هل يقاتل الكفار قبل دعوتهم إلى الإسلام؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يقاتل الكفار قبل دعوتهم إلى الإسلام؟
A-
A=
A+
الشيخ : أنا أسألك الآن تسمح لي بالسؤال مقابل سؤال؟
السائل : نعم.
الشيخ : سؤال واحد هل يجوز مقاتلة قوم محاربة قوم هل يجوز قبل دعوتهم للإسلام؟
السائل : الأصل أنه لا يجوز.
الشيخ : كلمة الأصل تخوفني أنا لأني أخشى أن يكون وراء الأكمة ما وراءها فهل هناك شيء؟
السائل : هذا جوابي.
الشيخ : ما وراء الأكمة يعني بوجودها إذا سحبنا يتغير الوجود؟
السائل : لأجل قصة بني المصطلق حديث نافع.
الشيخ : حسن جدا إذن يعود السؤال هل يجوز مقاتلة قوم دون تبليغ الإسلام إليهم ودعوتهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلوا إذن يجوز.
السائل : نعم.
الشيخ : هذا يختلف عن جوابك السابق لما قلت الأصل أنه لا يجوز فما الفرق بين يجوز وبين الأصل لا يجوز أليس هذا هو الجدل يا شيخ صالح؟ سامحني الله وإياكم قل آمين.
السائل : آمين جزاكم الله خيرا, لكن ليس كذلك.
الشيخ : لماذا؟
السائل : لماذا؟ لأن هنا نريد أن نفرق بين شيئين.
الشيخ : تفضل.
السائل : دعوة علماء دعوة رؤساء وبين دعوة أفراد فالآن مثلا كما تعلم حفظك الله قصة المرتدين إنما أمر بالرجوع وأداء الزكاة والإقرار بها إنما أمر بذلك الرؤساء مع أن الصحابة شهدوا على القتلى بالنار لماذا؟ لأنهم تبعوا أولئك فالتبع الرعاع فالتبع هؤلاء لهم حكم المشايخ أو الرؤساء.
الشيخ : حسنا إن كان حسنا كيف تفهم حديث ابن عباس " ما قاتل رسول الله قوما حتى يدعوهم " قةوما هنا كيف تفهم؟
السائل : مطلق.
الشيخ : أنا ما أسألك مطلق أم مقيد أنت رجل عربي ماذا يعني قوما؟ يعني رئيس القوم؟ قل لي.
السائل : هذا هو الظاهر.
الشيخ : رئيس القوم.
السائل : هذا هو الظاهر.
الشيخ : وهل هذا أسلوب في اللغة ( ما قاتل قوما حتى يدعوهم ) يعني على طريقة المؤولين لقوله تعالى (( وجاء ربك )) أي ملك ربك أو رحمة ربك؟
السائل : لأنه يتعذر إبلاغ كل أحد.
الشيخ : هذا ليس كلامي كل واحد أنا كلامي عربي قوم, فإذا أنت مشيت معي وحذفت المضاف المحذوف الذي أفسد علينا المعنى العربي وما تؤاخذني أن أكون متطفلا إذا تكلمت بالعربية لأني لا أنسى أصلي وفصلي.
السائل : نعم.
الشيخ : أنا ألباني لكن الذي تعلمته منكم لا يساعدني على أن أفهم هذا الحديث بحذف مضاف محذوف تقديره ما قاتل رئيس قوم حتى يدعوهم أي يدعوه ما أفهم هذا الأسلوب.
السائل : لماذا ؟ كقوله تعالى (( فقبضت قبضة )) .
الشيخ : مع أني قلت لك كقوله تعالى (( وجاء ربك )) .
السائل : لا, يختلف الوضع يا شيخ.
الشيخ : كيف يختلف؟
السائل : يختلف اختلافا كبيرا هنا الحال في قوله ( ما قاتل الرسول صلى الله عليه وسلم قوما ) قوما هنا نكرة أتت في سياق النفي فتكون مطلقة.
الشيخ : أنت ما أطلقتها يا شيخ.
السائل : ليس عموم.
الشيخ : أنا ما ناقشت معك في العموم أنت قيدت قوما يعني فردا.
السائل : نعم.
