طلب من الشيخ أن يوجه نصيحة للعرب الذين لم يذهبوا والذين يذهبون إلى أفغانستان .
A-
A=
A+
السائل : استكمالا لما طلبه الوالد الكريم كذلك نريد توجيها لو سمحت نصيحة أو توجيه للإخوة العرب الشّباب الّذين يذهبون و الّذين لم يذهبوا وإلى العلماء ومن عندهم قسط من العلم فيما يتعلّق بالقضيّة الأفغانيّة .
سائل آخر : أنا عندي قصّة ظريفة بس تذكّرتها ..
السائل : ... .
سائل آخر : في دقيقة واحدة .
الشيخ : تفضّل .
السائل : تقريبا في سنة ألف و تسعمائة وتسع و أربعين عندما كنت أتعلّم في القاهرة كان في ذلك الوقت وجود حسن البنّا رحمة الله عليه .
الشيخ : رحمه الله .
السائل : جاءه حوالي عشرة من القادة قادة الحزب وقالوا له نحن حضّرنا لانقلاب عسكريّ ونحن مطمئنّون و متأكّدون أنّه سينجح .
الشيخ : الله أكبر .
السائل : ونريد منك أن توافق فقط قال لهم شيء جميل أنا متأكّد أنّكم ستنجحون لأنّه لديكم مليون مسلّح في ذلك الوقت كان لديهم مليون مسلّح وماهي الخطّة قالوا سنحتلّ وزارة الدّفاع و الإذاعة ما كان تلفزيون .
الشيخ : عفوا يقصد يعني ينجحون يعني يعملون انقلاب ؟
السائل : يعملوا انقلاب وتروح الملكيّة ويصير حكما إسلاميا .
الشيخ : طيّب .
السائل : قال شيء جميل يعني نحن حزب الإخوان في مصر هذا هدفنا ولكن قولوا لي شيء واحد لم تصفوه لي وصفتم ماذا ستحتلّون وكم واحد سيشترك و الأسلحة الّتي ستستخدمونها وكلّ شيء .
الشيخ : الله أكبر .
سائل آخر : لكن في شيء بسيط لم أفهمه أريد منكم أن تعلموني هل أعددتم برنامجا لمدّة أسبوع في الإذاعة ؟ فأخذ كلّ واحد ينظر إلى الآخر ماذا يعني أستاذنا هذا شيء غير مهمّ قال لهم هذا أهمّ شيء لأنّ الشّعب عندما يسمع بأنّنا قمنا بانقلاب عسكريّ ..
الشيخ : عسكري إسلامي .
السائل : ونريد أن نعمل حكما إسلاميّا فكلّ واحد يريد أن يتوقّع أن يكون هذا الحكم الإسلامي شيء جديد و يستمع إلى شيء جديد في الإذاعة و في الصّحف و تتغيّر الوزارات وكلّ شيء فهل تريدوا أن تسمعوا الشّعب أغاني أمّ كلثوم وعبد الوهّاب أو تريدوا أن تضعوا مرش عسكري لمدّة أسبوع فيعد أن تذهبوا وتضعوا برنامجا لمدّة أسبوع عودوا لي حتّى أوافق على الانقلاب .
الشيخ : رحمه الله .
السائل : فمضت سنين ولم يضعوا هذا البرنامج
الشيخ : و لا يستطيعون
السائل : هذا تفسير عمليّ لما كنت أقوله
الشيخ : هذا صحيح
السائل : و شكرا .
الشيخ : أهلا . يلا
السائل : ما سمعنا النّصيحة يا أستاذ .
الشيخ : معليش فقط بعض إخوانا يريد يروح ونحن نبقى معك . نعم
سائل آخر : سيدي لمّا ذكرنا يعني أنت لمّا أجبت لم ... الأفغان لحدّ ما لهم أثر في القاعدة , أنا ضربت مثلا معك ..
