لا ينجو العبد من عذاب الله - عز وجل - إلا إذا آمن بالله - عز وجل - ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - معًا . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
لا ينجو العبد من عذاب الله - عز وجل - إلا إذا آمن بالله - عز وجل - ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - معًا .
A-
A=
A+
الشيخ : وفي هذا الحديث إشارة إلى عقيدة إسلامية أساسيَّة ؛ أعتقد أن بعض الشباب الذي انحرف عن دينه بحاجة إلى أن يسمع مثل هذا الحديث ؛ ذلك بأنه من الشائع اليوم أن هناك فلاسفة في أوروبا وأمريكا يؤمنون بأن لهذا الكون خالقًا ، ولا أقول كما يقول بعض الناس يؤمنون بأن لهذا الكون إلهًا ؛ لأن الألوهية ما عَرَفَها حتى اليوم كثيرٌ من المسلمين فضلًا عن أن يعرفها أولئك المشركون الكافرون بالله ورسوله ، وأريد أن أقول : إن وجود مثل هؤلاء الكفار الذين وصلوا بعقلهم إلى الاعتقاد بأنَّ لهذا الكون خالقًا فنقول : هذا لا يكفي ليكون صاحبه ناجيًا عن الله يوم القيامة ، وذلك لأسباب ألمحْتُ آنفًا إلى واحد منها ؛ وهو أن الإيمان بالله - عز وجل - لا ينفع إذا اقتصر على الإيمان بأنه هو الخالق لهذا الكون ؛ لأن هذا الإيمان في الواقع كأنه أمرٌ اضطراريٌّ يشعر به الإنسان بفطرته ، ولكن لوازم هذا الإيمان - الإيمان بهذه الخالقية الخاصَّة بالله عز وجل - التي منها الخضوع له والتألُّه له والتعبُّد له فقط دونَ غيره من المخلوقات مهما جلَّت وعظمَتْ ؛ هذه الألوهية التي تليق بالله - عز وجل - لا بد من أن تنضمَّ إلى الإيمان بخالقيَّته - تبارك وتعالى - ، ولما كفر بها المشركون كفروا وحُوربوا وقُتلوا ؛ ولذلك قال - عليه السلام - : ( أُمِرْتُ أن أقاتلَ الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ) ، لم يُؤمر بأن يقاتل الناس حتى يشهدوا بأن لهذا الكون خالقًا ؛ لأنُّو هذا الإيمان قاصر ، وإنما أن يشهدوا أن لا إله إلا الله ، ولا أريد أن أخوض في هذه الشهادة ومعناها ولوازمها من الإيمان بتوحيد الألوهية وتوحيد الصفات والأسماء ؛ فإن هذا كرَّرنا فيه الكلام كثيرًا وكثيرًا ، وإنما أردت أن أذكِّر بأن لا يغترَّ الشباب بهؤلاء الفلاسفة وأمثالهم ممَّن يؤمنون بأن الله - عز وجل - متفرِّد بصفة الخلق وليس إلا ؛ فهذا لا يفيدهم شيئًا ؛ لا سيَّما وأنهم لو انضمَّ إلى إيمانهم بخالقية الله - عز وجل - الإيمان بألوهيته - أيضًا - وبكلِّ الأسماء والصفات ؛ ذلك - أيضًا - لا يكفيهم ولا يفيدهم شيئًا حتى يؤمنوا به - عليه الصلاة والسلام - نبيًّا رسولًا .

هذا معنى الشهادة ، ( أُمِرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؛ فإذا قالوها فقد عصموا منِّي دماءَهم وأموالهم إلا بحقِّها ، وحسابهم عند الله ) ؛ ولذلك جاء في الحديث الصحيح عند مسلم وغيره قال - عليه الصلاة والسلام - : ( ما من يهوديٍّ أو نصرانيٍّ يسمع بي ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ) . ( يسمع بي ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ) ؛ ولهذا فهناك واجب كبير جدًّا على المسلمين ، لكن مع الأسف المسلمون مشغولون بأنفسهم ؛ عليهم واجب أن يبلِّغوا هذه الدعوة ، دعوة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى أولئك الناس من النصارى واليهود وأمثالهم من المشركين حتَّى يؤمنوا بالله ورسوله ، وهذا من الشفقة والرحمة بهم ؛ لأنَّ الذي يحرص على أن يدخل البشر كلهم الجنة هذا شفيق ورحيم بخلاف الذي لا يبالي بالناس أَدَخَلُوا الجنة أم وَلَجُوا النار .

مواضيع متعلقة