ما المقصود من النهي عن الصلاة في المقابر ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما المقصود من النهي عن الصلاة في المقابر ؟
A-
A=
A+
السائل : يذكر : ذكرتم في كتابكم " أحكام الجنائز " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الصلاة في المقابر ، السؤال : ما المقصود بالصلاة في المقابر ؟ هل يُقصد بين المقابر ؟ أو أن يكون القبر تجاه قبلة المصلي ؟ لأننا نجد كثيرًا من المقابر توجد فيها مصلَّى للصلاة على الميت ؟

الشيخ : المقصود أعمُّ من الصلاة تجاه القبر ؛ لأن الصلاة تجاه القبر قد جاء النهي الصريح عنه ؛ ألا وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لا تجلسوا على القبور ، ولا تصلوا إليها ) ، أما النهي عن الصلاة في المقابر أو في المقبرة ؛ فهذا حكم أعمُّ وأشمل من الحكم الأول الذي جاء في الحديث الذي ذكرناه ، ومما يؤكد هذا تلك الأحاديث الكثيرة التي جاءت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - صحيحة ، بل ربَّما تبلغ مبلغ التواتر من النهي عن الصلاة في المساجد المبنيَّة على القبور ، فلو كان هناك مسجد فيه قبر واحد ؛ فالصلاة في هذا المسجد لا تصحُّ ، لِمَ ؟ لأن ذلك المكان بوجود ذلك القبر له حكم المقبرة ، على خلاف ما يُذكر في بعض كتب الحنابلة وغيرهم ؛ من أن المكان لا يُسمَّى مقبرة إلا إذا كان فيه ثلاثة قبور ، فإن هذا القول لا ينطبق أو لا يمشي مع المقبرة لغةً ولا شرعًا كما بيَّن ذلك شيخ الإسلام - رحمه الله - في بعض كتبه .

السائل : ... .

الشيخ : جزاك الله خير ، المكان المُتَّخذ للصلاة على الجنازة إذا كان مفصولًا عن المقبرة ؛ فهو أمر جائز ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي على الجنازة في المصلَّى ، وكان المصلى بجانب القبر ، فكون المصلَّى بجانب القبر أو القبور شيء ، وكونه محجوز منفصل عن المقبرة شيء آخر ، فيجب النظر في واقع المصلَّى الذي يوجد في بعض البلاد ؛ هل هو مفصول على المقبرة أم الذين يصلون في هذا المصلى يصلون إما بين المقبرة ، أو بين المقابر ، أو إلى المقابر ، هذا التفصيل لا بدَّ من مراعاته .

مواضيع متعلقة