ما حكم تسمية الربا بالفوائد البنكية .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم تسمية الربا بالفوائد البنكية .؟
A-
A=
A+
الشيخ : بل هذه هي الرِّبا بعينها. وبعد ذلك لا تنس الرِّبا اليوم -أين ما رحت- حتى في دروس المشايخ ما تسمع -بها المناسبة- لفظة الربا، إنما تسمع لفظة الفائدة، إن حكوا يقولون فائدة حرام، أنا أقول فائدة حرام؟ أي تاجر يبيع ويشتري اما من أجل يستفيد؟

السائل : طبعًا.

الشيخ : طيب، الفائدة حرام؟ لا، لكن هنا يقضون كلمة الفائدة ربا. ليش عم بيسموا الرِّبا فائدة؟ هيك الجو الربوي، أوحي إليهم الشيطان إنه بلاش تستعملون كلمة الربا؛ لأنها كلمة مخيفة، وبعد ذلك كلمة بتعبيرهم هؤلاء كلمة رجعية،كلمة دينية تعصب الآن الزمن ما يناسبنا، إنه تجيء نقول هذا حرام هذا ربا، لا؛ قولوا: هذه فائدة؛ فالبنك يأخذ فوائد، البنك بياخذ ربا. فالمشايخ لما يقررونا القضية يفوتهم التَّنبيه للشعب إياكم أن تستعملوا كلمة الفائدة مقام الربا لسببين اثنين: السبب الأول: أنَّ الله سمَّاها ربا، ما سماها فائدة.

والسبب الثاني: أن الفائدة مو محرمة في الإسلام؛ ولذلك هم استعملوا الكلمة هذه علشان تضليل الناس إنه هذه ما محرمة، فائدة هذه، من أين بيدوا يعيش البنك؟ الرئيس والمرؤس و و إلي آخره؟ من الفوائد. هذه محرمة أشد التحريم؛ كما قال صلي الله عليه وسلم: (( دِرْهَمُ رِبَا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ أَشَدُّ عِنْدَ اللهِ مِنْ سِتٍّ وَثَلاثِينَ زَنْيَةً )) ، (( دِرْهَمُ رِبَا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ أَشَدُّ عِنْدَ اللهِ مِنْ سِتٍّ وَثَلاثِينَ زَنْيَةً )) ؛ فأكل الربا من الكبائر. والله -عزَّ وجلَّ- لعن اليهود بأكلهم الرِّبا وأكلهم السحت المحرم. لا إله إلا الله. لا إله إلا الله.

السائل : شيخنا -مثلاً- واحد تاجر وعنده محل تجاري، ومعرض إنه ينهار في شغله وإذا ما أخذ مصاريف -مثلاً- من واحد أخذ منه مصاريف دين، أو أي مكان راح ينهد المحل هذا وراح يصفى بالشارع، ولازمه مصاري -مثلاً- كذا، والبنوك نقول عنها تأخذ ربا، إذا إضطر وأخذ من بنك فما حكمها في الإسلام؟ ما فيش لها أي فتوى؟

الشيخ : من عندي ما لك أي فتوي؛ لأن قولك: اضطر؛ نقول نحن ما فيه ضرورة لارتكاب الحرام. لا إله إلا الله. يقول الرَّسول عليه الصلاة والسلام : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ؛ فَقَالَ: (( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا )) ؛ ثُمَّ ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغَبَرَ؛ يَقُولُ: يَا رَبِّ! يَا رَبِّ -يعني: يدعو- مَأْكَلُهُ حَرَام، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٍ، وَمَلْبَسُهُ حَرَام، وَغُذِّيَ بالحَرَامٍ؛ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَاكَ ) . ويقول عليه السَّلام في بعض الأحاديث الأخرى: ( إِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا وَأَجَلَهَا فَأجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ فَإنَّ مَا عِنْدَ اللهِ لاَ يُنَالُ بِالحَرَامِ ) . النَّاس اليوم اعتادوا على الكسب للمال بأي طريق كان، ما يسألوا حرام حلال، المهم هات! الغاية تبرر الوسيلة عندهم. وقد أنبأنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بهذه الحقيقة التي نلمسها اليوم لمس اليد؛ حينما قال: ( يَأْتِي زَمَانٌ عَلَى أُمَّتِي لاَ يُبَالِي الْمَرْءُ أَمِنْ حَلاَلٍ أَكَلَ أَمْ مِنْ حَرَامٍ ) . فالنَّاس ما في عندهم طريقة لحل مشاكلهم الاقتصادية إلا على الطريقة الأوربية الكافرة: "البنك" . بينما لو كان هناك مسلمون حقًّا، وكانت الرابطة الإيمانية تربط بعضهم ببعضٍ صدقا؛ ما كان هناك مشكلة، يضطر المسلم أن يقول: للضرورة؛ حتَّى ما ينهار محله، بدو يضطر يستقرض من البنك، ثم يا ريت! يكون نتيجة اسقتراضه أنه ينتعش، في كثير من الأحيان: (( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ )) . كل ماله هذا الذي أُخِذَ بالرِّبا تتراكم عليه الربا وبالتالي ينهار محله تمامًا، بينما الطريقة الإسلاميَّة بسيطة جدًّا؛ وهو ما يُسمَّى عند العلماء: بالمضاربة. إنسان عنده نشاط عنده عمل يقدر يتاجر لكن ما عنده سيولة؛ يقدر يتفق مع رجل غني عنده سيولة لكن ما عنده قدرة للعمل لسبب أو آخر؛ فيأخذ منه عملة مضاربة، مش بالرِّبا كما يفعل بعض الناس، يأخذ منه مثلاً كمية يقول له على أساس أنه كل شهر يعطيه شيء مقطوع كذا، هذا هو الرِّبا بذاته.