الشيخ : لا لا يستويان مثلا ما أحببت أن أناقشك في هذا المثال هذا يحتاج إلى بحث , وقد يظنّ أنّه انتصار للنّفس ولذلك أعرضنا عنه أنا لا أزال بارك الله فيك أعتقد حتّى سئلت بمناسبة ما يبلغنا من الاختلاف بين بعض الأحزاب هناك و التّقاتل الّذي أيضا بلغنا للأسف أحيانا بينهم فهل تزال عند رأيك بأن الجهاد هناك فرض عين فأقول ما ازددت إلا إيمانا وبخاصّة الآن يعني لمّا دنا كما كنّا نتصوّر وقت اقتطاف الثّمرة إذا بإخواننا هناك يرجعون القهقرى فيتوقّفون فهم الآن بحاجة إلى العون بالمعنى الأوسع للجهاد وبخاصّة فيما يتعلّق بالموضوع السّابق تماما أي التّصفية والتّربية أنا أعتقد أنّ البلاد العربيّة الّتي نزل القرآن بلغتها هي بحاجة إلى موضوع التّصفية و التّربية لما نعلم من انحراف العرب هؤلاء في أكثر بلادهم عن العقيدة الصّحيحة في أعزّ ما يتعلّق بالإسلام ألا وهي شهادة أن لا إله إلاّ الله وتتمّتها أيضا و أنّ محمّدا رسول الله لأنّنا نعتقد أنّ لهذه الكلمة الطّيّبة لا إله إلاّ الله حقّا عقيدة وعملا , عقيدة أشرت أنت إلى التّوحيد بأقسامه الثّلاثة , عملا كما أشار أبو بكر في قصّة قتال أهل الرّدّة إلاّ بحقّها و حسابهم عند الله كذلك أعتقد أنّ تمام هذه الشّهادة و أنّ محمّدا رسول الله أيضا لها حقّ وكلّ من الحقّين حقّ الشّهادة لله عزّ و جلّ بالوحدانيّة و لنبيّه بالرّسالة قد أخلّ به جماهير المسلمين من العرب فضلا عن العجم ذلك لأنّه ما يتعلّق بحق الشّهادة الأولى فأوّلا بالعقيدة فأكثر المسلمين اليوم جهميّون معتزلة فيما يتعلّق بالوحدانيّة في الله عزّ و جلّ في الرّبوبيّة ذلك لأنّ الرّبّ تبارك وتعالى له حقّ التّشريع لوحده كما يقولون اليوم في لغة العصر الحاضر أنّ الحاكميّة لله عز و جلّ , فهذا إخلال و لا أريد أن أقول إخلال من الحكّام لأنّه هذا أصبح أمرا يعني مفروغا منه و أصبح ديدن كثير من الشّباب المسلم نفي نفسه وتذكّر حاكمه فهو يكفّر الحاكم لأنّه يحكم بهذه القوانين القوانين الّتي مع الأسف ورثها من الحكّام الأوّلين المستعمرين , لكن هذا المسلم المكفّر ينسى نفسه فلا يحكم بما أنزل الله في نفسه , في زوجته , في بناته , في أولاده إلى آخره هذا إخلال ثمّ هناك إخلال في صفة من صفات الله عز وجلّ يتجلّى في الكلام العادي في مجلس عادي تجد واحد مجمّع فكره ويقول لا إله إلاّ الله الله موجود في كلّ مكان الله موجود في كلّ الوجود هذه عقيدة المعتزلة ولا يعرف النّاس حتّى الخاصّة منهم أنّها عقيدة المعتزلة و البحث في هذا يطول نأتي إلى شهادة الشّهادة للرّسول بالرّسالة هذه الشّهادة تستلزم أن يطاع عليه الصّلاة والسّلام و لا يعصى أن يعصى كلّ شخص في سبيل إطاعته عليه الصّلاة و السّلام وهذا أيضا غير متحقّق اليوم السّبب لا تعليم بالتّصفية و لا تربية لذلك أعتقد إذا كان هذا مصيبة العالم العربي فما بالنا بالعالم الأعجمي ومنهم إخواننا الأفغان لذلك أنا لا أزال أعتقد بل أزداد اعتقادا وثقة بما كنت أقول بأنّه يجب على كلّ مسلم يستطيع أن يعين هؤلاء الإخوان الأفغان على الجهادين جهاد العدوّ المحتلّ ... هناك لا يزال وجهاد العلم الّذي هم بحاجة إليه مقرونا بما هو معلوم من كتاب الله ومن سنّة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم الّتي تعتبر بحقّ مفصّلة للقرآن الكريم في كثير ممّا أجمل فيه أو أطلق فالآية الكريمة تقول كما هو معلوم (( ادع إلى سيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالّتي هي أحسن )) و السّنّة قد ضربت لنا أمثلة عديدة جدّا في حسن الأسلوب في الدّعوة مع لفت النّظر أنّ هذا الأسلوب الحسن الّذي هو حسن في ذاته لكنّه ليس مطّردا كما يتوهّم كثير من الدّعاة أي أسلوب