الرد على غلو البوصيري في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الرد على غلو البوصيري في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم .
A-
A=
A+
الحلبي : شيخنا ورد في أثناء الكلام حديث (ستفتحون قسطنطينية) فذكرتم هذا أنه من الغيب وهو من أعلام نبوته صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فما هو رأيكم في ضوء هذا الكلام بقول البوصيري في البردة :

" وإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم " .

هذا كثير من الناس يعني يمدحون به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويذكرون أشياء أخرى ؟

الشيخ : والله هذا صحيح. من كماله عليه الصلاة والسلام وعبوديته لله رب الأنام أنه خشي على أمة الإسلام أن يغالوا فيه كما غلت النصارى في عيسى عليهما الصلاة والسلام ، وهذا ما صرح به في حديث البخاري ومسلم أيضا المتفق على صحته حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد ، إنما أنا عبد لله فقولوا عبد الله ورسوله ) هذا في الحقيقة مما يدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان عبدا لله مخلصا تمام الإخلاص لدرجة أنه نهى أمته أن يرفعوه فوق منزلته التي وضعه الله عز وجل فيها ؛ ولذلك جاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قدموا له شيئا آثروه على الجالسين كلهم فقال عليه السلام: ( هذه أثره ولا أحب الأثرة ) ، هو يريد أن يكون فردا من أفراد أمته عليه السلام ، فقال لا تنزلوني فوق منزلتي التي أنزله الله عزوجل فيها ، وأي منزلة ؟ لقد أعطى المقام المحمود يوم القيامة ، يوم يشتد الكرب بالناس كما جاء في الحديث أيضا المتفق عليه بين البخاري ومسلم يجتمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد فتدنوا الشمس من رؤوس الناس ويشتد العرق لهؤلاء الذين هم في صعيد واحد مع ذلك ينفذهم البصر فيشتد ابهم الكرب ويزداد العرق ومل بحس أعماله فمنهم من يصل العرق إلى قدمه ، ومنهم إلى ركبته ومنهم ومنهم من يكاد أن يلجمه العرق ، من يكاد أن يغرق في العرق من هول ذلك اليوم فيتفق الناس من أهل المحشر يتداولون بعضهم مع البعض ؛ يا جماعة نروح إلى آدم عليه السلام نستشفع به عند الله ، نتوسل به إلى الله تبارك وتعالى لعله يدعو الله عز وجل أن يفرج ما بنا من الكرب فيذهبون إلى آدم فيقولون له: أنت آدم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسكنك الجنة ألا ترى ما نحن فيه ، ألا تشفع لنا عند الله تبارك وتعالى ؛ فيقول نفسي نفسي ، إني نهيت عن أكل الشجرة فأكلتها نفسي نفسي اذهبوا إلى نوح عليه السلام فإنه أول رسول أرسل إلى أهل الأرض فيأتون نوحا عليه السلام ويقولون نفس الكلام بدون إطالة وتكرار ويقولون له أنت أول رسول أرسلك إلى أهل الأرض ، ألا ترى ما نحن فيه ، ألا تشفع لنا عند الله ؟ فيقول نفسي نفسي إني دعوت دعوة (لا تذر على الأرض من الكفرين ديارا) ، اذهب إلى إبراهيم فإنه خليل الرحمن ، يذهبون إلى خليل الرحمن فيقول نفس الجواب نفسي نفسي إني كذبت ثلاث كذبات ، الله أكبر ، ليت كذبات البشر كلها تجتمع كلها وتساوي ثلاث كذبات إبراهيم عليه السلام ، الكذبة الأولى لما دعوه إلى عيدهم والاجتماع على معبوداتهم من دون الله ، قال إيه؟ إني سقيم ؛ والكذبة ((قال هذا ربي هذا أكبر )) ، معروف هذا في القرآن أيضا ، الكذبة الثالثة قال عن زوجته لفرعون هذه أختى ، وكل هذه الكلمات ...