الشيخ : وأنا أدندن أنه ليس الأسلوب العربي وأنا ما عنيت قوما يمعنى أن القوم مائة شخص أنه واحد من تسع وتسعين ما بلغتهم الدعوة إذن القوم ما بلغتهم الدعوة, أنا ما قلت لك هكذا, لكن أنت قلت إذا بلغت واحدا من مائة بلغت الدعوة هكذا قلت.
السائل : أنا ما قلت هذا.
الشيخ : كيف لا؟
السائل: أنا أقول أنه إذا بلغت الرئيس ورفض الاستجابة فإنه يجوز أو يجب جهادهم ومقاتلتهم ولو قتل أحد من أفراد الجيش تحت لوائه.
الشيخ : يا أستاذ الله يهدينا وإياك ما تؤاخذني أنا أعيد الكرة فأقول بصراحتي أنت الآن تسلك سبل علماء الكلام أنت تقرر رأيا في ذهنك وتدع النص جانبا نحن أمام نص ( ما قاتل رسول الله قوما حتى يدعوهم ) قوما مش فردا أنت أمام هذا النص تكلم ما شئت مش تعرض عن النص, هذا الكلام اللي بتحكي رئيس قوم قل مثلا رئيس القوم يبلغ الجماعة الذين حوله والذين حوله يروحوا على البيت يقول بلغني كذا إلى آخره وهكذا تصير الدعوة لأنه ليس مجرد ما وصل الخطاب إلى الملك رأسا أرسل القنبلة الذرية وأفني القوم لا المسألة تأخذ زمنا ( وما قاتل رسول الله قوما ) ما يجوز بارك الله فيك أنت تفسرها بهذا المعنى الضيق رجلا واحدا لكن ما وصف هذا الرجل؟ هو رئيس القوم لا, هذا من جهة من جهة ثانية أنت لا تتصور أن الرسول عليه السلام لما يرسل إلى هرقل أو إلى غيره خطابا يدعوه إلى الإسلام أن هؤلاء ما طرق سمعهم دعوة الرسول لا شك أنه بلغت معارك الرسول وقتاله لقومه وأكبر دليل قصة أبي سفيان هذا هو ولذلك ما تصور أنت أنه الدعوة تبلغ بمجرد إرسال خطاب لا أحد يطلع عليه إلا هذا الرئيس لا, ( ما قاتل قوما إلا بعد أن يدعوهم ) فإذن لما يقول الشيخ محمد رحمه الله أنه فيه ناس قلدوا الذين عاندوا بعد بلوغ الدعوة إليهم فهذا شرط أساسي بلوغ الدعوة كيف تبلغ الدعوة؟ يختلف هذا من زمان إلى زمان من شخص إلى آخر إلى آخره بدنا نرجع إلى أصل الموضوع بارك الله فيك نحن الآن التاريخ يعيد نفسه من بلغته الدعوة فقد أقيمت عليه الحجة من لم تبلغه الدعوة ما أقيمت عليه الحجة, لكن كنا نحن في مسألة أخرى أظن شتتنا عنها وهي التقليد أن الأتباع يقلدون الرؤساء بدون ما تبلغهم الدعوة هكذا فهمت منك وهذا فهم أرجو أن تصحّحه لي يعني أن يكون فهمي عنك خطأ واضح كلامي؟
السائل : واضح.
الشيخ : طيب, صحّحه لي.
السائل : هو صحيح.
الشيخ : كيف؟
السائل : أنا عنيت أن الرؤساء هؤلاء إذا ردّوا الدعوة والأفراد قاتلناهم فقاتلوا فإنهم هم نشهد عليهم بالنار وأنهم كفروا لأجل أنهم قاتلوا تحت لواء هذا المشرك ولو لم تبلغهم بأعيانهم.
الحلبي : هل يكون التقليد تقليدا دون معرفة الأمر المقلَد؟
الشيخ : أحسنت, نحن سؤالنا هل بلغتهم الدعوة أو لا؟ خير الكلام ما قل ودل أفهم من كلامك أنهم قوتلوا ولم تبلغهم الدعوة.
السائل : كأفراد ككل فرد بعينه.
الشيخ : لا ليس هذا قصدي,كقوم؟
السائل : هم بلغتهم لا بد من البلوغ.
الشيخ : إذًا أي قوم قاتلهم الرسول عليه السلام فلا بد أنهم بلغتهم الدعوة أي قوم.
