بيان الشيخ حرمة الدخان ونصيحته المسلمين بتقوى الله وطلب الرزق الحلال ، مع التنبيه على السبب الأساسي الذي أدى إلى ضعف المسلمين وتكالب الكفار عليهم. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان الشيخ حرمة الدخان ونصيحته المسلمين بتقوى الله وطلب الرزق الحلال ، مع التنبيه على السبب الأساسي الذي أدى إلى ضعف المسلمين وتكالب الكفار عليهم.
A-
A=
A+
[ بيان الشيخ حرمة الدخان ونصيحته المسلمين بتقوى الله وطلب الرزق الحلال ، مع التنبيه على السبب الأساسي الذي أدى إلى ضعف المسلمين وتكالب الكفار عليهم ] تنبيه : يبدأ الشريط الخامس بسؤال : " بسم الله , المعروف أن الدخان مضر , فما حكمه الشرعي , جزاك الله عنا كل خير ؟ " ثم يأتي هذا الجواب - الذي هنا - بعده , ثم يكتمل باقي الجواب هناك

الشيخ : نعم

السائل : المضر الدخان

الشيخ : .. ومضر في الناحية وفي العلاقات الإجتماعية ، فأنت تركب الباص أو تركب القطار وأنت ممن عافاك الله من شرب الدخان ، فتبتلى بشخص بيشرب الدخان ، فبِيْمِلِّي الباص والغرفة من الدخان الخبيث الرائحة , وبيضيق على الناس الذين حوله ولا يبالي ، هذا الدخان الخبيث أصبح إذا تحدث أحد أهل العلم حوله بشيء من التفصيل وقد يأخذ ذلك نصف ساعة أو ساعة أحياناً ليُقيم الحجة بعد الحجة والدليل بعد الدليل على أن الدخان شربه حرام لا فرق في ذلك بين الغني والفقير ، وإذا بأحد اللامبالين في المجلس يقول : يا أخي إن كان حرام حرقناه وإن كان حلال شربناه ، هذه تسمعوها كثير .

لهذا فالكلمة هذه يُمثل واقع العالم الإسلامي اليوم إلا من شاء الله وقليل ما هم ، فأكثرهم لا يتقون الله في تحصيلهم لكسبهم ورزقهم ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : ( يا أيها الناس إن أحدكم لنْ يموت حتى يستكمل رزقه وأجله ، فأجملوا في الطلب فإن ما عند الله لا يُنال بالحرام ) ، ( إن أحدكم لنْ يموت حتى يستكمل رزقه وأجله ، فأجملوا في الطلب ) أي : اسلكوا الطريق والسبيل الجميل ، أي : المشروع في طلب الرزق ، لأنه لنْ يموت أحدكم حتى يستوفي الرزق كله لا يدع من وراءه ولا فلس كما أنه أيضا يستوفي أجله ، كما قال تعالى : (( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون )) والساعة في الآية : مُش في الساعة اللي هي جزء من أربعة وعشرين لا ، الساعة في الآية : اللحظة ، يعني : لا يستأخرون ساعة أي : لحظة (( ولا يستقدمون )) ، الشاهد : مع كل هذه الأوامر الشرعية والضمانات الإلهية بأن الإنسان سينال رزقه شاء أم أبى ، فنحن نهتم بهذا الرزق إلى درجة أننا لا نسأل : حرام ولا حلال ، أما الغاية التي من أجلها خُلقنا : وهي أن نعبد ربنا فقد جعلنا ذلك نسياً منسياً ، فبتلاقي المسلمين مثل الكفار يعملون ليلاً نهاراً في سبيل طلب ما هو مضمون ، ويهملون ما من أجله خُلقوا وهو عبادة الله تبارك وتعالى ، ولذلك فكثير من عامة المسلمين بل وبعض خاصتهم يجهلون السبب الحقيقي الذي به وقع المسلمون في هذا الذل وفي هذا الاستعداء والاستعمار من الكفار جميعاً وبخاصة اليهود الذين احتلوا بلادنا ، ما يعرفون السبب إلا قضاء الله وقدره ، هيك الله كاتب علينا ، وكثير منهم من ينتقد ويعترض على الله ، ويقول : شو اليهود أحسن منا ؟ مو إحنا مسلمين ؟ شلون حل اليهود محلنا في بلادنا ؟ ذلك بجهلهم ، لأن لله عز وجل في هذا الكون سنناً وقوانين ونظمًا ، من أخذ بها وصل إلى غاياتها ، ومن أعرض عنها تأخر سواء في الدين أو في الدنيا ، لقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( ستداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ) قالوا : أَوَ مِنْ قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله ؟ قال : ( لا ، بل أنتم يومئذٍ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن ) قالوا : وما الوهن يا رسول الله ؟ قال : ( حب الدنيا وكراهية الموت )

