إتمامًا للسؤال السابق : كثير من هؤلاء الناس سافر لأجل قسوة الظروف في بلاده الأصلية ، فأنا - مثلًا - سافرت لأجل تسديد بعض الديون التي عليَّ ولم أكن أعرف الحكم الشرعي في ذلك ، وأخ من المغرب لما دخل في هذا المنهج عاداه أبواه ، وهو يريد أن يرضيهما بالمال حتى يكسب قلوبهما ؛ فما رأيكم ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
إتمامًا للسؤال السابق : كثير من هؤلاء الناس سافر لأجل قسوة الظروف في بلاده الأصلية ، فأنا - مثلًا - سافرت لأجل تسديد بعض الديون التي عليَّ ولم أكن أعرف الحكم الشرعي في ذلك ، وأخ من المغرب لما دخل في هذا المنهج عاداه أبواه ، وهو يريد أن يرضيهما بالمال حتى يكسب قلوبهما ؛ فما رأيكم ؟
A-
A=
A+
السائل : أيضًا هنالك حتَّى يتَّضح الأمر لو سمحت ، الزمن يسمح لنا ؟

الشيخ : تفضل .

السائل : بارك الله فيك ، يعني - مثلًا - مثال أو مثالين يعني لتوضيح الحالة أو بعض الأسباب التي جعلت الإخوة يحتاجون لبعض الوقت ، يعني بعضهم - مثلًا - أنا مثال أتيت وكنت في - مثلًا - السعودية ، ولي ديون كنت تداينتُها في الجاهلية ، ولأسباب ما كانت ضرورة ، ولكن قدَّر الله بعد أن وجدنا الحق نسأل الله أن يثبِّتَنا عليه .

الشيخ : آمين .

السائل : فاشتد طلب أهل الدين عليَّ ، وديون كبيرة ، يعني مبالغ كبيرة ، فما وجدنا سبيل للبقاء في السعودية ؛ وخاصَّة أنُّو أمر الحصول على إقامة صعب جدًّا ، وأمر الحصول على عمل بطريقة شرعية - أيضًا - صعب ؛ فلذلك الآن أتينا قبل أن نعرف الفتوى من الإخوان الجالسين قبلنا في هذه البلاد ، فوجدنا يعني - الحمد لله - ربنا يسَّر لنا الأمر ، ووجدنا الحصول على الصورة الشرعية في العمل وكذا ، يعني أنا الآن والله نكره ونحس بمرارة وجودنا في بلاد الكفر من خلال الوضع الذي نعيشه ، ولكن - الحمد لله - وجودنا في ضبط الجماعة والإخوان يذكِّر بعضهم البعض ، وأنهم يتلون كتاب الله ويفسِّرونه ، والأشرطة - الحمد لله - ما من شريط فيه أمور مهمَّة تهم أمر الدين من سماحتكم إلا والحمد لله وهو موجود بين أيدينا الآن والحمد لله ، وقبل أن نتَّصل بك كنا نستمع لبعض الفتاوى وبعض الأسئلة من بعض الإخوان توضح بعض المسائل الدينية ؛ فهذا واحد من الأمثلة ، والمثال الثاني أخ من بلاد المغرب أبوه وأمه ما على المعتقد الصحيح ، وعندما دخل في المعتقد أو في الدين الصحيح عادونه أشدَّ المعاداة ، وأخرجوه من البيت باعتبار أنه أتى بشيء يخالف العادات ويخالف التقاليد ؛ ما من سير الآباء في شيء !

الشيخ : نعم ، وكذلك يفعلون .

