ما هو وجه الجمع بين أحاديث النزول وعلو الله - عز وجل - مع أن الليل ينتقل في الأرض ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هو وجه الجمع بين أحاديث النزول وعلو الله - عز وجل - مع أن الليل ينتقل في الأرض ؟
A-
A=
A+
السائل : ما هو وجه ... ؟

الشيخ : ما هو إيش ؟

السائل : وجه الجمع .

الشيخ : الجمع .

السائل : ... ثم القرب ثم نزول الله - سبحانه وتعالى - وتكريمه لموسى ، ثم نزوله عشية عرفة ، ثم نزوله كل ليلة ، ثم ... الصلاة المبتدعة ... في كل بلد ، فالسؤال هو توضيح هذا الجمع بين هذا ... ؟

الشيخ : ما فهمت شو بتقصد بالجمع ؟

السائل : ... .

الشيخ : نعم .

السائل : ... والنزول .

الشيخ : إي ، شو بتقصد بالجمع ؟ يعني هل تظن أنُّو هناك تعارض بين العلوِّ وبين النزول ؟ فتطلب مني الجمع ولَّا ماذا تعني ؟ لأني ما فهمت سؤالك .

السائل : العلو ... في عرفة ... .

الشيخ : نعم .

السائل : ... نزول ... عرفة ، ثم نزول ... ثم نزول الله وتكريم موسى - عليه السلام - .

الشيخ : أنت فهمان سؤاله ؟

السائل : ... .

سائل آخر : ... .

السائل : ... أجدِّد السؤال .

الشيخ : أنا اللي مشكل عليَّ لفظة الجمع .

السائل : الجمع .

سائل آخر : المقصود يعني .

الشيخ : كيف نجمع بين هذه الصفات ؟ ما فهمت !

السائل : أسألك ، السؤال ... كيف ينزل الله - مثلًا - ليلة القدر في المشرق في يوم الجمعة - مثلًا - ، ظهور هناك في يوم آخر يكون يوم السبت ... تنزل فيها الملائكة والروح ، فتتنزَّل الملائكة والروح يوم الجمعة أو يوم السبت ، والله الذي ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الآخر من الليل ، في مكان يكون الليل ، وفي مكان آخر يكون النهار .

الشيخ : هذا جزء من سؤاله ، أما هو يريد الجمع بين كل هذه الأشياء ... .

السائل : ... .

الشيخ : ... .

السائل : ... .

الشيخ : يعني كأنك تريد تقول : كيف ينزل ؟ وكيف يكون عاليًا ؟!

السائل : نعم .

الشيخ : هكذا تقول ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ، هذا نجيب عليه ، النزول لا يستلزم منافاة العلوِّ ؛ لأنه قد ينزل الشيء ولا يزال عاليًا ، فمثلًا الشمس تنزل بأشعتها ، ونقول : دخلت الشمس ؛ هذا تقريبًا طبعًا ، دخلت الشمس الغرفة ولا تزال الشمس في سمائها العالية .

ومع ذلك فأنا أريد أن أذكِّر بحقيقة ؛ حينما نحن نردُّ على المعطلة في قول ربنا - عز وجل - : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) فلَسْنا نعني إسكاتهم ، بل نعني أنُّو هذه هي عقيدتنا ، (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) ، فلما يسأل السَّائل منكم : كيف ينزل وهو على عرشه ؟ هذا السؤال نابع من تشبيه الخالق بمخلوقاته ؛ لأننا نحن حينما نتساءل : كيف ينزل وهو على عرشه ؟ إنما نتصوَّر مادة في سمائها العالية وبالوقت نفسه هي تنزل عن سمائها إلى مكان منخفض ، هذا يتَّضح الأمر في ذهنِنا ولا نكاد نعقله ، هو عالٍ أو هذه المادة عالية وهي نازلة ، وهذه الضدَّان لا يجتمعان فعلًا .

لكن ربُّنا (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) ، فليس هو مادة حتى نسلِّط عليه كل شيء يرد على ما يرد على المادة ، ويكفي هذا مثال هذا السؤال ، ما لو سأل بعض الناس السؤال الآتي : فيقول القائل ، فيقول هو : كيف أن الله - عز وجل - في لحظة واحدة يسمع طلبات الملايين البلايين التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى من الإنس والجنِّ والملائكة والمخلوقات كلها ويستجيب ؟ يسمع قبل كل شيء ويميِّز هذه الطلبات بعضها من بعض ، ثم هو في اللحظة الواحدة بيعمل عملية حسابية دقيقة جدًّا ؛ فهذا يُقبل وهذا يُطرح ؛ كيف هذا ؟!

هذا السؤال خطأ من أصله ؛ لأنه قائم على تشبيه الخالق بالمخلوقات ، وإذا كنا صحيح نستحضر دائمًا وأبدًا : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) ؛ فيجب أن نستحضر فورًا أن هذا السؤال خطأ ، ومع ذلك فكما قلت في مطلع كلامي من باب التقريب كما نظر الرسول - عليه السلام - أنُّو كيف يراه المؤمنون يوم القيامة كلهم وهنّ في صعيد واحد ؟ يعني بدو يتخيَّل الإنسان شيء فوق عقله ، أنُّو هالبشر من يوم الله خلق آدم إلى اليوم ؛ كم مليون من البلايين من البشر ؟ شيء لا يُحصيه إلا الله - عز وجل - ، فجاء السؤال : كيف يراه المؤمنون جميعًا ؟ ... .

مواضيع متعلقة