الحلبي : الكذبة الثانية بل فعله كبيرهم هذا ؟

الشيخ : أي نعم ، هذا في بعض الروايات طبعا ، قال عن زوجته أختي وهذه لها قصة ؛ الشاهد فقال نفسي نفسي اذهبوا إلى عيسى عليه السلام فإنه روح الله فيذهبون إليه ويقولون نفس الكلام ، فيقول نفسي نفسي ، يقول نبينا صلوات الله وسلامه عليه من تمام حكايته لأن ذلك بوحي من ربه: ولا يذكر ذنبا ، عيسى لا يذكر ذنبا ولكن يقول: اذهبوا إلى محمد فإنه رجل قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؛ فيأتونني يقول الرسول عليه الصلاة والسلام فيقولون له كما قالوا للأنبياء من قبل فيقول عليه الصلاة والسلام: أنا لها ، أنا لها ، قال: فأذهب وأسجد تحت العرش وأحمده تبارك وتعالى بمحامد لا أذكرها الآن يعني في الدنيا وإنما هي من وحي الساعة هناك في المحشر فيقول الله تبارك وتعالى مناديا له : يا محمد ارفع رأسك واشفع تشفع وسل تعطى ؛ ذلك هو المقام المحمود الذي نحن نطلبه دائما بعد كل أذان فنقول: ( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمود الذي وعدته ) ، ويقول الرسول: ( من دعا بهذا الدعاء حلت له شفاعتي يوم القيامة ) ، كلمة مختصرة جملة معترضة ، هذه عقيدة من عقائد الوهابية زعموا ، هذا الحديث مشهور عند من يسمون أن يلقبون بالوهابية ؛ فأنتم ترون إجلال الرسول وتعظيمه ولكن الفرق بينهم وبين الآخرين الذين لا يهتدون بهدي الرسول عليه السلام وسنته كما جاء في البحث السابق أن أهل السنة يقفون ولا يتجاوزون ، لا يرفعونه عليه السلام فوق منزلة التي أنزل الله فيها بينما الآخرون يخاطبونه بما سمعتم

" فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم " .

الله أكبر ، رسول الله يقول: ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ) ، كأن قائلا يقول وهو يجيب عليه السلام بحكمته قبل أن يأتي السؤال كأن قائلا يقول: إذن ماذا نقول يا رسول الله ؟ أنت تنهانا عن مدحك فماذا نقول ، أو بعبارة أخرى ما هي العصمة حتى لا نقع فيما وقعت فيه النصارى ؟ (قولوا عبد الله ورسوله ) ، قولوا عبد الله ورسوله ؛ إذا معنى هذا أن لا نتشبه بالنصارى ؛ لكن هنا قد يجول في نفوس بعض الناس كما سمعنا ذلك مرارا وتكرارا النصارى قالوا عيسى ابن الله وكفروا وكذبوا ، والمسلمون والحمد لله لا يقولون محمد ابن الله ، الحمد لله أيضا أن المسلمين ما وقعوا تماما كما وقع النصارى ؛ ولكنهم قد وقعوا فيما يشبه ما وقع فيه النصارى وليس من الضروري أن يكون خطأهم كخطأ النصارى مائة بالمائة ، هذا من جهة ومن جهة أخرى معلوم بواقع التجربة والحياة أن الشر الأكبر لا يأتي عادة إلا من طريق الشر الأصغر ، وهذا من وساوس الشيطان لبني الإنسان أنه لا يخرجه عن دينه ضربة واحدة ولكن يمكر به فيخطوا به خطوة بعد خطوة ؛ ومن هنا يتمكن الشيطان من إضلال بني الإنسان ؛ فالعصمة أن يقف المسلم عند ما أمره الله عز وجل ، من ذلك أن يعتقد في الرسول ما وصفه الله عز وجل في مثل قوله مثلا : (( وإنك لعلى خلق عظيم )) ، وأن يقف في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم على ما ذكره عن نفسه ، وذكرنا لكم آنفا أن الله قاله: (( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا )) ، وهذا هو المقام المحمود حيث يشفع للبشر كلهم بينما يعتذر عن هذه الشفاعة من قبله من الأنبياء والرسل ، فيقف عند هذه الحدود اللي هي فيها تعظيم الرسول ولا يغالي ؛ فحينما يقول المسلم المؤمن بكل هذا الحق الذي نقوله والذي يقال فيه: لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان من كان كذلك كيف يخاطب الرسول فيقول :

" فإن من جودك في الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم " .

هذا معناه سويناه مع رب العالمين ، صح ما قلنا والحمد لله إن محمد ابن عبد الله كما قالت النصارى في نبيهم ؛ لكن قلنا ما يساوي ذلك أو يزيد عليه حيث قال هذا القائل غفر الله لنا وله فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ؛ لنقف قليلا في هذا المعنى من الشعر أيش معنى فإن من جودك الدنيا ؟ جاء هناك في الحديث أنه عرضت عليه الجبال أن يقلبها ربنا عز وجل عليه ذهبا فأبى ، وقال جبريل عليه السلام له: كن عبدا نبيا ورسولا ولا تكن ملكا ، فرضي بذلك ولم يقبل أن الله عز وجل يقلب له الجبال ذهبا ، كلام سليم ؛ فإن من جودك الدنيا ؛ لكن ما معنى العطف المذكور فإن من جودك الدنيا وضرتها ؟ شو هي ضرة الدنيا بلا شك هي الآخرة ، هل جاد الرسول عليه السلام بالآخرة ؟ هل يتصور أن يجود بالآخرة وأن يعرض عنها كما أعرض عن الدنيا ؟ هذا أمر مستحيل لأن الله عز وجل يقول في القرآن الكريم: (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) للذين أحسنوا الحسنى أي الجنة ، وزيادة رؤية الله في الآخرة ، هذا النعيم الأكبر إذا شاهد المؤمنون ربهم يوم القيامة نسوا كل نعيم الجنة ، ذلك أشهى شيء لديهم في الآخرة ؛ كيف يقال إن الرسول أعرض عن الدنيا وضرتها ، جاد بها وأعرض عنها ؟ إذا وقفنا عند الدنيا كلام معقول -ويرحمك الله- لكن أن نعطف عليها الآخرة ، هذا أمر خطير جدا جدا ؛ ولكن مع الأسف هذا أسلوب الشعراء ، أسلوب الشعراء أن يغالي بعضهم ولا ينتبه أن هذا الغلو قد يترتب من وراءه شيء مخالف للشريعة ، كذلك الذي قال لبعض الحكام: " ما شئت لا ما شاءت الأقدار *** فاحكم فأنت الواحد القهار " ، ماذا يعني بهذا ؟ أنه هو الملك الأعلى بالدنيا ، لكن وصفه بصفات الله عز وجل ،

ما شئت لا ما شاءت الأقدار*** فاحكم فأنت الواحد القهار ، يصف الرسول فيقول : " فإن من جودك الدنيا وضرتها " ؛ يا جماعة افهمنا من جوده الدنيا نقطة نقطة حديثية كما أقول أنا أحيانا ، شلون تكون النقطة الحديثية ؟ علماء الحديث كانوا إذا كتبوا جملة جملة كاملة أداروا دائرة في آخرها وتركوا جوفها فارغا ، هذا شيء جميل جدا ما نعرفه اليوم ؛ فإذا ما أعيد مقابلة هذه الجملة بالأصل يعني من قبيل تصحيح التجارب اليوم التي تطبع وضعت النقطة في الدائرة أي كل من يرى هذه الجملة في آخرها دائرة ، وما فيها نقطة بتكون غير مقابلة ، غير صحيحة ، ممكن يكون في خطأ ؛ أما إذا كانت الدائرة فيها نقطة هي مقابلة وهي صحيحة ؛ فنحن نقول الآن فإن من جودك الدنيا دائرة ووسطها نقطة ، آمنا وسلمنا ؛ ولكن ضرتها ؟ هذا ما يجوز إطلاقا أن نقول عن الرسول أنه جاد بالآخرة كما جاد في الدنيا لأنه معناها أنه لا يفكر أبدا أن يرى الله في الآخرة ، فكيف يصح أن يوصف الرسول عليه السلام بمثل هذه الصفة حاشاه من ذلك ؛ لكن هل وقف الشاعر عند هذا المطل حيث عطف الآخرة على الدنيا ؟ لا ، قال: " ومن علومك علم اللوح والقلم " الله أكبر ، ما قال فإن من علمك ؛ لأن وزن الشعر يضطرب ، لازم الشعر يكون موزونا فلازم يقول أيش ؟ من علومك ؛ لكن هذا خطير جدا ، معليش يغتفر في الشعر يقول اللي ينظم الشعر يرتكب فيه أشياء لا يجوز حتى في اللغة العربية ، هذا لضرورة بلوغ الشعر أي نعم ؛ لكن ما وقفوا عند هؤلاء حتى في المعاني ... من علومك ؛ إذا الرسول عليه السلام له علوم ، علوم غير أيش ؟ علم اللوح والقلم ؛ ما هو علم اللوح والقلم ، كل شيء وكل شيء في القرآن الكريم أيش ؟ وكل شيء مستطر ، يعني مستطر يعني كل شيء .