السائل : نعم ، يفعلون معه يعني أنَّه يعني لأنُّو ما عنده مصدر رزق أو مصدر دخل ؛ فلذا هم يشدِّدون عليه الوطأة ؛ لأنهم يصرفون عليه ، وهو يريد أن يكون له قوَّة حتى يستطيع أن يقدِّمَ لهم الدعوة وأن يقبلوا منه ؛ لأنه الآن في وضع ضعيف ، ولكن يريد أن يحسِّن أحواله ؛ خاصَّة أنه في مؤسَّسات وفي مصانع في بعض الأعمال بعيدة عن فتن النساء ، أعمال يعني تأخذ كل الوقت في العمل ، وبعد ذلك تُؤدَّى الصلوات ، وعندنا في عطلة الأسبوع يومين ، هذه اليومين أو هذين اليومين نجتمع فيهم لدراسة الكتب الشرعية من السنة الصحيحة والمعتقد الصحيح إن شاء الله ؛ فهذين مثالين لتوضيح الصورة التي نحن عليها ... .

الشيخ : بارك الله فيك ، هذا المثال الذي ذكرته من قبل ومن بعد هذه الأمثلة تتوارد علينا بكثرة ، لكني أنا أعتقد أنه ليس عذرًا شرعيًّا ، ولعلك تفقَّهت وفهمت أن العبارة التي تعرف اليوم بالغاية تبرِّر الوسيلة أو الغاية لا تبرِّر الوسيلة ، العبارة الأولى هي قاعدة يهودية صهيونية ، الأخرى هي قاعدة إسلامية ؛ القاعدة الإسلامية : الغاية لا تبرِّر الوسيلة ؛ أي : إنَّ مسلمًا في بلدٍ إسلاميٍّ ما يُضايَق من أهله من ذويه من أقرب الناس إليه من أمه وأبيه ؛ هذا ليس عذرًا في أن يدعَ بلده ويهجر أباه وأمَّه ، عليه أن يصبر وأن يتحمَّل كما كان شأن ضعفاء المؤمنين في مكة المكرمة حتى أتاهم الله - عز وجل - بالفرج ؛ فلذلك ما ينبغي للمسلم أن يتَّخذ وسيلة محرَّمة ليخلص من مشكلة يقع فيها ، ما هي المشكلة بالنسبة لهذا المغربي ؟ أنه لما تبيَّن له الحق في الإسلام الصحيح وتبنَّاه عاداه أهله ؛ فعليه أن يتحمَّل ، طردوه فليخرج ويعمل فلاح يعمل حمَّال عتَّال بيَّاع خبز فلافل إلى أي شيء ؛ لأن الله - عز وجل - يقول : (( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )) .

هذه الآية المسلمون بحاجة إلى أن يكتبوها كتابةً معنويًّا في قلوبهم ، ولا ينبغي لهم أن يسطِّروها في ألواحهم ثم يعلِّقوها في جدران بيوتهم ، ثم قلوبهم خاوية على عروشها ، هذا هو حال كثير من المسلمين اليوم ؛ تجد لافتات في الدور مكتوب عليها : (( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )) ، فإذا قيل له : لماذا أنت موظَّف في البنك ؟ يقول لك : بدي عيش ، لماذا أنت تبيع الخمر ؟ لماذا أنت موظَّف عند واحد يبيع الحرام ؟ إلى آخره ؛ تجدهم لا يفكِّرون في هذه الآية التي زيَّنوا بها جدران بيوتهم ؛ ولذلك فيجب عليكم جميعًا أن تفكِّروا تفكيرًا صحيحًا للخلاص بأقرب وقت ممكن من تلك البلاد ، وتحسِّنون ظنَّكم بربكم ؛ فلا شك أنكم كنتم تعلمون - أو علمتم فيما بعد - قوله - عليه السلام - عن ربِّه : ( أنا عند ظنِّ عبدي بي ؛ فليظُنَّ بي ما شاء ) ؛ لهذا أنا أقول لك ولصاحبك ولكلِّ من حولك : رُويدكم رويدكم ، عجِّلوا بالفرار بدينكم من أرض عدوِّكم يكُنِ الله معكم ، وحسبك إلى هنا ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

السائل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته .

مواضيع متعلقة