السائل : يعني كل فرد؟
الشيخ : الله أعلم هذا أمر إلى ربي مثل ما حكينا تلك الساعة عن إنسان.
السائل : هذا صعب.
الشيخ : صعب نعم, لكن نحن بدنا ندينه؟ الله الذي يحاسبه.
السائل : لا, صعب الحكم أننا نقول كل شخص أمامنا يقاتل لأن هذه سلمك الله مسائل الحقيقة واقعية.
الشيخ : لا اسمح لي إيش هو الصعب لا تشرد, شو هو الصعب ما فهمناه؟
الحلبي : الحكم العيني.
السائل : الصعب أن تقول كل شخص يشترط فيه أن تبلغه الدعوة.
الشيخ : أنا ما قلت هذا سبحان الله, تلزمني بما لم أقل بل تلزمني بخلاف ما أقول أنا ما أقول هكذا.
السائل : هذا الذي فهمته.
الشيخ : وشو رايك أنت تقول صعب وأقول صعب.
السائل : وهو كذلك.
الشيخ : وين نقطة الخلاف؟ احصر المسألة فقد طالت الجلسة أكثر من اللزوم.
الحلبي : بس طيبة جدا, جزاك الله خيرا.
الشيخ : الله يبارك فيك, نقطة الخلاف أن الرسول ما يقاتل قوما لمجرد أن رئيس القوم بلغته الدعوة فقط وإنما يقاتل قوما بعد أن تبلغهم الدعوة, قوما ليس كل فرد من الأفراد قوما يعني الدعوة انتشرت, سبحان الله أنا الآن سمعتني آنفا والشريط محفوظ الآن أنا أقول أنه كثير ما بلغتهم الدعوة الإسلامية شو رأيك؟
السائل : صحيح.
الشيخ : قلت هذا مع وجود الوسائل اللي لم تكن موجودة من قبل فكيف تتصور أن أقول أن دعوة الرسول تبلغ كل فرد من الأفراد؟ وتقول أنت صعب ولذلك قلت فاهم القضية فقلت لا بل هو أصعب, فإذن نقطة الخلاف هو لا يصح مقاتلة قوم إلا بعد دعوتهم إلى الإسلام أما كم عدد الذين بلغتهم وما بلغتهم؟ هذا لسنا مكلفين به هؤلاء القوم بلغوا الدعوة والدعوة بشرطها كما جاءت سابقا دعوة صحيحة إلى آخره, أنت تقول يكفي رئيس القوم وقلنا لا يكفي بناء على ذلك هذه الشعوب الضالة اليوم من المسلمين هؤلاء لا يجوز تكفيرهم لا ظاهرا ولا باطنا أعط في بالك لماذا؟ لأنهم رفعوا راية الإسلام وأنت شايف قتال أفغانستان والمشاكل التي تأتينا عنهم أنت داري ما أقول ؟
السائل : نعم.
الشيخ : هؤلاء يقاتلون من أجل الإسلام فيهم شرك فيهم ضلال؟ طبعا فيهم أقول مثلا رؤوسهم كلهم هكذا؟ أقول لا والله ما علمنا عليهم أن رؤوسهم يستغيثوا بغير الله ويتوسلوا بغير الله قد يكون فيهم أيضا لا أنكر لكن ما يجوز بالكوم نقول هؤلاء مشركين وأنا جاءني بعض إخواننا السعوديين هنا وجادلني في قولي أن الجهاد في أفغانستان واجب وأراد مني أن أقول لا لا هو غير واجب قلت له واجب بالنسبة إليكم مرتين أولا بتروحوا تجاهدوا في سبيل الله حتى هذا الكافر الشيوعي الذي احتل البلاد يخرج برات البلاد وثانيا من أجل ان تبلغوا الجماعة دعوة التوحيد هذا واجبكم مرتين ونسأل الله عز وجل أن يلهمنا الصواب في كل ما نأتي وما نذر.
السائل : جزاك الله خيرا.
الشيخ : وإذا كان خرج مني كلمة نابية لا تناسب المقام فأرجو أن لا تؤاخذني.
السائل : أنت شيخنا أبدا ما نؤاخذكم.
الشيخ : سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

مواضيع متعلقة