ما هو حكم أخذ الأجرة على تعليم القرآن الكريم وتدريس أحكامه؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هو حكم أخذ الأجرة على تعليم القرآن الكريم وتدريس أحكامه؟
A-
A=
A+
السائل : يقول السائل ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله ( إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله ) وفي حديث آخر ( من أخذ على تعليم القرآن قوسا فأخذه من نار ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام فما هو حكم أخذ الأجرة علىى تعليم القرآن الكريم وتدريس أحكامه وهو ما تسميه بعض وزارات الأوقاف بالإكرامية ؟
الشيخ : أخذ الأجر على تعليم القرآن أو على تعليم الحديث أو الفقه أو أي علم شرعي فذلك حرام لا يجوز في الإسلام ذلك لأن هذا التعليم بكل أنواعه وتفاصيله من العبادات التي يجب على المسلم أن أولا يتقرب بها إلى الله تبارك وتعالى زلفى ولا يكون ذلك أبدا إلا إذا أخلص في ذلك لله عز وجل أي لم يبتغ من وراء ذلك إلا مرضاة الله تبارك وتعالى كما قال عز وجل (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) هذا حكم أخذ الأجر ولكن العلم هو الذي به تزول كثير من العقد والإشكالات التي تقع على بعض الناس بسبب جهلهم يجب أن نفرق بين أخذ الأجر على شيء وبين أخذ راتب أو معاش أو جعالة أو أي شيء آخر يقدم لإنسان مقابل شيء أو مقابل لا شيء أي شيء يقدم للإنسان مقابل شيء أو لا شيء لكن هو لا يلتفت إليه ولا يخطره في باله كما جاء في الصحيح من الحديث أن عمر رضي الله تعالى عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا جاءه مال خصني بشيء منه فأقول يا رسول الله أعطه من هو أحق أو أولى به مني فيقول له: يا عمر ما آتاك الله من مال ونفسك غير مشرفة إليه فخذه وتموله فإنما هو رزق ساقه الله إليك ) هذا الإنسان الذي يأتيه مثل هذا المال هبة من الله تبارك وتعالى لم يكن في الحسبان إما أن يكون غنيا وإما أن يكون دون ذلك فإن كان غنيا فباستطاعته أن يتصدق به فبكسبه لهذا المال من الطريق المشروع وهو الهبة التي جاءته وبصرفه لهذا المال صدقة في سبيل الله يكسب أجرا عظيما وإما أن يكون فقيرا فحينئذ يأتي هنا قوله عليه السلام ( ابدأ بنفسك ثم بمن تعول ) فما جاء الإنسان من مال لا يأخذه بمعنى أجر حينئذ سواء كان التعليم هو للقرآن أو للحديث أو لأي نوع من أنواع العلوم الشرعية العمل هنا لا يعود لهذا الواقع أي هذا المال الذي يقدم إلى هذا المعلم وإنما يعود إلى ما في قلب هذا المعلم فإذا أخذ هذا المال أجرا حرم عليه لأنه يأخذه مقابل قيام بواجب ديني وإذا أخذه على طريقة التي جاءت في حديث عمر آنفا فهو مباح وحلال له

مواضيع متعلقة