت الخصومة ؛ إذا المسألة حلها في الإسلام قاضي حسبه مثلا مضبوط ، نجيبه وبحل المشكلة بيني وبين ...

الشيخ : نحن يا أستاذ خياليين ولا واقعيين ؟ وين قاضي الحسبة ؟ لو سمحت خلينا ننهي البحث مع الدكتور بعدين نسمع من الآخرين السائل : مشكلتنا نقع في هذا الواقع يوميا .

الشيخ : معليش يا أخي ...

السائل : وزيد على هذا المثال أمور كثيرة .

الشيخ : يعني الأمور الكثيرة إما فيها رفع ظلم عن نفسك ، وإما فيها إبطال حق لغيرك ؛ وكما قلنا وإما بالعكس تماما ؛ فلو فرضنا أنك أبطلت باطلا ، أبطلت باطلا كل يوم عشر مرات شو فيها هذه ؟ إذا أبطلت باطلا مش حققت باطلا أو أبطلت حقا ؛ فقضية تكرر الشيء لا ينظر إلى تكرره وإنما ينظر إلى حقيقة هذا الشيء هل هو جائز أم غير جائز ؛ فإن كان جائزا فأول مرة جائز وثاني مرة جائز وعاشر مرة جائز وهكذا ؛ وإن كان غير جائز فيرجع الحكم. أبدا ؛ فالآن هذه ما فيها إشكال أبدا ، وقضية الحسبة يا أخي هذه تنحكى في غير هذا المجتمع الذي وضع العمل بالشرع جانبا .

السائل : ليس خطئا أن نتخيل ما نصبوا إليه إذا... ؟

الشيخ : صحيح ، ويجب كما قلت وقلنا معك ، يجب أن نعمل لهذا الذي ننشده ؛ لكن إلى أن نتمكن من ذلك ماذا نفعل بهذه الجزئيات ؟ في هذه الظلامات نحاول تقليلها .

السائل : والله أنا أرى أن أتحمل الظلم على أن أدفع شيء من هذا القبيل حتى لو دفعت عشرة دنانير ...

الشيخ : أهلا وسهلا وعليكم السلام ورحمة الله ، أهلا يا دكتور وعليكم السلام ، الحمد لله نحن بخير....... أحبكم الله ، الله يجمعنا على حبه .....

الشيخ : ..... بليتم بي ...تصبروا علي...ممكن أن تذكرني ما قلت أخيرا أنت ؟

السائل : كوني أنا من مؤيدي الرأي بأن الرشوة حرام وبغض النظر عن الواقعة يعني فيها ظلم أو عدم ظلم للآخرين أو إحقاق حق يقع عليّ أو على غيري بهذا الأسلوب بظني مؤيد للرأي إنه حرام .

الشيخ : يعني تؤيد أن تظل مظلوما ؟

السائل : لا ، أنا أعمل على حل المشكلة جذريا هذه بطريق آخر ، وأما الجزئيات أبقى صابرا عليها وأتحملها .

الشيخ : طريق آخر ما في عندك بين ما تقيم دعوى ، إذا استطعت أن تقيم دعوى خسرت قبل كل شيء أكثر مما سيأخذه هذا الإنسان ظلما وعدوانا وبعدين هات بتحصل حقك كمان ولا لا ، إلى آخره ؛ نحن بدنا نعالج الواقع، مع ذلك يبدو لي أنك ما اقتنعت ومعليش إذا قلت إنك لم تقتنع لكن أريد أن أكون على بينة كيف بدي اتفاهم انا واياك. نحن نقول أهل العلم باللغة بقولوا الرشوة هي إعطاء مال لإبطال حق أو إحقاق باطل ؛ فإذا أنت لم تقتنع بهذا التعريف تبقى على رأيك أنت لك شأنك ؛ أما إذا اقتنعت بهذا الرأي فهذا يلزمك أن تتراجع عن ذلك الرأي .

السائل : نعم صحيح مستند إلى قضية انه النصوص التي أتت بالتعريف الشرعي وليس اللغوي ..

الشيخ : سبحان الله وين التعريف الشرعي ؟

السائل : يعني أقصد لعن الله الراشي والمرتشي ؟

السائل : والرائش بينهما .

الشيخ : " والرائش بينهما " زيادة ما صحت في الحديث وليس لنا بهذا الصدد ، شو معنى ( لعن الله الراشي ) ، من هو الراشي ؟

السائل : الراشي الذي يعطي المال .

سائل آخر : ليش؟

الشيخ : الله يرضى عليك ، يعطي المال لماذا ؟ يأتيك قلنا بعد المغرب للدكتور عصام هات سؤال فأجابني ، قلت له بارك الله فيك هذا النظام قاصر لأنه حيضطرني لسؤال ثاني ، وكل سؤال يكون الجواب عليه محوجا للسائل أن يسأل سؤال ثاني ، معناه هذا السؤال كان جوابه ناقص ؛ فأنا بقول لك الآن من هو الرائش المذكور في الحديث ؟

السائل : هو أي شخص ...

سائل آخر : مش من عندك بدك يكون التعبير شرعي .

الشيخ : ماانا نقول لك باللغة بتقول كذا وأنت بتقول أي شخص ، اللغة تقول مو أي شخص .

السائل : مثل مثلا أنا إنسان أدفع مالا او ادفع شيء لمسئول من واجبه أن يعمل عملا هو أصلا من واجبه أن يعمل هذا لحظة شوية يصب في نفس المعنى وممكن إذا مش عارف نص أو تعريف لكن هذا ما فهمته أن أدفع شيء لمسئول لكي يؤدي لي خدمة كي يؤديها أو ليمتنع عن أداء عقوبة عليّ من واجبه أن يوقعها .

