بيان أن التعامل بالربا من أكبر الكبائر . وما حكم تسديد الضرائب بالربا ، وبيان أنه ليس هناك ضرورة في إيداع المال في البنك . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان أن التعامل بالربا من أكبر الكبائر . وما حكم تسديد الضرائب بالربا ، وبيان أنه ليس هناك ضرورة في إيداع المال في البنك .
A-
A=
A+
الطالب : في عندنا سؤال أهم من هذا وأحرم من هذا السؤال ، لان هذا قد انتشر عندنا كما تعرفون بالنسبة للربا عندنا طبعا في مسلمين طيبين يحمل مبلغ من المال كثيرا يعني لا يترك المال في البيت لا بد وأن يرسله للبنك وطبعا عندنا كل البنك يدفع الربا فما بال الإنسان الذي يأخذ الربا ويدفع ... هذا الذي يسمى

الطالب : ضريبة

الشيخ : ضريبة

الطالب : ويدفع للدولة ما يسمى ضريبة هذا إجبار لكل من عنده مال لازم يدفع للدولة ويدفع أيضا للذي يسقي المزرعة بحجة الماء والماء من عند الله وهو يدفع فما رأيك بالرجل الذي يأخذ هذا الربا ويدفع الى هذا المكان لأن الدولة تأخذ هذا ؟ .

