هل يجوز لمن أدى عمرة التمتع أن يؤدي سعي الحج في اليوم الثامن قبل الذهاب إلى منى .؟ وما حكم من فعله.؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يجوز لمن أدى عمرة التمتع أن يؤدي سعي الحج في اليوم الثامن قبل الذهاب إلى منى .؟ وما حكم من فعله.؟
A-
A=
A+
الحلبي : وكذلك حديث ( من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ) ؟
الشيخ : هذا معروف الضّعف عندنا منذ أن عرفنا إسناده , ولعلّه يحسن أن أذكّر بهذه المناسبة أنّ هذا الحديث تمامه ( أنّ من لم يحافظ عليها حشر مع فرعون و هامان و قارون ) ونحن نستنكر متن هذا الحديث بعد الإستناد إلى تضعيفه من حيث إسناده لذلك لأنّ المؤمن مهما كان سيّئ الأعمال و الأفعال وبعيدا عن تقوى الله تبارك و تعالى فكما قال عليه السّلام في حديث البزّار ( من قال لا إله إلاّ الله نفعته يوما من دهره ) ولذلك فلا يصحّ أن يحشر و أن يقال بأنّ تارك الصّلاة إذا كان مؤمنا باللهّ و رسوله ثمّ يحشر مع قارون و فرعون و همان من مدّعي الرّبوبيّة و الألوهيّة ويجب أن يعلم كلّ طالب علم أنّه قد ثبت في الصّحيحين في حديث الشّفاعة ( أنّ المؤمنين الّذين يدخلون الجنّة يقولون يا ربّنا لنا و معنا في الجنّة إخوان لنا كانوا يصلّون معنا و يصومون معنا ويحجّون معنا فيقول الرّبّ تبارك وتعالى انظروا فمن وجدتم منهم فأخرجوه من النّار فيخرجون خلقا كثيرا ) ما صفة هؤلاء الّذين تشفّع فيهم المؤمنون الصّالحون السّابقون إلى دخول الجنّة إنّهم كانوا يصلّون ويصومون ويحجّون ولكنّهم كانوا يرتكبون بعض المعاصي و الذّنوب فدخلوا بسببها النّار فجاءت شفاعة الشّافعين فأخرجتهم ( فيقولون يا ربّ لقد أخرجنا من أمرتنا فيقول الرّب تبارك و تعالى ( فأخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال دينار من الإيمان ) فيعودون ويخرجون من كان في قلبه وزن دينار من إيمان فيخرجون خلقا كثيرا ) ترى فهل هؤلاء من المصلّين ؟ ليسوا من المصلّين لأنّ المصلّين أخرجوا في الوجبة الأولى ( ثمّ بعد أن يخرجوا خلقا كثيرا يقولون " يا ربّنا قد أخرجنا من أمرتنا " فيقول ( أخرجوا من النّار من كان في قلبه وزن نصف دينار من الإيمان ) فيخرجون خلقا كثيرا ) وهكذا حتّى يأتي في نهاية الحديث ( فيقول الرّب تبارك وتعالى ( شفعت الملائكة و شفعت الأنبياء و شفع المؤمنون و لم يبق إلاّ شفاعة أرحم الرّاحمين ) فيأمر بإخراج من لم يعمل خيرا قطّ , من لم يعمل خيرا قطّ ) يعني لم يصلّ لم يزكّ و إنّما في قلبه مثقال ذرّة من إيمان , هذا الحديث في الصّحيحين و هو نصّ صريح في أنّ عندنا شيئين اثنين , الأوّل لا يجوز قرن المسلم تارك الصّلاة مع قارون وهامان و فرعون و الشّيء الثّاني أنّه لا يجوز تكفير تارك الصّلاة إذا كان يؤمن بها و لا ينكر شرعيّتها و إنّما تركها كسلا هذا نصّ صريح ينبغي أن يرفع الخلاف الضّارب أطنابه اليوم بين كثير من النّاس و بخاصّة أنّ جماهير العلماء لا يرون تكفير تارك الصّلاة كسلا والحمد لله ربّ العالمين .

مواضيع متعلقة