اللّينة والحكمة هذا هو الأسلوب المطّرد الّذي يظنّه بعض الدّعاة فينسون أنّ هناك أسلوبا آخر لكن الأسلوب المحمّدي هو أن يوضع كلّ شيء في محلّه مثلا أنا أّذكر حديثا رائعا جدّا أنّ رجلا جاء إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقصّ عليه رؤيا رءاها أنّه بينما كان يمشي في بعض طرق المدينة لقي رجلا من اليهود فقال هذا المسلم في المنام يقول لليهودي " نعم القوم أنتم معشر اليهود لولا أنّكم تشركون بالله فتقولون عزير بن الله " فقال اليهودي له في المنام " ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنّكم تشركون بالله فتقولون ماشاء الله و شاء محمّد " وسار قليلا فلقي رجلا من النّصارى فقال له " نعم القوم أنتم معشر النّصارى لولا أنّكم تشركون بالله فتقولون عيسى بن الله " فقال " نعم القوم أنتم معشر المسملين لولا أنّكم تشركون بالله فتقولون ما شاء الله و شاء محمّد " قصّ هذه الرّؤيا على النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال له ( هل قصصتها على أحد ؟ قال لا , فصعد عليه الصّلاة و السّلام المنبر وخطبهم قائلا كنت أسمع منكم كلمة ) هنا الشّاهد ( فأستحيي منكم لا يقولنّ أحدكم ما شاء الله وشاء محمّد ولكن ليقل ما شاء الله وحده ) وفي رواية ( ما شاء الله ثمّ شاء محمّد ) في قصّة أخرى تبدو أنها منافية للأولى لكن لا منافاة عندي كما سيأتي بيانه خطب عليه الصّلاة والسّلام في مجلس فقام أحدهم فقال " ما شاء الله و شئت يا رسول الله " قال ( أجعلتني لله ندّا قل ما شاء الله وحده ) - يرحمك الله معليش يرحمنا الله معك-
السائل : ... .
الشيخ : إي والله الله يشملنا برحمته الشّاهد هنا أسلوب الرّسول عليه السّلام اختلف عن هناك تماما لماذا يبدو لي و الله أعلم أنّ هذا كان بعد التّعليم بعد التّحذير بعد أن أطال صبره عليهم واستحيا منهم فخطبهم الخطبة الأولى فالآن آن الأوان أن يتعلّموا بخاصّة أنّهم عرب وليس مثلنا نحن العرب الذين صرنا أعاجم لا نفرّق بين ما شاء الله و شاء محمّد وبين ما شاء الله ثمّ شاء محمّد لمّا نروي لهم الحديث العرب يقولون إيش الفرق ؟ العرب يقولون إيش الفرق ؟ نحن كما أنّ هناك أعاجم استعربوا فهناك عرب استعجموا يعني تبادلوا مع الأسف أمّا أولئك الّذين بعث فيهم الرّسول عليه السّلام فهم العرب الأقحاح و لذلك فينبغي أن يفرّقوا بين ما شاء الله و شاء محمّد وبين ما شاء الله ثمّ شاء محمّد مع ذلك فالرّسول نبّههم و أعلمهم الحكم الشّرعي فلّما خالف ذاك الرّجل أذكر الآن لمّا أتصوّر هذه الجملة وكيف أنّ الرّسول قالها بحرارة ( أجعلتني لله ندّا ) أتذكّر قصّة السّيّدة عائشة مع ذاك اليهودي الّذي جاء للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال " السّام عليك يا محمّد السّام عليك " ضيّعها فهي كانت وراء الحجاب قالت " وعليك السّام و اللّعنة و الغضب إخوة القردة و الخنازير " و بيقول الرّاوي فانشقّت شقّتين لم سمعت دعاء اليهودي على الرّسول فاليهود لعنهم الله يقولون بدل السّلام عليكم اسم الله عليكم السّام أي الموت لكن يدوبل في كلامه ما يصرّح ما يقول السّام سام آه هذه ينتبه ينتبه و قلّ من ينتبه و سيّد المتنبّهين هو الرّسول عليه السّلام الرّسول قال بكلّ هدوء ( وعليكم ) تلك انشقّت شقّتين وقالت " وعليك السّام و اللّعنة والغضب إخوة القردة و الخنازير " فتصوّر إنّ الرّسول عليه السّلام حينما مسّت الألوهيّة ولو بكلام لفظي ما صادر عن مقصد قلبي قال ( أجعلتني لله ندّا قل ما شاء الله وحده ) أو ( ما شاء الله ثمّ شئت ) هذا أسلوب يختلف عن ذاك الأسلوب ذاك الأسلوب هو الّذي ينبغي أن يكون عليه الدّعاة لكن هذا لا ينبغي أن يكون دائما مصيطرا