ما حكم العمليات الانتحارية ؟ وبماذا يحكم عليه بعد الانتحار ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم العمليات الانتحارية ؟ وبماذا يحكم عليه بعد الانتحار ؟
A-
A=
A+
الشيخ : والجواب أن العمليات الانتحارية هذه لها صورتان ، الصورة التي تجوز لا وجود لها اليوم في اعتقادي إلا أن يكون شيء لا نعلمه وهو أن يكون المنتحر أقدم على الانتحار بطريقة ما لإصابة أكبر عدد ممكن من أعداء الله ، أن يكون انطلاقه إلى هذه العملية الانتحارية تنفيذا لأمر القائد الأعلى الذي يعرف ما تحتاجه الأمة المسلمة من الفداء هذا يجوز ؛ أما أن يقدم المسلم على عملية انتحارية بمحض رأيه واجتهاده فهذا لا يجوز ؛ واضح الجواب ؟

السائل : يعني الذين انتحروا بموت المغني عبد الحليم من فوق الاسطح فهل هذا الذي انتحر هل يخلد في النار ؟ مغني ومات وهو انتحر ؟

الشيخ : هذا أمره إلى الله عز وجل ، يجب هذا الإنسان دراسته دراسة تشريحية في حياته .

السائل : بعد موته طبعا ؟

الشيخ : نعم ، فقط حتى نقول شو عاقبة أمره يجب دراسته قبل موته فإن وجدنا ما يؤكد أن انتحاره كان يعني عدم رضى بقضاء الله وقدره فهو إلى النار وبئس القرار وإن كان لمفاجئة فاجأته فغيرت رأيه الذي كان يحياه ويعيشه حينذاك نكل أمره إلى الله عز وجل لأن في مثل هذه الأمور الدقيقة من الصعب جدا أن يبدي الإنسان رأيا جازما وباتا ؛ وأنا أذكركم بقوله عليه السلام : ( كان فيمن قبلكم رجل لم يعمل خيرا قط فلما حضرته الوفاة جمع أولاده حوله فقال أي أب كنت لكم قالوا خير أب ، قال فإني مذنب مع ربي ولئن قدر الله علي ـ بدأ الكفر الآن ـ ولئن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا ، فإذا أنا مت فحرقوني بالنار ثم ذروا نصفي في الريح ونصفي في البحر ؛ فلما مات حرقوه بالنار فذروا نصفه في الريح الهائج والنصف الثاني في البحر المائج فقال الله عز وجل لذراته: كوني فلانا فكانت بشرا سويا ، قال الله عز وجل أي عبدي ما حملك على ما فعلت ؟ قال: خشيتك ، قال: قد غفرت لك ) في مقياسنا المادي نقول هذا هو الذي عناه ربنا بقوله : (( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم )) إلى آخره، هذا رجل تصور أنه إذا حرق بالنار وصار رمادا إن الله عز وجل عاجز عن إعادته كما كان ، ولذلك أوصى بهذه الوصية الجائرة التي لا نتصور أعمق منها في الجور والظلم لكن مع ذلك كان موقف

السائل : ... .

الشيخ : أيوه كان الموقف الإلهي كان خلاف موازيننا البشرية لأنه علم أن هذه حالة رانت على قلب هذا الإنسان فغيبته عن العقيدة التي كان يحياها وهي أن الله عز وجل على كل شيء قدير ، ولذلك قال خشيتك .

السائل : يعني كان يؤمن ؟

الشيخ : نعم كان يؤمن لكن هذه الخشية غطت عليه وألهمته بهذا الشيء الذي لا يمكن تصور ما سمعتموه فكان عاقبة أمره أن غفر الله تبارك وتعالى له .

السائل : ألا يعد هذا قنوطا ؟

الشيخ : قنوطا ؟

السائل : قنوطا من رحمة الله ؟

الشيخ : ما أتصور فهو يعترف بأنه مذنب مع ربه وأنه يستحق أن يعذبه الله عز وجل .

مواضيع متعلقة