استئناف الكلام حول حكم الصلاة خلف المبتدعة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
استئناف الكلام حول حكم الصلاة خلف المبتدعة ؟
A-
A=
A+
الشيخ : أردت أن أقول إن كثير من المسائل يقع فيها إفراط وتفريط ، فكثير من إخواننا المتمسكين بالسنة يرون عدم الصلاة وراء المبتدعة ، ونحن نقول هؤلاء المبتدعة إما أن يكونوا عندنا في حكمنا الذي ظهر لنا عليهم كفارا ، أو أن يكونوا مسلمين ؛ فإن كانوا كفارا فلا تصلح الصلاة خلفهم إجماعا ، وإن كانوا مسلمين فالصلاة خلفهم صحيحة ولو كانوا من المبتدعة أو كانوا ضالين في بعض المسائل التي خرجوا فيها عن السنة ، وعندنا حديث في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق الأئمة : ( يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم وإن أخطأوا فلكم وعليهم ) وحديث آخر في صحيح البخاري أيضا أن رجلا من الولاة ـ في بعض البلاد وأظنها المدينة في زمن الأمويين واسمه عقبة بن الوليد فيما أذكر صلى بالناس صلاة الفجر يوما أربع ركعات لأنه كان سكران شاربا لخمر فهو لا يدري ماذا يصلي ، ومن ضلاله حينما سلم من الصلاة قال لهم: " أزيدكم " ، هو صلى الفجر أربعا مع ذلك أزيدكم ، وما نقل إلينا والحديث في صحيح البخاري الذي يروي الأحاديث كما جاءت بحذافيرها تماما لم ينقل أن أولئك السلف أعادوا الصلاة التي صلاها بهم أربعا ؛ لماذا ؟ للحديث الأول ( يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم وإن أخطأوا فلكم وعليهم ) هذا من جهة ؛ ومن جهة أخرى هؤلاء المبتدعة لا شك أن الكثير منهم أرادوا الصواب فأخطئوه ، ولذلك فواجبنا نحن أن نحاول إرشادهم وهدايتهم وليس أن نتخذهم خصوما وأعداء لنا ؛ والمناط في هذه المسألة وهو ما ذكرته آنفا ما داموا مسلمون فلهم ما لنا وعليهم ما علينا ، وإذا خرجوا عن دائرة الإسلام وصاروا كفارا كالذين يقولون بوحدة الوجود مثلا فهؤلاء لا تصح الصلاة خلفهم ؛ لكن هؤلاء لا يقال إنهم مبتدعة ، المبتدعة مثل الخوارج مثل المعتزلة ، مثل المرجئة ؛ فهؤلاء أئمة الحديث كانوا يروون الحديث عنهم بشرط أن يكونوا صادقين فيما يروون وحافظين لرواياتهم ، وما كفروهم ولا أخرجوهم عن دائرة الإسلام ؛ لكن أعطوهم ما يستحقون من الحكم ألا وهو خروجهم عن السنة ؛ لذلك نحن لا نتحمس لتحذير الناس من الصلاة خلف المبتدعة بل كثيرا ما نسأل صراحة فلان الإمام يتوسل بالأولياء والصالحين هل نصلي خلفه ؟ أقول: نعم ، هل خرج بذلك عن دائرة الإسلام ... ؟ وبهذه الطريقة في اعتقادي يمكن تقريب وجوه النظر والاختلاف بين المسلمين ؛ أما إذا حكمنا على من ابتدع بدعة أو بدعا في الإسلام بأنهم خرجوا من الإسلام ازدادت شقة الخلاف بيننا وبين المسلمين ، وهذا بلا شك لا يجوز هذه وجهة نظرنا بالنسبة للصلاة وراء المبتدعة ؛ فما أدري إذا كان عندكم شيء من الملاحظات نسمعها ونستفيدها .

السائل : جزاك الله خيرا يا شيخ

الشيخ : وإياك

السائل : لأنه حتى الموقف السابق أو القديم الذي حضرتك وهو يسأل الحمد لله كان موقف حاد تجاههم وكان أساس هذا الأمر أصبح أساسا في تربية الشباب عندنا ، يعني أصبح من الصعب أن ينفكون عنه .

الشيخ : كيف الموقف السابق ما هو ؟

السائل : شيخ هو الموقف الحازم تجاه المبتدعة وعندنا المبتدعة كل من يتوسل فهو مبتدع ، كل من يستغيث فهو مبتدع بل يصل الحد إلى أن كل من لم يحرك أصبعه في التشهد يعني موقفا لا يكاد يكون طيب في هذا الأمر فالحمد لله

الشيخ : أي نعم

السائل : فأصبح أساس في موقف الشباب هذا أن الحدة تجاه القبوريين تجاه المتوسلين يعني حدة تامة لأنه عندنا يا شيخ القبوريين بصراحة أمرهم واضح وجلي واستغاثتهم بغير الله يعني واضحة ولا يخفيها منهم أحد بل ويعادون أهل السنة بها بل حتى ويمكرون على أهل السنة أحيانا وكما هو موجود الآن وتسبب هذا في مشاكل ؛ فعندما سمعوا هذه الفتوى منهم من بقي يلتفت يمينا وشمالا ، إلا أن الحمد لله موقف أهل العلم عندنا كان واضحا وفهموا مرادك يا شيخ فالحمد لله وضحوا الأمور ..

الشيخ : على كل حال بارك الله فيك

السائل : وفيكم بارك الله

الشيخ : هذا الذي تذكره بالنسبة لبلدكم ، فالبلاء عام في كل بلاد الدنيا هكذا يعني أهل البدعة يخاصمون أهل السنة وينبزونهم بكثير من الألقاب السيئة ولا يكتفون بذلك بل يتقولون عليهم الأقاويل ويفترون عليهم الأكاذيب ، في سوريا هكذا كنا وهنا لا نعدم أن نجد أيضا من يرمي أتباع السنة أو السلفيين بما ليس فيهم ؛ لكن الذي أريد أن أقوله بالنسبة لإخواننا في الغيب الذين يعيشون في العراق أو في غيرها من البلاد هؤلاء لم يتصلوا مع الألباني كثيرا لا شخصيا ولا علميا .

مواضيع متعلقة