تمثيل الشيخ نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تقدُّم رمضان بصوم يوم أو يومين بنهيه - أيضًا - عن وصل الفرض بالنَّفل بعدها . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تمثيل الشيخ نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تقدُّم رمضان بصوم يوم أو يومين بنهيه - أيضًا - عن وصل الفرض بالنَّفل بعدها .
A-
A=
A+
الشيخ : ومن هذا القبيل تمامًا ما جاء في " صحيح مسلم " من نهي الرسول - عليه الصلاة والسلام - أن يصلَ فرض الجمعة بالسنة التي بعدها ، فأمَرَ بالفصل بين الفرض والتطوُّع إما بالكلام وإما بالخروج والانصراف ، نهى الرسول - عليه السلام - عن وصل الفرض بالسنة التي بعده ، هذا - أيضًا - من باب سدِّ الذريعة أن يُوصل بالفرض ما ليس منه ، فيوم الجمعة بصورة خاصَّة وكل الفرائض بصورة عامَّة ينبغي بعد السلام الفصل إما بالخروج وتغيير المكان ، وإما أن تتكلَّم مع صاحبك بكلام عادي ؛ تحقيقًا للفصل ؛ علمًا أن الأمر كما قال - عليه الصلاة والسلام - بالنسبة للصلاة : ( تحريمُها التكبير ، وتحليلُها التسليم ) ؛ يعني يحلُّ لك ما كان حرامًا من قبل في الصلاة بمجرَّد قولك : السلام عليكم ورحمة الله في التسليمة الأولى ، ولكن من باب التأكيد لهذا الفصل بأكثر من السلام ، ومن باب سدِّ الذريعة أن يُوصل بهذه الفريضة وهي فريضة صلاة شيء ليس منها ؛ أكَّد الرسول - عليه السلام - على المصلي أن يتكلَّم أو أن ينصرف يمين يسار قدَّام وخلف .

كلُّ هذا يؤكد هذا الأمر الذي أمر به الرسول - عليه السلام - أن لا يتقدَّم بين يدي رمضان بصوم يوم أو يومين ؛ ليبقى شهر رمضان بدون زيادة عليه ، كما أنه لا يجوز النقص منه ، والزائد - كما يقول العامة - أخو الناقص .

يقول : ( لا تقدَّموا رمضان بصوم يومٍ أو يومين ) . هل هذا النهي على إطلاقه ؟

يقول الرسول - عليه السلام - جوابًا على هذا السؤال : ( إلا رجلٌ كان يصوم صومًا فليصُمْه ) . هذا الاستثناء يوضِّح أن النهي السابق إنما هو خاصٌّ لمن يتعمَّد التقدُّم بين يدي رمضان بصوم يومٍ أو يومين ، أما إنسان آخر له نظام من الصيام ؛ - مثلًا - أن يكون من عادته اتباع السنة المعروفة أن يصوم من كلِّ أسبوع يوم الاثنين ويوم الخميس ، فاتَّفق أن جاء يوم الخميس ، وكان ذلك قبل رمضان بيوم ؛ فهل يدخل في هذا النهي : ( لا تقدَّموا رمضان بصوم يوم أو يومين ) ؟

الجواب : لا ، ( إلا رجلٌ كان يصوم صومًا فليصُمْه ) ، فهذا الذي اعتاد هذا الصيام المشروع له أن يتقدَّمَ رمضان بمثل هذا الصيام ؛ لأنه لم يتقصَّد هذا التقدُّم ، وكأن المقصود مباشرةً بهذا النهي هو صيام يوم الشك الذي سيأتي الحديث الخاصُّ فيه ؛ لأن الذي يصوم يوم الشك يصوم اليوم الذي هو بين يدي رمضان ، ولم يثبت بعد أنَّ هذا اليوم - أي : يوم الشك - هو من رمضان فيصومه احتياطًا .

مواضيع متعلقة