الشيخ : هذا بلتقي معي بارك الله فيك ، اسمح لي طيب بالضبط اذن اختلفنا ولا اتفقنا ؟

السائل : بس الاستثناء هنا ...

الشيخ : خلينا بمثالك هذا الموظف ، موظف في دائرة من الدوائر ، واجبك الآن تعطيه جوازك مثلا ويؤشر لك عليه ، هو يقول لك اليوم وبكرة واليوم بكرة، منشان تعطيه رشوة ، هذه الرشوة يأكلها هو حرام ، صح لأنه واجبه القيام بهذه الوظيفة .

السائل : صح .

الشيخ : كويس أنت على مذهبك الطويل الأمد ويلي بدو صبر أيوب عليه السلام بتم تروح وتجي وتروح وتجي وما بتعطيه دينار ، ليه؟ لأن هذه رشوة ، يا أخي هذه ليست رشوة ، هذا مال يعطى لتحقيق الحق ، أنت لك حق عنده وهو أن يؤشر لك على الجوازات ؛ تفضل يا أخي وأنت طولت بالك علينا وجزاك الله خيرا .

السائل : الحديث ممكن يؤخر معاملة أخ ثاني لك ، الموظف هذا نفسه يؤخر معاملة .

الشيخ : لا ، لا ، هذا المثال أنا جبته إليك منك وإليك ، تذكر المثال يلي قلنا عنه " الطشي وصار الأولى " أنت رجعت له ، نحن نفرض الآن لا يوجد صف ، راح عند الموظف وقال تعال

السائل : الموظف يجوز أنا مع رأي الدكتور ، لأنه هذا قد يعطي ضعاف النفوس من الشرطة وغيرهم من أيدي الموظفين أن يعتادوا على هذا الأمر وتزيد بين أيدي الناس ، وهذه مرة صارت فترة ...

الشيخ : هذا يمين بالله ، وقلما أحلف يمين ؛ أتعجب منكم ودكاترة ومثقفين أنكم خياليين ؛ يا رجل الواحد منكم يرضى يروح ويأتي ، بلعب فيه هذا الموظف منشان ما يعطيه دينار ، أولا يرضى الواحد منكم يفعل هذا الخيال يلي أنتم عم تقرروه ، إنه هو اشتراه ؛ هذا أولا خيال ثانيا خلاف الشرع .

السائل : بدي أعطيك مثال مثلا على سبيل المثال بتروح على مصر أي معاملة أو أي مكان شغلة البخشيش هذه موجودة عندهم ، يعني تعودوا عليها ، يعني أنا دخلت عندك ممرض وبأخدمك إذا ما تعطيني بخشيش أو إكرامية فلا أخدمك بالطريقة التي يجب أن تكون .

الشيخ : هذا يجيب مثال ، وهذا يجيب مثال شو الضابطة شو القاعدة ؟ بتبطل أنت تدخل مصر لانك ما بدك تعطي بخشيش ؟ شو عم تحكوا يا جماعة والله أمركم عجيب ، مع أن الشرع موسع عليكم ، الشرع بقول لكم الرشوة هي إعطاء مال لإبطال حق أو إحقاق باطل ، فأنت بدك تسافر من هنا لمصر وأخذت التأشيرات يلي بسموها اليوم قانونية ، لما وصلت هناك وقف في طريقك يلي سميته البخشيش ، كويس بترجع أدراجك حتى ما تدفع جنيه مصري ؟ لا والله ما تفعل هذا ، ويا ريت ويا ريت يكون هذا في الشرع حرام هذا الدفع لأكون معك وأقول بارك الله فيك إذا رجعت أدراجك ؛ لكن ليش أنتم عم تضيقوا أمرا وسع الله فيه ؟ مثل ذاك البدوي يلي دخل المسجد ولجهله بالشرع كشف ثوبه وشرر في المسجد يعني بال ، الصحابة هجموا عليه يا قليل الأدب يلي لا تخجل هذا بيت الله وكذا ، الرسول عليه السلام ، (( وإنك لعلى خلق عظيم )) ، دعوه لا تزرموه ، اتركوه حتى يفش خلقه بالشخاخ تبعه .

السائل : اللهم صل على محمد .

الشيخ : دعوه لا تزرموه ، بعد ما قضى حاجته قال له : إن هذه المساجد لم تبن لشيء من البول والغائط إنما بنيت للصلاة وذكر الله. الرجل توضأ وصلى مع الرسول عليه السلام ، بعد ما صلى قال وهنا الشاهد : " اللهم ارحمني ومحمدا ولا تشرك معنا أحدا " ... ، شو قال له عليه السلام ؟ ( لقد حجرت واسعا من رحمة الله ) ، يا جماعة حجرتم واسعا من رحمة الله ، الله وسع عليكم لما جعل الرشوة إعطاء مال لإبطال حق أو إحقاق باطل فأنت تجي تضرب لي مثال والدكتور يضرب مثال ، هذا المثال هو ... هذاك وظيفته أن يمشي معاملته ما مشاها إلا برشوة ، وهذا وظيفته انه يدخله مصر وما يدخل إلا ببخشيش ، طيب بترجع أدراجك ؟ يا ريت يكون عندنا من التقوى ومن الصلاح بحيث إنه نحن نصل إلى هذا الاحتكاك بالحرام ونقول لا (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) .

مواضيع متعلقة