الشيخ : يعني الضرائب موجودة في كل البلاد ، فأنت تتكلم عن الضرائب أنا فهمت سؤالك ؛ والقضية من الناحية الشرعية واضحة جدا لكننا في زمن انتشر فيه الفساد والتكالب على الدنيا وحطامها وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن مثل هذه المشاكل وهذه المصائب في حديث المعروف ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) . فالتعامل بالربا هو من الأمور المحرمة قطعيا في الإسلام والتي ليس فيها خلاف تعلمون جميعا أن هناك مسائل اختلف فيها الفقهاء ، هذا يقول يجوز وهذا يقول لا يجوز ؛ أما موضوع الربا فهذا والحمد لله ليس فيه اختلاف بين علماء المسلمين أنه من الكبائر لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد صح عنه أنه قال: ( لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ) . ولعلكم تعلمون أن كون الشيء من الكبائر من المعاصي الكبيرة عند الله له على ذلك علامات من هذه العلامات اللعن ، إذا لعن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء فيكون هذا الشيء محرما تحريما كبيرا ، فيكون من الكبائر من ذلك الربا ؛ فإذا كان هناك أغنياء فلا يجوز لهم أن يودعوا أموالهم في البنوك لأنه سيكون عونا لأهل البنوك على إقامتها وعلى إحيائها ولعلكم تعلمون جميعا أن رأس مال البنوك هو هذه الأموال التي يودعه الأغنياء فيها ، لو لا ذلك لم تقم قائمة البنوك ؛ فإذا على المسلم أن يستحضر هذه الحقيقة التي يدل عليها القرآن ثم السنة ، القرآن يقول: (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )) .. فالغني الذي يودع ماله في البنك فهو متعاون مع البنك ، فهو متعاون على الإثم والعدوان ؛ وحينذاك يلحقه اللعن الذي جاء ذكره في الحديث السابق ( لعن الله آكل الربا وموكله ) ... آكل الربا هو البنك ، موكله هو الغني الذي يودع ماله البنك في البنك فكلاهما ملعون بنص الحديث الشريف فعلى ذلك لايجوز للمسلم الغني أن يتخذ لنفسه عذرا ليودع ماله في البنك بزعم وبدعوى أنه لا يستطيع أن يحتفظ بماله في مكان من أرضه أو من داره لأنه قد يتسلط اللصوص عليه ؛ في هذه المناسبة الواقع إن المسلمين بحاجة إلى أن يقووا إيمانهم لأن إيمان المسلم حينما يكون قويا لا يستطيع الشيطان أن يتسرب إلى قلبه فيوسوس إليه بالشر ومخالفة الشرع ؛ أظنكم معي حينما أقول إن المسلمين اليوم لا يلتفتون إطلاقا إلى الأسباب الشرعية ؛ هناك الأسباب نوعان: أسباب شرعية ، وأسباب مادية ؛ المسلمون اليوم يهتمون بالأسباب المادية كل الاهتمام وهم والكفار في ذلك سواء ؛ فالإسلام لا ينهى عن الاهتمام بالأسباب المادية ، إذا كانت شرعية جائزة ؛ لكن الإسلام يهتم بالأسباب المعنوية الروحية ، مثلا نضرب مثلا واحدا تقريبا إلى ما أقول ، الرجل إذا أراد أن يعيش في صحة وفي عمر مديد طويل فبماذا يتمكن ، ما هي الأسباب التي يتمكن بها أن ينال هذه الحياة الطويلة وهذه الصحة الرغيدة ؟ لا شك سيكون الجواب بالمحافظة على صحته أن يكون طعامه وشرابه نظيفا بعيدا عن الجراثيم والمكروبات و يكون منزله صحي ، إلى آخره ؛ هذه أسباب مادية ، طبعا الإسلام لا يحاربها ؛ لكن هناك أسبابا لا يتنبه المسلمون لها هي من غير هذا النوع ، أضرب الآن لكم مثالا وهو قوله تعالى: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) .. هذا المعنى ليس له علاقة بالأسباب المادية ، هذا علاقته بالإيمان والقلب ؛ فإذا كان هناك رجل غريب ولنقل أنه مليونير ، أين يذهب بهذه الأموال ؟ الحل المادي الذي لا يستند إلى الحل الشرعي يضعه في البنك ، أولا يحفظه وثانيا يغذيه وينميه ويقويه ، هذه معالجة مادية ؛ لكن المسلم ينبغي أن يفترق عن الكافر في عقيدته وفي سلوكه في حياته ؛ هل يظن المسلم بربه تبارك وتعالى إذا كان غنيا ويخرج زكاة ماله سنويا ثم هو بالإضافة إلى ذلك طيلة السنة يتصدق على الفقراء والمساكين على من يجاوره وعلى من هو بعيدا عنه هل يعتقد المسلم أنه إذا فعل ذلك يخسر ماله وهو يعلم أن الله يقول: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) .. إن اعتقد ذلك فهو ليس مسلما ، وإن اعتقد أن الله يحفظ له ماله إذن لماذا يعلق أمله في حفظ المال بالبنك المحرم ولا يعقد أمله بالله عز وجل الذي قال: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) .. نحن في الحقيقة المسلمون اليوم بحاجة إلى تقوية الإيمان ؛ أذكر لكم بعض الأمثلة ليتبين لكم أهمية الإيمان القوي وكيف يأتي بالعجائب التي لا تخطر على بال إنسان ، جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( جاء رجل ممن قبلكم إلى غني فقال له أقرضني مئة دينار قال هات الكفيل قال الله الكفيل قال هات الشهيد الذي يشهد قال الله شهيد ) . تتأملون كيف يكون هذا