المعنى الصحيح لقوله - تعالى - : (( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
المعنى الصحيح لقوله - تعالى - : (( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )) .
A-
A=
A+
الشيخ : (( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )) ، ما قال : يعصمك من أن يقع منك خطأ ما ؛ إذًا هذه الآية ليس لها علاقة بالموضوع السابق ، ولا بأس بمناسبة ذكرنا لهذه الآية أن نوجز المقصود منها ، فبعد أن عرفنا أنه ليس المقصود منها أن الرسول معصوم من أن يقع منه أيُّ خطأ ولو صغيرًا فنبيِّن ما هو المقصود منه ؛ ذلك واضح من سبب نزول الآية ؛ فقد كان - عليه الصلاة والسلام - حينما ينزل في معركة مع المشركين مع الكفار كانوا يبنون له عريشًا في مكان بعيد عن ساحة المعركة ، فيجلس هناك ويُحيط به بعضُ أصحابه حراسةً له خاصَّة في الليل خشية أن يغتالَه رجل من أولئك الكفار ، فبينما الرسول - عليه السلام - في عريشه أو خيمته ذات ليلة ، وكان يحرسه فيها سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - إذ أخرَجَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه من الخيمة أو من العريش ، وقال له أو ولغيره ممَّن كان معه في حراسته : ( انصرفوا

؛ فقد أنزل الله عليَّ : (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )) ) ؛ أي : والله يعصمك من الناس أن يغتالوك وأن يتمكَّنوا من قتلك قبل أن تبلِّغ الرسالة وتؤدِّي الأمانة ، الله يعصمك من هذا ؛ فلا تهتمَّ بأن تخشى على نفسك القتل قبل أن تؤدِّي هذا الواجب الذي كلَّفناك به ، (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )) .

هذه جملة معترضة حول هذه الآية لبيان أن لا صلة لها بالوحي السابق أوَّلًا ، وبيان معناها الموجز ثانيًا .

مواضيع متعلقة