تتمَّة الكلام على عقيدة الأشاعرة في صفة الكلام لله - عز وجل - ، وبيان الموافقة والمفارقة بين مذهب الأشاعرة والمعتزلة في ذلك . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تتمَّة الكلام على عقيدة الأشاعرة في صفة الكلام لله - عز وجل - ، وبيان الموافقة والمفارقة بين مذهب الأشاعرة والمعتزلة في ذلك .
A-
A=
A+
الشيخ : لكن من حكمة الله - عز وجل - وإقامته لحجَّته على المخالفين لشريعته أنه ... أوَّلًا المنحرفون عن شرع الله - عز وجل - أن يُثبتوا باطلَهم بدليل من الكتاب والسنة إلا حين نجد أن دليلهم يعود عليهم .

السائل : ... .

الشيخ : إذا بدليلهم يرجع عليهم ، وما نحن فيه من هذا القبيل تمامًا ، قالوا الله - عز وجل - هؤلاء الأشاعرة والماتريدية قالوا : لا نستطيع أن ننكر الكلام الإلهي لأنه مخالف الدليل الكتاب والسنة ، فَهُم ههنا يردُّون على المعتزلة ، يردُّون على المعتزلة ويوافقون أهل السنة والسلف في هذا ، لكن من جهة أخرى يلتقون مع المعتزلة والمخالفين ... الكلام ؛ لأنهم يُنكرون - أيضًا - الكلام الحقيقي كالمعتزلة ، وبهذا الإنكار يخالفون أهل السنة ؛ لذلك كما قدَّمنا آنفًا هم من جهة يوافقوا المعتزلة ، ومن جهة يخالفونهم ، ومن جهة أخرى بيوافقوا أهل السنة أهل السلف من جهة ، وبيخالفوهم من جهة أخرى ، وزيادة على ذلك أنهم يلتقون مع المعتزلة في الإنكار للكلام الإلهي الحقيقي ، وهذا مخالفةٌ منهم جميعًا للسلف الصالح .

يخالفون المعتزلة في الإيمان بأن الله يتكلم ، المعتزلة يصرِّحون الله لا يتكلَّم ، وبهذا الذي يتظاهرون به من إثبات الكلام الإلهي يوافقون أهل السنة ، لكنهم في الواقع هذه موافقة شكلية لفظية ؛ لأنهم إذا حَصْحَصْنا معهم وإذا بالكلام الذي آمنوا به هو كلام المعتزلة ، لكن بتحوير بسيط ، المعتزلة يقولون : كلام الله حقيقة ... هو لا يتكلم ، لكن الأشاعرة يقولوا : الله - أيضًا - حقيقةً لا يتكلَّم ، لكن له كلام نفسي ، هذا الذي لم يؤمن به المعتزلة .

نقول الآن : ماذا استفاد المؤوِّلة سواء كانوا من الأشاعرة أو الماتريدية في تأويل الكلام الإلهي الحقيقي إلى الكلام النفسي ؟ ... السبب ، إذا عرفتم الدافع للمعتزلة من جهة والماتريدية والأشاعرة من جهة أخرى ؛ إذا عرفتم الدافع لهؤلاء وهؤلاء إلى إنكار الكلام الإلهي اللفظي الحقيقي عرفتم أنهم ما استفادوا شيئًا من تأويلهم للكلام الحقيقي بأنه كلام نفسي ... .

مواضيع متعلقة