عليهم لأنّه ينافي الحكمة الّتي كان عليها الرّسول عليه الصّلاة و السّلام كذلك مثلا من القسم الأوّل وهذا مثال رائع جدّا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في غزوة الفتح صلّى في جوف الكعبة ركعتين فهمّت السّيّدة عائشة رضي الله عنها أن تقتدي بزوجها و نبيّها صلوات الله و سلامه عليه فأرادت أن تصعد إلى الكعبة وتصلّي ركعتين فقال لها عليه الصّلاة و السّلام ( صلّي في الحجر فإنّه من الكعبة و إنّ قومك لمّا بنوا الكعبة قصرت بهم النّفقة ) كانت أصابت الكعبة حريق فجدّدوا بناءها فيقول الرّسول ( قصرت بهم النّفقة فأخرجوا الحجر عن الكعبة فصلّي في الحجر فإنّه من الكعبة ) الشّاهد قال عليه السّلام في تمام الحديث ( ولولا أنّ قومك حديثو عهد بالشّرك لهدمت الكعبة و لبنيتها على أساس إبراهيم عليه السّلام ) يعني أدخل الحجر ( ولجعلت لها بابين مع الأرض بابا يدخلون منه و بابا يخرجون منه ) فأبقى بناء الكعبة على بناء المشركين خشية أن يثير فتنة فيرتدّ بعض ضعفاء الإيمان " إي ما ترك لنا شيء حتّى بيت الله خربّها لنا " قد يقول بعض الجهلة مثل هذا الكلام فأبقى الرّسول عليه السّلام الكعبة على ما كانت عليه الشّاهد أنّ الحقيقة الدّعوة ماهي هيّنة و أنا أرى من الخطأ أن تصبح الدّعوة وظيفة لأنّ الدّعوة إذا لم تكن مقرونة بالعلم الّذي مارسه صاحبه مع الزّمن وعرف كيف تؤكل الكتف كما يقال و إلاّ هي فليست مهنة مجرّد ما واحد مثلا تخرّج من الجامعة يلّا ابعثه لأمريكا و إلى إفريقيا إلى آخره داعية وهو بعد لم يمتلئ بدراسة السّنّة وتعلّم الحكمة , كيف الآية الكريمة ؟ (( و يعلّمهم الكتاب و الحكمة )) هذا ما زال ما درس الحكمة ولا عرف الأساليب الّتي كان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يتعاطاها في دعوته الناس إلى الله تبارك وتعالى فالحكمة إذن تستوجب اللّين في كثير أو أكثر المواقف ولكنّها في بعض المواقف تتطلّب الشّدّة كما جاء عن السّيّدة عائشة أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم معنى الحديث لأنّي الآن لست أّذكر لفظه أنّه ( كان سهلا سمحا ليّنا ما لم تنتهك حرمات الله فإذا انتهكت حرمات الله لم يقف أمامه شيء ) الآن نرى الكفر يعمل عمله و يأتي أحدنا وبالّتي هي أحسن ويقول يا أخي استقبل القبلة لا تستقبل القبر الشيخ العالم الفاضل يقول لك اتركه يا أخي نيّـته طيّبة يا ترى هذا الرّجل الّذي قال للرّسول " ما شاء الله و شئت " كانت نيّته سيّئة لو كان قلبه مع لفظه كان أمره الرّسول عليه السّلام أن يجدّد إيمانه و أن يجدّد نكاحه على زوجته لكن هو يعلم أنّ هذا اللّفظ خرج من اللّسان وليس من الجنان أين السّنّة ؟ أين الحكمة في الدّعوة ؟ إذا انتهكت حرمات الله يقول لك اتركه يا أخي نيّته طيّبة يا ما سمعنا هذه الكلمة مع أنّه الدّعوة لم تكن بشدّة حتّى يقال و الله هذا كان غليظا كان إيش قاسيا لا يا أخي بدل ما تستقبل القبر استقبل القبلة , اتركه نيّته طيّبة وهكذا فلذلك فأنا أقول أنصح العرب العلماء منهم أن يذهبوا إلى أفغانستان و أن يجاهدوا باللّسان و بالسّنان وأنا شخصيّا أتذكّر " ألا ليت الشّباب يعود يوما لأريه ما فعل المشيب "
كنت أتمنّى أن أكون شابّا لأذهب هناك و أجاهد في الجهادين معا و أنا بلا شكّ قويّ في أحدهما ضعيف في الآخر لكن إذا كان شابّا ممكن ككثير من الشّباب الّذين ذهبوا وما حملوا السّلاح في بلادهم تعلّموا حمل السّلاح هناك لكن مع الأسف يعني جاء الأمر في الشّيب ونسأل الله عزّ و جلّ أن يمكّننا على الأقلّ في الاستمرار في الجهاد في الدّعوة إلى الله عزّ و جلّ و بالحكمة و بالموعظة الحسنة هذا ما يحضرني جوابا عن رغبتك أخيرا و أرجو أن ينفع الله بك .
