قلتم في " مختصر الطحاوية " عندما تكلَّمتم على الجهاد : " والجهاد قسمين ، الأول فرض عين ؛ وهو صدُّ العدوِّ المهاجم لبعض بلاد المسلمين كاليهود الذين احتلوا فلسطين ، فالمسلمون جميعًا آثمون حتى يُخرجوهم منها " ؛ فما معنى قولكم أنَّ المسلمين جميعًا آثمون ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
قلتم في " مختصر الطحاوية " عندما تكلَّمتم على الجهاد : " والجهاد قسمين ، الأول فرض عين ؛ وهو صدُّ العدوِّ المهاجم لبعض بلاد المسلمين كاليهود الذين احتلوا فلسطين ، فالمسلمون جميعًا آثمون حتى يُخرجوهم منها " ؛ فما معنى قولكم أنَّ المسلمين جميعًا آثمون ؟
A-
A=
A+
الشيخ : هذا السؤال يُذكِّرني بقول أحد الأدباء المُعاصرين أنَّ من أصعب الأمور التَّحدث عن الأمور البدهية ، فقولنا هناك هو قول علماء المسلمين جميعًا ؛ أن بلاد المسلمين إذا احتلَّها بعض الكافرين وَجَبَ على المسلمين أن ينفروا جميعًا وأشتاتًا ليطردوا هذا المُسيطر الكافر من تلك البلاد الإسلامية ، فإن لم يفعلوا فهم آثمون بلا شك ؛ لأنهم تركوا واجبًا من الواجبات ؛ الآن السؤال : ما معنى هذا الكلام ؟

أنا أظن أن السائل يسأل عن شيء خلاف ما يُفهم من سؤاله ؛ ولذلك فأنا أرجو توضيح السؤال ، الإثم لازمٌ من ترك أيِّ واجب ، هذا أمر معروف لدى جميع العلماء ، فإذا ما تُرك واجب إخراج الكفار من بعض البلاد الإسلامية التي احتلوها ، إذا أُخِلَّ بهذا الواجب فقد أثم هؤلاء الذين لم يسعَوا إلى إخراج ذلك الكافر ؛ فالسؤال إذًا ما هو بالضبط ؟

السائل : يقول : قلتم - فضيلة الشيخ - في " مختصر الطحاوية " عندما تكلَّمتم على الجهاد : " والجهاد قسمين ، الأول فرض عين ؛ وهو صدُّ العدوِّ المهاجم لبعض بلاد المسلمين كاليهود الذين احتلوا فلسطين ، فالمسلمون جميعًا آثمون حتى يُخرجوهم منها " ؛ فما معنى قولكم أن المسلمون جميعًا آثمون ؟

تفضل .

الشيخ : أنا ما أقول لهذا السؤال ، السؤال واضح ، لكن السؤال ما يحدد النقطة ، هل يسأل ما معنى آثمون ؟ كله عاد يفهم معنى آثمون ، هل يسأل ما هو الجهاد العيني أو ما هو الجهاد الكِفائي ؟ ما هو السؤال بالضبط ؟ وإلا إعادة السؤال ما في منه الفائدة ؟ = -- وعليكم السلام -- = على كل حال إذا كان السائل موجودًا فيوضِّح سؤاله ، وإن كان غير موجود فنظرة إلى ميسرة ، وانتقل إلى السؤال الذي يليه بعده ، أو بعبارة أخرى : هل أنت تفهم ماذا يقصد بالسؤال أو أي شخص آخر ؟

سائل آخر : والله أعلم شيخ ، كأنه يقصد المسلمون جميعًا آثمون حتى يخرجوهم منها .

الشيخ : طيب .

سائل آخر : يعني هل والله أعلم يذهب المسلمون الآن جميعًا لقتالهم وإذا لم يقاتلوهم ؛ فمعنى ذلك أنهم جميعًا آثمون ؟

الشيخ : كويس ؛ هذا فيه بعض الشيء ، معنى ذلك أن الإثم لَحِقَهم ما لم يستعدُّوا لإخراج هؤلاء الكفار من بلاد المسلمين ، ومعنى هذا أنه يجب عليهم أن يبادروا إلى اتِّخاذ الأسباب التي تُمكِّنهم من القيام بهذا الواجب ، فإن لم يفعلوا فَهُم آثمون ، فربُّنا - عز وجل - يأمرنا بأن نستعدَّ لقتال الكفار ؛ (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ )) إلى آخر الآية . وبالاستعداد هذا يُمكن إخراج اليهود ، فما زال المسلمون راضون ببقاء هؤلاء الكفار فهم آثمون بلا شك ، ونحن ضربنا مثلًا باليهود لأنه أقرب مثال يحضر في أذهان المسلمين في هذا الزمان ، ولكن نحن نعلم جميعًا أنه هناك بلاد إسلامية قد احتُلَّت من السوفييت ومن غيرهم منذ خمسين سنة ؛ فماذا فعل المسلمون في سبيل القيام بهذا الواجب ؟ لم يفعلوا شيئًا !! لا شك أنهم آثمون ، لقد ظلَّت هذه البلاد في أيدي الكفار ، ثم توسَّع الكفار في احتلال بلاد إسلامية أخرى كفلسطين مثلًا ، ولم يَقِفِ الأمر هنا ، فآخر ما وقع احتلوا الأفغان ؛ فإذًا المقصود من هذا تنبيه المسلمين جميعًا إلى أنهم مقصِّرون وآثمون حيث يَدَعُون الكفار يحتلُّون بلادهم بلدة بعد أخرى ، هذا واضح يعني بهذا البيان .

مواضيع متعلقة