الجواب ، ممكن ان نقول هذا الجواب يعني جواب رجل درويش ، درويش يقول الله الكفيل ، أيش هذا الكلام لأنه نحن بدنا كفيل بيننا نحن حتى إذا لم يف بما وعد نأخذ من الكفيل ، هو يقول ( الله الكفيل أنا ما عندي كفيل الله الكفيل ؛ طيب هات الشهيد ، قال الله الشهيد ) دروشة ما بعدها دروشة ؛ الغني يبدو أنه طيب القلب كالفقير هذا المستقرض ( فينقده مئة دينار ، يعطيه مئة دينار ويأخذها وينطلق بها ضاربا في البحر ؛ وقد تواعد مع المقرض ليوم معين ، إذا حضر ذلك اليوم يعود إليه المئة دينار ؛ انصرف المدين يعمل في البحر بالمئة دينار ؛ لما جاء اليوم الموعود بالوفاء وجد نفسه بعيدا عن البلدة التي فيها المقرض المحسن ، فهو لا يستطيع أن يوفيه حسب الوفاء بالوعد ، ماذا فعل ؟ هنا الشاهد: جاء بخشبة فنقرها فحفرها ودك فيها مئة دينار أحمر ثم دكها وحبسها بطريقة محكمة ثم جاء إلى ساحل البحر قال: اللهم أنت كنت الكفيل وأنت كنت الشهيد ورمى بالخشبة التي فيها المئة دينار إلى البحر ) دروشة ، دروشة ؛ لكن هنا في إيمان ؛ ( الله عز وجل أمر الأمواج أن تأخذ هذه الخشبة إلى البلدة التي فيها الغني الذي أقرض هذا الفقير ؛ الغني خرج في اليوم وفي الساعة الموعودة ليتلقي المدين ليأخذ منه المئة دينار ، انتظر انتظر فلم ير أحدا وإذا به يرى الخشبة تتقاذفها الأمواج ، تلعب بها الأمواج أمامه فمد يده إليها وإذا بها ثقيلة الذهب ثقيل كما تعلمون ؛ فذهب إلى الدار وكسرها فإذا المئة دينار تنهر منها ) غريب ( ثم جاء المدين الفقير سلم على المحسن إليه واعتذر عن تأخره بسبب انشغاله بتجارته ثم نقده مئة دينار ، تجاهل ذلك الأمر كله لأنه يعلم أن هذا فوق العقل ، خشبة تلقى في البحر من أين تصل هذه الخشبة ليد الغني ؟ هذا غير طبيعي غير معتاد ؛ فهو تجاهل الأمر ونقده مئة دينار ) ؛ الغني يبدو أنه صالح كالفقير وإن الطيور على أشكالها تقع ، هكذا يقولون قديما ؛ ( لما شاف مئة دينار أخرى أمامه لم يسعه إلا أن يحدثه بما وقع له أنه خرج اليوم الموعود ليتلقاه فما وجد إلا هذه الخشبة فلما كسرها وجد بها مئة دينار ؛ قال والله هذا أنا فعلته لأني أنا متواعد معك أن أحضر في اليوم وعرفت أنني سوف لا أستطيع وأخالف الوعد فأخذت خشبة ودكيت فيها المئة دينار وأرسلتها بطريق غير طبيعي قلت اللهم أنت الكفيل وأنت الشهيد ؛ فقال الغني قد وفى الله عنك ، فبارك الله في مالك وأعاد إليه المئة دينار ) هو دفع مئة دينار بطريق الخشبة ودفع مئة دينار من يده إلى يد الغني ، فالغني بإخلاصه وإيمانه الصادق كان باستطاعته أن يتجاهل قصة الخشبة ومن الذي سيشهد عليه أنه أخذ خشبة من البحر وفيها مئة دينار ؟ لا أحد ؛ لكن هذا متقي لله وذاك متقي لله ؛ انظروا كيف سخر الله البحر لهذا المتقي لله عز وجل فحفظ له ماله ؛ هذه قصة من حديث رسول الله ليس من الإسرائيليات التي امتلأت بها كتب التفسير ؛ القصة الأخرى وهي في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام: ( بينما رجل ممن قبلكم يمشي في فلاة من الأرض . يمشي في فلاة من الأرض ) يعني أرض صحراء ليس فيها ساكن ( إذ سمع هذا الرجل الذي يمشي سمع صوتا من السحاب من فوق اسق أرض فلان ) . الملك يقول للسحاب اسقي ارض فلان ، يسمه بالاسم ؛ ( هذا الإنسان مشى على وجه الأرض يسمع هذا الصوت العجيب من السماء كان السحاب يمشي هكذا وإذا به يتجه هكذا ويمشي هو مع السحاب مدة إلى أن وصل إلى حديقة بستان ، فيرى السحاب يلقي مشحونه من الماء على هذه الحديقة ) ، ما حول الحديقة لا مطر ، المطر كله في الحديقة ( أطل وإذا به يرى صاحب الحديقة يعمل بها بالمنكاش فسلم عليه السلام عليك يا فلان فقال وعليك السلام ، أراك رجلا غريبا فما الذي أدراك باسمي ؟ قال أنا كنت أمشي في الصحراء فسمعت صوتا من السحاب يقول السحاب اسق أرض فلان ؛ فأنا مشيت مع السحاب حتى وصلت إليك فعرفت أنك أنت المقصود بها ، فبما نلت هذه الكرامة من الله تبارك وتعالى ؟ قال والله أنا عبد ضعيف حقير لا أعلم أني استحق هذه الكرامة من الله لكن أنا عندي هذه الحديقة أزرعها ثم أحصدها ثم أجعل حصيدها ثلاثا ثلاث أثلاث ، ثلث لنفسي وعيالي ، وثلث أعيده إلى أرضي ، وثلث أتصدق به على من حولي ؛ قال فهو هذا لهذا استحققت هذه النعمة من الله تبارك وتعالى ) ؛ الشاهد من هذين الحديثين الصحيحين إن المؤمن إذا اتقى الله تبارك وتعالى فهو سيعيش محفوظا في ذمة الله تبارك وتعالى ولا يخشى على نفسه ما يخشاه الآخرون الذين لا يؤمنون إلا بالمادة ؛ ما الذي يحفظ مال هذا الغني ؟ هو البنك فقط علما كم وكم من بنوك أفلست ، لابد سمعتم بهذا ؛ فإذن الاحتمال الذي يخشاه الغني أن يقع في ماله إذا ما احتفظ به بمكان ما ممكن أن يقع أيضا في المال ولو كان في البنك

مواضيع متعلقة