سائل آخر : أنا عندي قصّة ظريفة بس تذكّرتها ..
السائل : ... .
سائل آخر : في دقيقة واحدة .
الشيخ : تفضّل .
السائل : تقريبا في سنة ألف و تسعمائة وتسع و أربعين عندما كنت أتعلّم في القاهرة كان في ذلك الوقت وجود حسن البنّا رحمة الله عليه .
الشيخ : رحمه الله .
السائل : جاءه حوالي عشرة من القادة قادة الحزب وقالوا له نحن حضّرنا لانقلاب عسكريّ ونحن مطمئنّون و متأكّدون أنّه سينجح .
الشيخ : الله أكبر .
السائل : ونريد منك أن توافق فقط قال لهم شيء جميل أنا متأكّد أنّكم ستنجحون لأنّه لديكم مليون مسلّح في ذلك الوقت كان لديهم مليون مسلّح وماهي الخطّة قالوا سنحتلّ وزارة الدّفاع و الإذاعة ما كان تلفزيون .
الشيخ : عفوا يقصد يعني ينجحون يعني يعملون انقلاب ؟
السائل : يعملوا انقلاب وتروح الملكيّة ويصير حكما إسلاميا .
الشيخ : طيّب .
السائل : قال شيء جميل يعني نحن حزب الإخوان في مصر هذا هدفنا ولكن قولوا لي شيء واحد لم تصفوه لي وصفتم ماذا ستحتلّون وكم واحد سيشترك و الأسلحة الّتي ستستخدمونها وكلّ شيء .
الشيخ : الله أكبر .
سائل آخر : لكن في شيء بسيط لم أفهمه أريد منكم أن تعلموني هل أعددتم برنامجا لمدّة أسبوع في الإذاعة ؟ فأخذ كلّ واحد ينظر إلى الآخر ماذا يعني أستاذنا هذا شيء غير مهمّ قال لهم هذا أهمّ شيء لأنّ الشّعب عندما يسمع بأنّنا قمنا بانقلاب عسكريّ ..
الشيخ : عسكري إسلامي .
السائل : ونريد أن نعمل حكما إسلاميّا فكلّ واحد يريد أن يتوقّع أن يكون هذا الحكم الإسلامي شيء جديد و يستمع إلى شيء جديد في الإذاعة و في الصّحف و تتغيّر الوزارات وكلّ شيء فهل تريدوا أن تسمعوا الشّعب أغاني أمّ كلثوم وعبد الوهّاب أو تريدوا أن تضعوا مرش عسكري لمدّة أسبوع فيعد أن تذهبوا وتضعوا برنامجا لمدّة أسبوع عودوا لي حتّى أوافق على الانقلاب .
الشيخ : رحمه الله .
السائل : فمضت سنين ولم يضعوا هذا البرنامج
الشيخ : و لا يستطيعون
السائل : هذا تفسير عمليّ لما كنت أقوله
الشيخ : هذا صحيح
السائل : و شكرا .
الشيخ : أهلا . يلا
السائل : ما سمعنا النّصيحة يا أستاذ .
الشيخ : معليش فقط بعض إخوانا يريد يروح ونحن نبقى معك . نعم
سائل آخر : سيدي لمّا ذكرنا يعني أنت لمّا أجبت لم ... الأفغان لحدّ ما لهم أثر في القاعدة , أنا ضربت مثلا معك ..
