ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ( المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة ) ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ( المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة ) ؟
A-
A=
A+
الحلبي : يقول السائل ما هو معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة ) ؟ .

الشيخ : أي نعم ، المهدي منا أهل البيت يعني يكون قرشيا من ذرية نبينا صلوات الله وسلامه عليه ، ويكون صالحا لأن يقوم باعباء الدعوة والسير بالأمة إلى عزها ومجدها الغابر ؛ ومن علامات هذا الرجل المبشر به في الأحاديث الصحيحة أنه يسمى محمد باسمه عليه الصلاة والسلام وأبوه باسم أبيه وهو عبد الله ، فهو محمد بن عبد الله ؛ ولذلك كان من الحكمة بمكان ومن عظمة الإسلام الذي يعلم ما سيكون في الأزمان الآتية أنه قدم للمسلمين بعد هذه الأوصاف حتى لا يغتروا ببعض الدعاة الذين يستغلون هذه البشائر المحمدية فيدّعون وهذا التاريخ حصل به أن كثيرا ادعوا المهدوية ، يدعون أنه هو المهدي المبشر من الرسول عليه السلام في هذه الأحاديث الصحيحة ويكون الله عز وجل قد قدّر أنه لا يصدق عليه أنه محمد بن عبد الله ، ومن العبر الحادثة قبل نحو قرن من الزمان أنه خرج في قرية من قرى الهند اسمها قاديان رجل ادعى أول ما ادعى أنه المهدي المبشر به في أحاديث الرسول عليه السلام ، استغل هذه الأحاديث وجلب كثيرا من الناس بها نحوه وآمنوا بأنه المهدي ، وقام علماء الهند وباكستان عليه ، يومئذ كانت الهند واحدة يعني لم تكن باكستان قد فصلت عن الهند ، قاموا علماء المسلمين هناك قومة رجل واحد وردوا عليه برسائل عديدة جدا منها ، اسم هذا الرجل الدعي ميرزا غلام أحمد ، هكذا أسماء الأعاجم في الهند ميرزا غلام أحمد أي غلام أحمد ميرزا لقب عندهم للتعظيم ، اسمه غلام أحمد وكما ترون هن يركبوا أسماء مفرداتها من اللغة العربية لكن على كل حال يظهر فيها اللكنة الأعجمية غلام أحمد مضاف ومضاف إليه لكن هذا التعبير غير شائع عند المسلمين العرب يعني شو معنى غلام أحمد عندهم يعني خادم أحمد ، إذا هو ليس مسمى بأحمد وإنما بغلام أحمد يعني غلام الرسول عليه السلام ، غلام محمد يتشرف بخدمة الرسول ، هذه لغتهم هناك في الهند ؛ فلما جوبه بأن اسم المبشر به اسمه محمد وأنت اسمك غلام أحمد ، ماذا فعل ؟ أخذ يشطب كلمة غلام في مؤلفاته وبقي اسمه أيش ؟ أحمد ؛ كذاب هو ما اسمه أحمد ، اسمه غلام أحمد ؛ ثم استغل آية في القرآن (( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد )) ، الأحمد بينما أحمد هو من أسمائه عليه السلام أحمد ومحمد والماحي وأيش أسماء كثيرة موجودة في الحديث الصحيح ؛ الشاهد بدأ يظهر رائحة كذبه حتى بالنسبة لبعض أتباعه فكان من السر الإلهي أن الله ألهم النبي أن يقول: ( إن اسمه على اسمي واسم أبيه على اسم أبي محمد بن عبد الله يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ) سبحان الله ! كم جاء مهديين ما ظهرت هذه النبوءة ولن تظهر أبدا إلا حينما يأتي المهدي محمد بن عبد الله حقا ، حينئذ سيصدق تمام الحديث ( يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ) قال عليه السلام في أول الحديث : ( لا تنقضي الدنيا ) وفي رواية ( لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله رجلا يوافق اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يمكث في الأرض سبع سنين أو ثمان سنين ) هذه إقامة المهدي وهذا يؤكد كلامي السابق نحنما بدنا نسنى المهدي ، شو بده يساوي بهذه الثمان سنين ، بده يشتغل فينا في إصلاحنا وتوحيد كلمتنا ولا نحن بدنا نكون عون له ؟ هذا هو المنطق الصحيح أنه نحن يجب أن نجهز أنفسنا وأن نكون كجنود لشخص منتظر قد يكون هو هذا أو قد يكون شخص قبله الله أعلم ؛ أما أن نتواكل على خروج المهدي أو نزول عيسى عليه السلام فهذا ليس هو من عقيدة الإسلام ؛ الله عز وجل ألهم نبيه أن يخبر أمته عليه السلام بهذه البشائر خروج المهدي ونزول عيسى حتى ما ييأسوا ما يقولوا خلاص ما بقى في نجاة ، ما بقى في عزة ، ما في مكنة في الأرض ؛ لا ، أمامكم ؛ لكن اعملوا كما قال تعالى : (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله )) إلى آخر الآية . نعم غيره في شيء ؟

الحلبي : السؤال نفسه معنى قوله ( يصلحه الله في ليلة ) ؟ .

الشيخ : يصلحه يعني لا يكون متهيئا من الناحية النفسية ، هذه ممكن كثير من الناس لما يرون الفساد قد عم وطم ، ينطوي على نفسه فربنا عز وجل يصلحه في ليلة واحدة يعني أشبه ما يكون بلا تشبيه الرسول عليه السلام كان يعتزل الكفار في الجاهلية ويعتزل هناك بينه وبين ربه في الغار حتى نزل جبريل عليه السلام وقال له اقرأ ، إلى آخر القصة ؛ فجاءه الوحي مباشرة وأخذ بعد ذلك ويتصل مع الناس ويدعوهم إلى عبادة الله تبارك وتعالى ، ولاشك أن أي إنسان مصلح لا يمكن إلا أن يتشبه بالرسول عليه السلام فيمكن حينما يشتد الظلم في المجتمع أن ينطوي هذا الإنسان بعلمه وخلقه ووإلى آخره كما يفكر بعض الناس اليوم وإن لم يبلغوا هذيك المنزلة ، فيصلحه الله ليكون قائدا للأمة في ليلة واحدة وليس معنى ذلك يكون فاسقا ثم يصبح صالحا ، ليس معنى ذلك أن يكون جاهلا فيصبح عالما ما بين عشية وضحاها ، لا ، إنما يصلحه لقيادة الأمة . نعم .

مواضيع متعلقة