بيان اعتقاد الأشاعرة في كلام الله النفسي ، وذكر أدلتهم ، والرَّدُّ عليهم . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان اعتقاد الأشاعرة في كلام الله النفسي ، وذكر أدلتهم ، والرَّدُّ عليهم .
A-
A=
A+
الشيخ : جاء دور طوائف وفرق أخرى يمثِّلها اليوم - مع الأسف الشديد - الماتريدية والأشاعرة ، هؤلاء لم يستطيعوا أن يصرِّحوا تصريح المعتزلة ، لم يستطيعوا أن يقولوا : الله لا يتكلم ؛ لأنُّو هذا ضرب مكشوف لنصوص القرآن ؛ فهُم يقولون : الله يتكلم ، كيف لا يتكلم وهو يقول : (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا )) ؟ لكن الواقع أن مذهبهم أن الله لا يتكلم .

... فهذا مثال بأنهم يقولون بالكلام النفسي ، يقولون بأن كلام الله هو كلام نفسي ... وبيستدلوا ببعض أشياء ... فقط يريد أن ... سابقًا ... .

هذا كله تحقيق ... .

= -- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -- =

وأوضح من هذا أنه إن كان يريد - مثلًا - أن يُقابل ملكًا لحاجة له عنده ، إن كان ... ممكن ... فهو بقى يتصوَّر هذا أو ذاك أنُّو إذا راح عند الملك لازم يقول له كذا وكذا وكذا ... كذا وكذا ؛ لأنُّو كذا وكذا إلى آخره ، لو سمحت ... الفلاني ، شو لازم يقول له ؟ ... يبدأ هو ولَّا أنا ؟ يبدأ هو ، شو بيتصور ... شو لازم أنا ... جواب ، هذا شو اسمه ؟ كلام نفسي ، واستدلوا على إثبات هذا الكلام نفسه كإثبات مطلق بغضِّ النظر ... إلى الله - عز وجل - ، لذا جاء في " صحيح البخاري " أن النبي - عليه الصلاة والسلام - قد تُوفِّي ، واجتمَعَ الصحابة ليختاروا له خليفةً نيابةً عن الرسول - عليه السلام - ، فأراد عمر أن يتقدَّم أبا بكر الصديق ليخطب في الناس قال : " وقد كنت زوَّرت في نفسي كلامًا " ... من هنا ، " كنت زوَّرت في نفسي " ؛ يعني هيَّأت في نفسي كلامًا ، هذا هو الكلام النفسي ، فاستدلوا بهذه القصَّة إلى أنه يوجد هناك كلام نفسي .

والواقع أنَّنا نحن أو أنا شخصيًّا لا يستطيع إنسان أن يُنكر الكلام النفسي ، لا من حيث الواقع ككلٍّ منَّا يحسُّ به كما ضربت لكم آنفًا بعض الأمثلة ، ولا من حيث التعبير العربي ؛ فهذا هو عمر بن الخطاب من أفصح مَن نَطَقَ بالضاد يقول عن نفسه : " زوَّرتُ كلامًا في نفسي " ، وهذا صريح أنه كلام من جهة ، وصريح أنه لم يتكلَّم به بعد من جهة أخرى ، فهذه حقيقة لا مجال لإنكارها ، لكنَّنا نقول ... .

ما الدليل على أن الله - عز وجل - كلامه من هذا النوع الذي يمكن عمر بن الخطاب مهما تكلَّم من هذا النوع فيمكن للعبد أصابع اليد الواحدة أو اليمين ، الكلام النفسي يعني ، ما تحدَّد نوع ، لكن ... مرة ، لكن كلامه الذي يغلب عليه دائمًا كسائر البشر هو الكلام اللفظي الحقيقي ، فإذا كان هذا الكلام النفسي ثابتًا ؛ فما الدليل على أنه كلام الله ؟ الجواب : ما دليل على هذا سوى أوهام تقوم في أذهان المسلمين من كلام الله الحقيقي ، فـ ... بسبب هذه الأوهام إلى أن يلجؤوا إلى الكلام النفسي ... .

السائل : ... .

الشيخ : فنحن نردُّ تبعًا لعلمائنا من علماء السلف على هذا الكلام النفسي بطبيعة الكلام الإلهي الذي ذكرنا آنفًا إذا صح هذا التعبير أنه كلام مسموع ؛ فهل الكلام النفسي مسموع ؟ الجواب : لا ، الكلام النفسي غير مسموع ، أما كلام الله - عز وجل - الذي صرَّحَ به في القرآن فهو كلام مسموع ؛ حيث قال - عز وجل - (( فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى )) ، كذلك كلُّ المخاطبات التي تجري بين الله وبين أنبيائه ورسله ، بين الله وبين ملائكته ، بين الله وبين عباده الصالحين ، بين الله وبين بعض عباده الكافرين ؛ كلُّ هذه المخاطبات معناه حتى الكفار يسمعون .

... يسمعه المؤمن والكافر ، كذلك المؤمن إذا تكلَّم يسمعه المؤمن والكافر ... هذا طبيعة الكلام البشري ، كذلك نقول : صفة الكلام البشري للإله - سبحانه وتعالى - هو أنه مسموع .

... سواء من الصالح أو من الطالح ، نصوص الكتاب والسنة صريحة في ذلك ؛ لذلك فلا يصحُّ تأويل الكلام الإلهي المذكور في القرآن والسنة بأنه هو الكلام النفسي ؛ لأن الكلام النفسي لا يُسمع ، وإذا كان ولا بد من أن نصِف الله - عز وجل - بالكلام النفسي فنقول : هذا شيء ، والكلام اللفظي الحقيقي شيء آخر ، والكتاب والسنة حينما يتكلَّم عن الكلام الإلهي فإنما يعني هذا القسم الثاني ؛ الكلام اللفظي المسموع ، ولا يعني الكلام النفسي ، وحتى بعض العلماء من القدامى ما اعتقدوا أن لله كلامًا نفسيًّا ، بل كان هذا لا يضرُّ إذا ثبت ذلك نصُّ التذكير بالكلام اللفظي الحقيقي .

مواضيع متعلقة