تتمة الجواب عن سؤال: هل المعادن المدفونة في الأرض ملك للدولة فقط أم للشعب حق في ذلك - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تتمة الجواب عن سؤال: هل المعادن المدفونة في الأرض ملك للدولة فقط أم للشعب حق في ذلك
A-
A=
A+
الشيخ : أمّا ما جاء في كلام أخينا سابقا من أنّ بعض الأمراء يستغلّون النّفط أو البترول الغزير في بعض البلاد فهذا الاستغلال إن كان على الطّريقة السّابقة و هذا ما لا أعتقده أي أرض مشاعة و ليس عندهم أرض مشاعة هي أراضي مملوكة للدّولة فإذا كان هناك أرض مشاعة بور لا يملكها أحد لا فرد و لا دولة فحينئذ أي فرد من أفراد الشّعب سواء كان ما يسمّى أميرا أو كان مأمورا فإذا اقتطع أرضا من هذه الأراضي الّتي ليست مملوكة بل هي تدخل في عموم الحديث السّابق ( الأرض أرض الله و البلاد بلاد الله فمن أحيا أرضا مواتا فهي له ) فلا فرق حينذاك بين من يسمّى أميرا أو يسمّى مأمورا لكن ما أشرت إليه ليس كذلك فهم يستخدمون النّاس في سبيل نضح النّفط أو البترول ثمّ يتحكّمون في التّصرّف فيه حسب رغباتهم و لا أقول شهواتهم، هذا ليس من قبيل ( من أحيا أرضا مواتا فهي له ) و لذلك فيجب أن نفرّق بين الحكم الشّرعي و بين الحكم الاستنباطي المخالف للشّرع من جهة و بين استغلال بعض الأحكام الشّرعيّة للمصالح الشّخصيّة من جهة أخرى . و الآن كما نقول درس و درس ما بيجتمعوا ... انتهى هذا القول و أنا لا أخالفك في هذا كما أنّك لم تخالفني و لن تخالفني في قولي أنّنا نقول نرى الشّمس تطلع و نرى الشّمس تغرب و نبني وراء شروقها و غروبها أحكاما شرعيّة , و لكنّنا لا نبني أحكاما شرعيّة على قولنا علميّا أنّ الشّمس لا تشرق و لا تغرب , صحّ ؟

السائل : نعم .

الشيخ : إذا لا ينبغي نحن في أحكامنا الشّرعيّة أن نتعمّق و ندخل العلم النّظري الفكري في تطوير بعض الأحكام الشّرعيّة الّتي لدينا و ربّما أفهم من جوابك السّابق و تصحيحك لكلامي أنّ الشّمس لا تشرق و لا تغرب أنّك ستوافقني أيضا على ما سأقول أنّنا حينما نرى الشّمس فوق ذروة الجبل و قمّة الجبل هي في الحقيقة العلميّة لا تزال وراء الجبل إنّما الأشعة العينيّة هي الّتي رفعتها فأظهرتها لنا فوق الجبل تصحّح هذا أو ما مرّ عليك هذا ؟

السائل : هذه ما مرّت عليّ .

الشيخ : عجيب و الله كيف يمرّ على هذا الشّيخ و ما يمرّ على الشّابّ أنا قرأت هذا في بعض المجلاّت و بهذه النّظريّة عقلت شيئا نشاهده بأعيننا أيضا حينما نكون في بحيرة هادئة نلقي فيها عصاة مستقيمة نراها معوجّة صحّ ؟

السائل : صحّ .

الشيخ : هذا تقول فيه صحّ أيضا , فماذا تعليل هذا ؟ هو الأشعّة الضّاربة على أي نعم . هكذا علّلوا لنا قضيّة الشّمس حينما تكون على رأس الجبل هي ما تكون على رأس الجبل إنّما الأشعّة هي الّتي ترفعها هذا بالنّسبة للنّظر المجرّد , المهمّ فهل ندخل هنا هذه النّظريّة العلميّة حينما نرى الشّمس على قمّة الجبل و نقول بطبيعة الحال طلعت الشّمس و بطبيعة الحكم الشّرعي خرج وقت الفجر صحّ ؟ لكن العلم يقول لسه الشّمس ما طلعت نحن ندع العلم يمشي في طريقه و شرعنا كما لا يقف في طريقه أيضا العلم لا يجوز له أن يقف في طريق شرعنا و بهذا نجمع بين الأراء المتضاربة بهذه المناسبة الّتي كان حاول الشّيخ محمّد عبده في مصر أن يوفّق بين الحقيقة و الشّريعة لا أعني الحقيقة الصّوفيّة لكنّي أعني الحقيقة العلميّة . لكن التقى محمّد عبده مع الصّوفيّة في التّعبير , حاول أن يوفّق بين الحقيقة الشّرعيّة و الحقيقة العلميّة فيقول: " العلم و الشّرع لا يختلفان و لا يتضادّان و لا يتعارضان " و هذا حقّ و لكن ليس حقّا حينما قال بأنّه إذا تعارضت حقيقة شرعيّة مع حقيقة علميّة وجب تأويل النّصّ الشّرعي للحقيقة العلميّة هنا نحن نقول: لا. نحن ندع الشّرع يمشي و ندع العلم يمشي و لا حاجة بنا أن نؤوّل العلم من أجل الشّرع و لا الشّرع من أجل العلم و الأمثلة سبقت آنفا فإذا الحديث ( المؤمنون شركاء في ثلاثة ) هذه الثّلاثة ليست مملوكة. السّرّ في هذا الحديث هي أنّ هذه الأشياء الثّلاثة ليست مملوكة إنّما هي مشاعة فلا يجوز لإنسان أن يضع يده على بحر و يقول أنّ هذا امتلكته , أو على نهر و يقول أنا امتلكته , أو على غابة و يقول أنا امتلكتها , لا . هذه النّاس كلّهم مشاع فيها بل كما قلت لكم آنفا لا فرق بين الدّولة و بين فرد من أفراد هذه الدّولة , الدّولة سواء مع الأفراد تماما و لكن اذهب إلى أرض ميّتة فأحيها فإذا أحييتها فأنت مالكها أمّا الأرض الّتي أحياها الله بالزّرع أو بالماء فهذه مشاعة و لا يجوز لأحد أن يضع يده عليها . فهذا أظنّ جواب ما سألت و لعلّي انتهيت نعم .

السائل : جزاك الله خيرا .

الشيخ : و إيّاك . جاء دور الأستاذ علي .

مواضيع متعلقة