السائل : (( وكل صغير وكبير مستطر ))

الشيخ : أحسنت جزاك الله خير (( وكل صغير وكبير مستطر )) جزاك الله خيرا ؛ والرسول عليه السلام بيّن هذه الحقيقة أنه كل شيء مستطر في اللوح المحفوظ ، قال في الحديث الصحيح المشهور الذي رواه أبو داوود في سننه والإمام أحمد في مسنده بالسند الصحيح : ( أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب ، قال: ما أكتب ؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) إذا كيف يوصف الرسول عليه السلام بأنه علم ما هو مسطور إلى يوم القيمة ؟ وليس هذا فحسب بل ذلك بعض علومه

"فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك اللوح والقلم " هذا غلو لا يرضاه الرسول عليه السلام الذي قال في الحديث السابق: ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله ) ، الرسول عليه السلام لما ذكر في القرآن نادرا ما يذكر باسمه لكنه لما أثنى عليه بتلك المعجزة التي اصفطاه الله عز وجل بها على كل الأنبياء ألا وهي معجزة المعراج أو الإسراء والمعراج ، ماذا قال عنه ؟ (( سبحان الذي أسرى بعبده )) لأن هذه الكلمة فيها تشريف ما بعده تشريف لمحمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه ؛ ولجهل الناس بهذا المعنى ما يكتفون به ولا يقفون عنده بل يضيفون إليه أشياء وأشياء من باب التعظيم ؛ فهنا أنا أقول بكل صراحة القصد حسن لكن اللفظ سيء ؛ فليكون المسلم على الخط المستقيم يجب أن يكون لفظه وفعله كقصده حسنا ، فلا يكفي الإنسان أن يقول كلمة وتكون خطئا ويقول بعدين والله أنا ما قصدت هذا ، أنا قصدت كذا وكذا ، أنا قصدت تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فنحن نقول في هؤلاء الناس الذين يتناشدون بعض الأبيات والشعر ومن ذلك هذا الشعر نقول إنهم يريدون مدح الرسول عليه السلام والثناء عليه ولكننا نقول: " أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل " بدكم تمدحوا الرسول عليه السلام ؟ بتمدحوه بالحد الذي وضعه لكم ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) ، لو كنا نهتم بقراءة السنة التي قال الرسول عليه الصلاة والسلام عنها : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ) لو أن المسلمين تمسكوا بسنة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لما تفرقوا مذاهب شتى وطرائق قددا بل لكانوا على هذا الخط المستقيم ، لو درسوا السنة ماذا نجد في السنة ؟ الذي يجد في السنة ما ذكرته آنفا وزيادة على ذلك يجد في مسند الإمام أحمد الحديث التالي ( جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا له أنت سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا فقال عليه السلام قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ) لا يستجرينكم الشيطان لا يجركم بهذا الدهليز ، دليل بسيط أنت سيدنا هو بلا شك عليه السلام سيدنا بلا شك ؛ لماذا ؟ لأنه قال في الحديث الصحيح : ( أنا سيد الناس يوم القيامة ) ( أتدرون مما ذاك ؟ ذكر الحديث السابق تبع الشفاعة ، أتدرون مما ذاك ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال يجتمع الناس في صعيد واحد ... ) إلى آخره ؛ فهو سيد الناس بحق ، وفي الحديث الآخر ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) آدم فمن دونه تحت لوائي يوم القيامة. فهو لا شك سيد البشر جميعا كما في هذين الحديثين وفي غيرهما ؛ لكن مع ذلك ماذا قال لهم ؟( قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ) ، وهم قالوا له أنت سيدنا كلام صحيح ، ولكن قال ( ولا يستجرينكم الشيطان ) يعني يتسلسل بكم من كلمة إلى أخراه ويوصلكم إلى تلك الكلمة .

" فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم " .

وفي حديث آخر في مسند الإمام أحمد أيضا أن رجلا قال للرسول عليه السلام: ( أنت سيدنا ، قال: السيد الله ) السيد الله ، لماذا أنكر عليه ؟ وهو كما قلنا آنفا هو سيدنا بحق ، خشى أن يؤدي بهذا الإنسان في مدحه للرسول عليه السلام بكلمة نحن ندين الله بأنه سيدنا أن يرتقي به إلى ما لا يجوز أن يمتدح عليه السلام به ، فقطع عليه الطريق وقال السيد الحق هو الله تبارك وتعالى ؛ لذلك نحن ننصح المسلمين طبعا ليس لنا كلام مع الزنادقة والملحدين إنما كلامنا مع المسلمين الصالحين الذين يخافون الله ويرجون يوم الآخرة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، ننصحهم أن لا يضيعوا جهودهم في هذه الحياة الدنيا وراء أفكار وعقائد وعبادات لم تأت في السنة ؛ فقد سمعتم آنفا قوله عليه السلام في قصة الرهط: ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) هذه نصيحة نوجهها لكل إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لعل الله تبارك وتعالى ينفع بها .

مواضيع متعلقة