نرجو من فضيلتكم بيان القياس المعتبر شرعاً .؟ ومتى يلجأ إليه .؟ (الكلام على مسألة الكلام في الصلاة هل يبطله) - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
نرجو من فضيلتكم بيان القياس المعتبر شرعاً .؟ ومتى يلجأ إليه .؟ (الكلام على مسألة الكلام في الصلاة هل يبطله)
A-
A=
A+
السائل : شكرا لفضيلة الشيخ .

الشيخ : عفوا .

السائل : الحقيقة كنا نود أن تطوف حول مسألة القياس عندما ذكرته كمصدر من مصادر الشريعة إذ أنني أرى كثيرا من المسلمين يجعلون من القياس قياسا عقليا دون الاستناد إلى أدلة شرعية أو إلى علة شرعية حين عمل القياس فأرجو من فضيلتكم الطواف حول هذه المسألة حتى يفهمها المسلمون وشكرا

الشيخ : نعم وإن كان هذا السؤال علمي ودقيق ولا يناسب الجمهور ولكن لا بد لي من كلمة نحن ألمحنا في جوابنا السابق ما أدري كنت أنت قبل الصلاة هنا؟

السائل : كنت نعم

الشيخ : ألمحنا إلى أن القياس لا يجوز إدخاله في العبادات لأن القياس إنما شرع لحل أمور أو للإجابة عن حوادث لا يمكننا أن نجد لها نصا من كتاب الله أو من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحينئذ لا بد لنا من الرجوع إلى القياس لكن الحقيقة أن هذا القياس تفرق فيه علماء المسلمين فضلا عن غيرهم إلى مذاهب كثيرة فمنهم من أنكر القياس جملة وتفصيلا وهؤلاء هم الذين يعرفون عند العلماء بأهل الظاهر وعلى رأسهم داود الأصبهاني وهذا ليس له آثار مطبوعة معروفة اليوم ويليه الإمام أبو محمد بن حزم وهذا هو حامل راية محاربة القياس تأصيلا وتفريعا وبخاصة في كتابه المعروف بالمحلى وعلى الطرف المقابل للظاهريين هؤلاء الأحناف حيث أنهم توسعوا في استعمال القياس توسعا غير مرضي عنه شرعا إطلاقا وليس فقط في توسيع دائرة التكاليف بل وفي مخالفة النصوص فمن المسائل التي كنا قرأناها إبان دراستنا لفقه آبائنا وأجدادنا الألبانيين حيث لا يعرفون الإسلام إلا أنه المذهب الحنفي قرأنا في مبطلات الصلاة أو مفسدات الصلاة الكلام عمدا أو سهوا قلنا عمدا هذا أمر متفق عليه بين علماء المسلمين المصلي يتكلم مع المصلي بجانبه أو بآخر لا يصلي فهذا كلام كما جاء في الحديث الصحيح ( لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ) وهذا له مناسبة لكن كيف الكلام في الصلاة سهوا يبطلها؟ لما رجعنا إلى الشروح وإلى الحواشي وإذا بهم يقولون الصلاة يبطلها الكلام عمدا أو سهوا قياسا على العمد قياسا على العمد هذا قياس النقيض على النقيض هذا لا ينبغي أن يقع في مثله مسلم لكن هذا قد وقع وكما قال القائل القديم : " قد كان ما قد خفت أن يكون إنا إلى الله راجعون " توسط بعض الأئمة في هذه المسألة وخير كلمة يمكنني أن أذكرها في هذه المناسبة وأجعلها عمدة القائسين المعتدلين هي كلمة الإمام الشافعي رحمه الله حيث قال : " القياس ضرورة فلا يصار إلى القياس إلا إلى الضرورة "

مواضيع متعلقة