ذكر خوارق العادات أنها تارةً تكون معجزة وكرامة ، وتارةً فتنة لصاحبها ، والفرق بينهما ، وضلال الصوفية في هذا . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ذكر خوارق العادات أنها تارةً تكون معجزة وكرامة ، وتارةً فتنة لصاحبها ، والفرق بينهما ، وضلال الصوفية في هذا .
A-
A=
A+
الشيخ : وقبل أن أنتقل من ذكر بعض ما يتعلق بالدجال وأوصافه إلى الدابة أريد أن أهتبلَها فرصة لأذكِّر كثيرًا من الناس اليوم ممَّن يؤمنون بخوارق عادات من نوعية أخرى ، ويعتبرونها كرامات للأولياء لا لشيء إلا لأنها خوارق عادات ، فيجب أن نعلم - أيضًا - هذه الحقيقة الشرعية ؛ ألا وهي أن خوارق العادات تنقسم إلى قسمين :

معجزات للأنبياء أو كرامات للأولياء ، هذا هو القسم الأول .

والقسم الآخر : خوارق عادات ابتلاء من الله - عز وجل - لأصحابها ، وليست هي معجزة ولا كرامة لأهلها ، إنما هي فتنة كما رأيتم بالنسبة للدجال الأكبر .

هذان القسمان أمرٌ متفق عليه بين علماء المسلمين ، الأمر الخارق للعادة تارةً يكون معجزة أو كرامة ، وهذا طبعًا شيء جميل ، وتارةً يكون فتنة لِمَن يصدر منه ذلك الأمر الخارق للعادة ، وتمييز هذا النوع من ذاك النوع ، أو هذا القسم من هذا القسم ؛ إنما هو بالنظر إلى مصدر أيِّ نوع من النوعين ؛ فإن كان مصدره رجلًا مؤمنًا نبيًّا أو صالحًا فهو معجزة أو كرامة ، أما إن كان مصدره إنسان تراه لا يصلي لا يصوم ، بل قد تسمع منه كفريات يتأوَّلها بعض الناس بتسميتها شطحات فهذا ليس كرامة ؛ لأن الذي صَدَرَت منه هذه الكرامة المزعومة لا يُوصف بأنه صالح ، فضلًا عن أن يوصف بأنه نبيٌّ . إذا عرفنا هذا فما نسمع من كثير من الناس من أن فلان كان يمشي عاريًا و ... ومع ذلك صدرت منه خوارق عادات فهي له كرامات .

هذا لا يجوز أن يُنسب إلى الإسلام إطلاقًا ، وإنما هذه إما عبارة عن حيل ومخرقة ودجل من بعض هؤلاء الناس ، أو هو ابتلاء من الله - عز وجل - كما ذكرنا ، وهذا مذكور في القرآن الكريم : (( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً )) ، فالابتلاء بالخارق للعادة يكون خيرًا تارةً ، وفتنةً تارةً أخرى ، ومثل هذه الكرامات التي أحقُّ بتسميتها بالإهانات قد امتلأت بطون كتب كثير مما يتعلق بتراجم رجال ينتسبون إلى التصوف وإلى الصلاح .

مواضيع متعلقة