الشيخ : لا لا يستويان مثلا ما أحببت أن أناقشك في هذا المثال هذا يحتاج إلى بحث , وقد يظنّ أنّه انتصار للنّفس ولذلك أعرضنا عنه أنا لا أزال بارك الله فيك أعتقد حتّى سئلت بمناسبة ما يبلغنا من الاختلاف بين بعض الأحزاب هناك و التّقاتل الّذي أيضا بلغنا للأسف أحيانا بينهم فهل تزال عند رأيك بأن الجهاد هناك فرض عين فأقول ما ازددت إلا إيمانا وبخاصّة الآن يعني لمّا دنا كما كنّا نتصوّر وقت اقتطاف الثّمرة إذا بإخواننا هناك يرجعون القهقرى فيتوقّفون فهم الآن بحاجة إلى العون بالمعنى الأوسع للجهاد وبخاصّة فيما يتعلّق بالموضوع السّابق تماما أي التّصفية والتّربية أنا أعتقد أنّ البلاد العربيّة الّتي نزل القرآن بلغتها هي بحاجة إلى موضوع التّصفية و التّربية لما نعلم من انحراف العرب هؤلاء في أكثر بلادهم عن العقيدة الصّحيحة في أعزّ ما يتعلّق بالإسلام ألا وهي شهادة أن لا إله إلاّ الله وتتمّتها أيضا و أنّ محمّدا رسول الله لأنّنا نعتقد أنّ لهذه الكلمة الطّيّبة لا إله إلاّ الله حقّا عقيدة وعملا , عقيدة أشرت أنت إلى التّوحيد بأقسامه الثّلاثة , عملا كما أشار أبو بكر في قصّة قتال أهل الرّدّة إلاّ بحقّها و حسابهم عند الله كذلك أعتقد أنّ تمام هذه الشّهادة و أنّ محمّدا رسول الله أيضا لها حقّ وكلّ من الحقّين حقّ الشّهادة لله عزّ و جلّ بالوحدانيّة و لنبيّه بالرّسالة قد أخلّ به جماهير المسلمين من العرب فضلا عن العجم ذلك لأنّه ما يتعلّق بحق الشّهادة الأولى فأوّلا بالعقيدة فأكثر المسلمين اليوم جهميّون معتزلة فيما يتعلّق بالوحدانيّة في الله عزّ و جلّ في الرّبوبيّة ذلك لأنّ الرّبّ تبارك وتعالى له حقّ التّشريع لوحده كما يقولون اليوم في لغة العصر الحاضر أنّ الحاكميّة لله عز و جلّ , فهذا إخلال و لا أريد أن أقول إخلال من الحكّام لأنّه هذا أصبح أمرا يعني مفروغا منه و أصبح ديدن كثير من الشّباب المسلم نفي نفسه وتذكّر حاكمه فهو يكفّر الحاكم لأنّه يحكم بهذه القوانين القوانين الّتي مع الأسف ورثها من الحكّام الأوّلين المستعمرين , لكن هذا المسلم المكفّر ينسى نفسه فلا يحكم بما أنزل الله في نفسه , في زوجته , في بناته , في أولاده إلى آخره هذا إخلال ثمّ هناك إخلال في صفة من صفات الله عز وجلّ يتجلّى في الكلام العادي في مجلس عادي تجد واحد مجمّع فكره ويقول لا إله إلاّ الله الله موجود في كلّ مكان الله موجود في كلّ الوجود هذه عقيدة المعتزلة ولا يعرف النّاس حتّى الخاصّة منهم أنّها عقيدة المعتزلة و البحث في هذا يطول نأتي إلى شهادة الشّهادة للرّسول بالرّسالة هذه الشّهادة تستلزم أن يطاع عليه الصّلاة والسّلام و لا يعصى أن يعصى كلّ شخص في سبيل إطاعته عليه الصّلاة و السّلام وهذا أيضا غير متحقّق اليوم السّبب لا تعليم بالتّصفية و لا تربية لذلك أعتقد إذا كان هذا مصيبة العالم العربي فما بالنا بالعالم الأعجمي ومنهم إخواننا الأفغان لذلك أنا لا أزال أعتقد بل أزداد اعتقادا وثقة بما كنت أقول بأنّه يجب على كلّ مسلم يستطيع أن يعين هؤلاء الإخوان الأفغان على الجهادين جهاد العدوّ المحتلّ ... هناك لا يزال وجهاد العلم الّذي هم بحاجة إليه مقرونا بما هو معلوم من كتاب الله ومن سنّة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم الّتي تعتبر بحقّ مفصّلة للقرآن الكريم في كثير ممّا أجمل فيه أو أطلق فالآية الكريمة تقول كما هو معلوم (( ادع إلى سيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالّتي هي أحسن )) و السّنّة قد ضربت لنا أمثلة عديدة جدّا في حسن الأسلوب في الدّعوة مع لفت النّظر أنّ هذا الأسلوب الحسن الّذي هو حسن في ذاته لكنّه ليس مطّردا كما يتوهّم كثير من الدّعاة أي أسلوب اللّينة والحكمة هذا هو الأسلوب المطّرد الّذي يظنّه بعض الدّعاة فينسون أنّ هناك أسلوبا آخر لكن الأسلوب المحمّدي هو أن يوضع كلّ شيء في محلّه مثلا أنا أّذكر حديثا رائعا جدّا أنّ رجلا جاء إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقصّ عليه رؤيا رءاها أنّه بينما كان يمشي في بعض طرق المدينة لقي رجلا من اليهود فقال هذا المسلم في المنام يقول لليهودي " نعم القوم أنتم معشر اليهود لولا أنّكم تشركون بالله فتقولون عزير بن الله " فقال اليهودي له في المنام " ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنّكم تشركون بالله فتقولون ماشاء الله و شاء محمّد " وسار قليلا فلقي رجلا من النّصارى فقال له " نعم القوم أنتم معشر النّصارى لولا أنّكم تشركون بالله فتقولون عيسى بن الله " فقال " نعم القوم أنتم معشر المسملين لولا أنّكم تشركون بالله فتقولون ما شاء الله و شاء محمّد " قصّ هذه الرّؤيا على النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال له ( هل قصصتها على أحد ؟ قال لا , فصعد عليه الصّلاة و السّلام المنبر وخطبهم قائلا كنت أسمع منكم كلمة ) هنا الشّاهد ( فأستحيي منكم لا يقولنّ أحدكم ما شاء الله وشاء محمّد ولكن ليقل ما شاء الله وحده ) وفي رواية ( ما شاء الله ثمّ شاء محمّد ) في قصّة أخرى تبدو أنها منافية للأولى لكن لا منافاة عندي كما سيأتي بيانه خطب عليه الصّلاة والسّلام في مجلس فقام أحدهم فقال " ما شاء الله و شئت يا رسول الله " قال ( أجعلتني لله ندّا قل ما شاء الله وحده ) - يرحمك الله معليش يرحمنا الله معك-
السائل : ... .
