العلامة الثانية وهي الدخان ، وما يتعلق به وبماهيَّته . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
العلامة الثانية وهي الدخان ، وما يتعلق به وبماهيَّته .
A-
A=
A+
الشيخ : ( طلوع الشمس من مغربها أو الدخان ) .

الدخان - أيضًا - من أشراط الساعة ، ولكن يجب أن نلاحظ هنا شيئين اثنين ؛ الشيء الأول أنه لم يأتِ في السنة الصحيحة كبير شيء يُذكر في وصف هذا الدخان الذي يكون من أشراط الساعة ، لكن الظاهر أنه دخان يعمُّ الناس جميعًا ؛ يعني كما لو تصوَّرنا يعني أن غازًا مخنقًا من هذه الغازات التي يتضارب بها الكفار اليوم في الاستكثار منها إرهابًا لأعدائها ، وقد يتصوَّرون أنه إذا أُلقِيَ منها بعض القنابل لَأهلكت الحرث والنسل ، فهذا الدخان يكون من الله - عز وجل - وليس بواسطة أيِّ إنسان كطلوع الشمس من مغربها ، فالظاهر أن هذه الآية الدخان يكون عامًّا وشاملًا لأهل الأرض ، ولكن الله - عز وجل - يعامل المؤمنين به معاملة خاصَّة كمثل ما يعاملهم يوم يأذن بإقامة الساعة على أهل الأرض ، وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق ) . وفي حديث آخر قال : ( لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض مَن يقول : الله الله ) .

عرفتم من هذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما ذكر الدخان فَهِمْنا منه أنه بلاء كبير يُحيط بأهل الأرض جميعًا ، لكن لا نستبعد أن يعامل الله - عز وجل - عبادَه حين ذاك بمعاملة يستثنيهم مما يصيب الكفار من ضنك العيش والحياة والشِّدَّة والعذاب بسبب هذا الدخان ؛ كما جاء في بعض الأحاديث السابقة أن الله - عز وجل - إذا أراد أن يُقيمَ الساعة أرسل ريحًا طيِّبة فقبضت روح كلِّ مسلم على وجه الأرض ، فلا يبقى إلا شرار الخلق ، وعليهم تقوم الساعة .

ولعلي في الفرصة الأخرى فقد ذكر الحافظ ابن كثير في آية : (( فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ )) ؛ قد ذُكِرَ في تفسير هذه الآية بعض الأحاديث الواردة في الدخان التي هي شرط من أشراط الساعة ، إلا أن هذه الأحاديث لا تخلو من ضعف ، وإن كان هو - أعني الحافظ ابن كثير - قد ذهب إلى تقوية وتجويد بعضها ، لكني تبيَّن بدراسة عاجلة أنه غيرُ مصيب في ذلك ، ولكن يحتاج الأمر بعد إلى زيادة تحقيق في تلك الأسانيد ، ولعلي آتيكم بالجواب في درس آخر إن شاء الله .

مواضيع متعلقة