رجل من الحضور : يُطَبَِّق سيدي هذا الحديث ...

الشيخ : نعم ؟

السائل : يُطَبَّق هالوقت ؟

الشيخ : يُطَبَّق ؟ يطبق وخَلاصَ ، وهذا بيؤكد لك الحديث الثاني : قال عليه السلام : ( إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد في سبيل الله ) ... . هاي اليهود احتلوا بلادنا - للأسف - ، شو بدهم المسلمين ذل أكثر من أن يُستذلوا من أذل الناس (( ضُرِبَت عليهم الذلة والمسْكَنَةُ فباؤوا بغضب من الله )) وإذا بهؤلاء يستذلوننا نحن المسلمين ، هل نحن اسْتُذْلِلْنا من أذل الناس لأننا أعزة كما قال ربنا عز وجل في القرآن : (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) ؟ لا ، خبر الله لا يتأخر ، (( لله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) لكن من هدول المؤمنين ؟ هم اللي بيتقون الله تبارك وتعالى وبيمشوا على شريعته ، فنحن مصيبتنا اليوم أننا أعرضنا عن المبدأ الأساسي الذي من أجله خلقنا وهو : عبادة الله تبارك وتعالى ، فأكثرنا لا يعبد الله ، والقليل الذي يعبد الله لا يعرف كيف يعبده ، فمن الأشياء التي نسيناها ، وهي في القرآن محفوظ الذي امتن الله عز وجل علينا فقال : (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) فمما جاء في القرآن : (( ومَنْ يَتَّقِ الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب )) أصبحت هذه الآية كأنها منسوخة من القرآن ، مش مسطرة يقرأها المسلمون ليلاً نهاراً ، لكن شو فائدة القرآن المسطور في المصاحف والذي تُزَين به الجدر أما القلوب فهي خاوية على عروشها ؟ هل القرآن أُنْزِلَ لنزين به بيوتنا ولنتلوه على أمواتنا ونبعده عن أحيائنا تطبيقاً له و عملاً ؟ قال تعالى : (( لِتُنْذِرَ مَنْ كانَ حياً وَيَحِقَّ القول على الكافرين )) فالقرآن أُنْزَلَ للأحياء أولاً ، وليس للأموات ، ثم أنزل للأحياء ليعملوا به ، لا ليزينوا به بيوتهم وجدرانهم ، فهذه آية مما جاء في القرآن ، لكن أكثر المسلمين وخاصة الذين أنعم الله عليهم بشيء من المال يحرصون على المحافظة عليه ويَخْشَوْنَ ضياعه أو أن يُسرق منهم بخاصة هؤلاء نسوا هذه الآية : (( ومن يَتَّقِ الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب )) هذه الآية تعطي أمرين هامين جداًّ لمن يتقي الله :