لكن خذ يا فلان! هذه ألف دينار، هذه خمس آلاف دينار، روح اشتغل بعملك تاجر ضارب اللي هو شغلك؛ ثمَّ الذي تربحه مناصفة مثالثة مرابعة، حسب ما يتفقون عليه، خسر خسر صاحب المال ماله، خسر المضارب تعبه وجهده، هذه معاملة شرعية ومعقولة جدًّا، لكن الناس أولاً ما عاد يثقون ببعضهم البعض؛ ولذلك يستقربوا الطريقة المحرمة: البنك، والبنك يقيده بالأغلال.

أبو ليلى : مصَّاص دماء.

الشيخ : آه! مصاص دماء، كم وكم من ناس اشتروا بيوت واضطروا يبيعوها بأبخس الأثمان؛ بطريق الذي يسمونه بنوك ايش؟ الإسكان.

أبو ليلى : التوريط الحضري

الشيخ : التوريط.

أبو ليلى : شيخنا من فضل الله علينا؛ ثمَّ من فضلك كذلك علينا.

الشيخ : عفوًا.

أبو ليلى : إني لما كنت سألتك قبل حوالي ست سنوات تقريبًا أو يزيد على ذلك، بمعاملتي مع التُّجَّار وأنا لا أُخفِي عليك أني أنا تجارتي كباقي التُّجَّار الموجودين.

الشيخ : صحيح، كل التُّجَّار هكذا.

أبو ليلى : كنت مبتلى -يا شيخنا!- بالديون، حتى ما كنت آخذ من البنوك التي هي الجارمة دين، كان حسابي جاري، ما كنت متورط معهم؛ لكن كان طريقة البنك -شيخنا- ومعاملة التُّجَّار للبنوك أمثالي هي تعطينا نفس طويل أن نأخذ من هؤلاء التُّجَّار للأجل وهذا يسجل بالحساب، فكنا متورطين -شيخنا- في الدِّيون مثلاً بعشرين، بخمسة وعشرين ألف دينار، أحيانًا يكون عندنا بضاعة -شيخنا- ما فيها هذه القيمة.

الشيخ : الله أكبر!

أبو ليلى : أي نعم ومن فضل الله علينا، وتوجيهاتك -يا شيخنا!- وبعد ما توقفت عن معاملة البنوك وسحبت الأموال المادية الموجوده في البنوك، سلكت الطريق التي كنت خليتك تطلع عليها؛ التي هي وصل الأمانة، وصار لي هذا -يا شيخ!- ست سنوات ويزيد وأنا أتعامل فيه، بعد ما كان عندي يجوز عشرين ألف دينار عليَّ ديون؛ الآن -وبفضل الله- ممكن في هذه الصيفية أصبح أن اشتري ..

الشيخ : من رأس مالك

أبو ليلى : مباشرة بدل ما أكون مديون للتُّجَّار، أي نعم -يا شيخنا!- من مدة أحسب حساباتي أنا فبفضل الله أتطلع مش معقول ما في عليَّ ديون، إلا غير أبو ألف دينار بعد ما كان عليَّ عشرين ألف دينار

الشيخ : الله أكبر

أبو ليلى : ولله الحمد.

الشيخ : إي والله، نعمة كبيرة ... .

صوت رنين الهاتف

السائل : السلام عليكم

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.

الحديث الذي أنت تشير له ..

أبو ليلى : يعيد سؤاله يا شيخنا!

الشيخ : نعم؟

مواضيع متعلقة