الشيخ : إي والله الله يشملنا برحمته الشّاهد هنا أسلوب الرّسول عليه السّلام اختلف عن هناك تماما لماذا يبدو لي و الله أعلم أنّ هذا كان بعد التّعليم بعد التّحذير بعد أن أطال صبره عليهم واستحيا منهم فخطبهم الخطبة الأولى فالآن آن الأوان أن يتعلّموا بخاصّة أنّهم عرب وليس مثلنا نحن العرب الذين صرنا أعاجم لا نفرّق بين ما شاء الله و شاء محمّد وبين ما شاء الله ثمّ شاء محمّد لمّا نروي لهم الحديث العرب يقولون إيش الفرق ؟ العرب يقولون إيش الفرق ؟ نحن كما أنّ هناك أعاجم استعربوا فهناك عرب استعجموا يعني تبادلوا مع الأسف أمّا أولئك الّذين بعث فيهم الرّسول عليه السّلام فهم العرب الأقحاح و لذلك فينبغي أن يفرّقوا بين ما شاء الله و شاء محمّد وبين ما شاء الله ثمّ شاء محمّد مع ذلك فالرّسول نبّههم و أعلمهم الحكم الشّرعي فلّما خالف ذاك الرّجل أذكر الآن لمّا أتصوّر هذه الجملة وكيف أنّ الرّسول قالها بحرارة ( أجعلتني لله ندّا ) أتذكّر قصّة السّيّدة عائشة مع ذاك اليهودي الّذي جاء للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال " السّام عليك يا محمّد السّام عليك " ضيّعها فهي كانت وراء الحجاب قالت " وعليك السّام و اللّعنة و الغضب إخوة القردة و الخنازير " و بيقول الرّاوي فانشقّت شقّتين لم سمعت دعاء اليهودي على الرّسول فاليهود لعنهم الله يقولون بدل السّلام عليكم اسم الله عليكم السّام أي الموت لكن يدوبل في كلامه ما يصرّح ما يقول السّام سام آه هذه ينتبه ينتبه و قلّ من ينتبه و سيّد المتنبّهين هو الرّسول عليه السّلام الرّسول قال بكلّ هدوء ( وعليكم ) تلك انشقّت شقّتين وقالت " وعليك السّام و اللّعنة والغضب إخوة القردة و الخنازير " فتصوّر إنّ الرّسول عليه السّلام حينما مسّت الألوهيّة ولو بكلام لفظي ما صادر عن مقصد قلبي قال ( أجعلتني لله ندّا قل ما شاء الله وحده ) أو ( ما شاء الله ثمّ شئت ) هذا أسلوب يختلف عن ذاك الأسلوب ذاك الأسلوب هو الّذي ينبغي أن يكون عليه الدّعاة لكن هذا لا ينبغي أن يكون دائما مصيطرا عليهم لأنّه ينافي الحكمة الّتي كان عليها الرّسول عليه الصّلاة و السّلام كذلك مثلا من القسم الأوّل وهذا مثال رائع جدّا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في غزوة الفتح صلّى في جوف الكعبة ركعتين فهمّت السّيّدة عائشة رضي الله عنها أن تقتدي بزوجها و نبيّها صلوات الله و سلامه عليه فأرادت أن تصعد إلى الكعبة وتصلّي ركعتين فقال لها عليه الصّلاة و السّلام ( صلّي في الحجر فإنّه من الكعبة و إنّ قومك لمّا بنوا الكعبة قصرت بهم النّفقة ) كانت أصابت الكعبة حريق فجدّدوا بناءها فيقول الرّسول ( قصرت بهم النّفقة فأخرجوا الحجر عن الكعبة فصلّي في الحجر فإنّه من الكعبة ) الشّاهد قال عليه السّلام في تمام الحديث ( ولولا أنّ قومك حديثو عهد بالشّرك لهدمت الكعبة و لبنيتها على أساس إبراهيم عليه السّلام ) يعني أدخل الحجر ( ولجعلت لها بابين مع الأرض بابا يدخلون منه و بابا يخرجون منه ) فأبقى بناء الكعبة على بناء المشركين خشية أن يثير فتنة فيرتدّ بعض ضعفاء الإيمان " إي ما ترك لنا شيء حتّى بيت الله خربّها لنا " قد يقول بعض الجهلة مثل هذا الكلام فأبقى الرّسول عليه السّلام الكعبة على ما كانت عليه الشّاهد أنّ الحقيقة الدّعوة ماهي هيّنة و أنا أرى من الخطأ أن تصبح الدّعوة وظيفة لأنّ الدّعوة إذا لم تكن مقرونة بالعلم الّذي مارسه صاحبه مع الزّمن وعرف كيف تؤكل الكتف كما يقال و إلاّ هي فليست مهنة مجرّد ما واحد مثلا تخرّج من الجامعة يلّا ابعثه لأمريكا و إلى إفريقيا إلى آخره داعية وهو بعد لم يمتلئ بدراسة السّنّة وتعلّم الحكمة , كيف الآية الكريمة ؟ (( و يعلّمهم الكتاب و الحكمة )) هذا ما زال ما درس الحكمة ولا عرف الأساليب الّتي كان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يتعاطاها في دعوته الناس إلى الله تبارك وتعالى فالحكمة إذن تستوجب اللّين في كثير أو أكثر المواقف ولكنّها في بعض المواقف تتطلّب الشّدّة كما جاء عن السّيّدة عائشة أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم معنى الحديث لأنّي الآن لست أّذكر لفظه أنّه ( كان سهلا سمحا ليّنا ما لم تنتهك حرمات الله فإذا انتهكت حرمات الله لم يقف أمامه شيء ) الآن نرى الكفر يعمل عمله و يأتي أحدنا وبالّتي هي أحسن ويقول يا أخي استقبل القبلة لا تستقبل القبر الشيخ العالم الفاضل يقول لك اتركه يا أخي نيّـته طيّبة يا ترى هذا الرّجل الّذي قال للرّسول " ما شاء الله و شئت " كانت نيّته سيّئة لو كان قلبه مع لفظه كان أمره الرّسول عليه السّلام أن يجدّد إيمانه و أن يجدّد نكاحه على زوجته لكن هو يعلم أنّ هذا اللّفظ خرج من اللّسان وليس من الجنان أين السّنّة ؟ أين الحكمة في الدّعوة ؟ إذا انتهكت حرمات الله يقول لك اتركه يا أخي نيّته طيّبة يا ما سمعنا هذه الكلمة مع أنّه الدّعوة لم تكن بشدّة حتّى يقال و الله هذا كان غليظا كان إيش قاسيا لا يا أخي بدل ما تستقبل القبر استقبل القبلة , اتركه نيّته طيّبة وهكذا فلذلك فأنا أقول أنصح العرب العلماء منهم أن يذهبوا إلى أفغانستان و أن يجاهدوا باللّسان و بالسّنان وأنا شخصيّا أتذكّر " ألا ليت الشّباب يعود يوما لأريه ما فعل المشيب "
كنت أتمنّى أن أكون شابّا لأذهب هناك و أجاهد في الجهادين معا و أنا بلا شكّ قويّ في أحدهما ضعيف في الآخر لكن إذا كان شابّا ممكن ككثير من الشّباب الّذين ذهبوا وما حملوا السّلاح في بلادهم تعلّموا حمل السّلاح هناك لكن مع الأسف يعني جاء الأمر في الشّيب ونسأل الله عزّ و جلّ أن يمكّننا على الأقلّ في الاستمرار في الجهاد في الدّعوة إلى الله عزّ و جلّ و بالحكمة و بالموعظة الحسنة هذا ما يحضرني جوابا عن رغبتك أخيرا و أرجو أن ينفع الله بك .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 424
- توقيت الفهرسة : 00:51:45