الأمر الأول : إذا وقع في ضيق جعل له مخرجاً ، وإذا ضاق عليه الرزق ، رزقه من حيث لا يحتسب ، نحن اليوم إذا وقعنا في ضيق ربما أحدنا يكفر بالله عز وجل ولا يلجأ إلى الله ولا يتضرع إليه ولا يتوسل إليه بما يحبه ويرضاه ، كما وقع لبعض من قبلنا ممن حدثنا بحديثهم نبينا صلوات الله وسلامه عليه ، قصة وقعت لبعض الأقوام الذين كانوا قبل بعثة محمد عليه الصلاة والسلام ، فحكى القصة نبينا لنا لنتخذ ذلك عبرة ولا ننسى ، مثل الآية السابقة :(( ومن يَتَّقِ الله يجعل له مخرجا )) هؤلاء قال فيهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه : ( بينما ثلاثة نفر ممن قبلكم يمشون إذ أخذهم المطر فلجئوا إلى غار في جبل - ما يجرهم المطر والسيل في الصحارى - فأووا إلى غار في جبل ، فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل ، فانطبقت عليهم - كانوا في مشكلة يخشونها و إذا بهم يواقعونها ، خايفين من المطر يشتد ويصير سيل ويروحوا مع السيل ، ولجئوا إلى الجبل يتحصنون به ، وإذا من أعلى الجبل تلك الصخرة الضخمة لا تزحزحها الآلات الحديثة اليوم ، وكأن الله وضعها في وجه الغار الذي هم فيه ، هم ثلاثة أشخاص فقال أحدهم : يا هؤلاء ، انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله ، لعل الله يفرجها عنكم ، شافوا جبل انحط أمام وجهم و هم في الغار ، مين اللي بيزيح الجبل ؟ هو الذي أنزله ، رب العالمين سبحانه وتعالى ، لكن هذا الرجل رجل عاقل ورجل مؤمن تقي ، يقول لأصحابه : شوفوا أعمالاً عملتموها يوماً ما صالحة وقصدتم بها وجه الله ، فتوسلوا بها إلى الله ، لعل الله بيزيح الصخرة من وجه الغار هذا , فقام أحدهم وقال : ( اللهم إن كنت تعلم أنني كان لي أبوان شيخان كبيران وامرأتي وكان لي صبية صغار أرعى عليهم ، فإذا أرحت حلبت فبدأت بأبوي قبل بني ، فنأى بي ذات يوم الشجر فرجعت وقد أمسيت فحلبت كما كنت أحلب ، وجئت بالحِلاب إليهما ، و وجدتهما قد ناما ) متأخر - قال : ( فكرهت أن أوقظهما من نومهما ، وكرهت أن أسقي الصبية قبلهما ، والصبية يتضاغون من الجوع عند قدمي ) شو بيقول هذا الرجل ؟ يقول أنه كان عنده غنمات وله أبوين وزوجة وأولاد ، كل يوم الصبح بكير بيأخذ الغنمات وبيسرح يتطلب إيش ؟ الكلأ ، النبات ، كان يرعى الغنم ، الظاهر أنه قطع مسافة كبيرة ما وجدهم قريب ، ولما رجع ما وصل إلى البيت إلا وقد أمسى المساء ، وهو كعادته الطيبة اللي تدل على برِّه بأبويه ، يأخذ الوعاء اللي بيحلب فيه حليب ، بيمليه حليب وبيبدأ بأبويه قبل عائلته ، فحلب ، أول ما جاء من البرية لما رجع مساء ، وراح دخل عليهم وإذا بهم نايمين ، شو بيساوي هذا الرجل ؟ عنده عادة : بيبدأ بأبويه بالسقي قبل زوجته وأولاده ، الآن وقع في مشكلة ، أبوه وأمه نايمين ، وولاده الصغار صايحين من الجوع ، كل النهار ما جاء لعندهم ، قال : ( فوقفت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما ، وأكره أن أسقي الصبية قبلهما ، والصبية يتضاغون من الجوع عند قدمي من الجوع ) ، يعني : بيصيحوا - لأنهم صغار - قال : فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر ... ) . تتمة باقي الكلام في الشريط الخامس , لكنه فيه يبدأ الجواب من أوله .

مواضيع متعلقة