بيان مذهب السلف في كلام الله - تعالى - مع الرَّدِّ على المخالفين في ذلك من المعتزلة والأشاعرة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان مذهب السلف في كلام الله - تعالى - مع الرَّدِّ على المخالفين في ذلك من المعتزلة والأشاعرة .
A-
A=
A+
الشيخ : كذلك الكلام الإلهي ، وهذه نقطة مهمَّة جدًّا ، أنكروا الكلام الإلهي ؛ الأشاعرة والمعتزلة ، لكن المعتزلة كانوا أصرح من الأشاعرة ، المعتزلة صرَّحوا أن الله لا يتكلَّم ، الأشاعرة بيقولوا : كيف لا يتكلَّم ؟ الله قال : (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا )) ، لكن لما يفسروا الكلام بينتهوا إلى الاعتزال . طيب ... لأن المعتزلة شو بيقولوا ؟ الله إذا بدنا نوصفه بأنَّه يتكلَّم شبَّهناه المخلوقات ؛ شبَّهناه بالإنسان اللي بيتكلم !! وهاللي بيتكلم له شفتين وله أسنان ... ما بيمشي الحال إلا بدو يكون في أضراس ، ولا بد ما يكون في لهاة ، والعياذ بالله من هالتفاصيل هذه ! فالأشاعرة التقوا مع المعتزلة أن الله لا يتكلَّم كلامًا يُسمع ؛ لأن كلام الإنسان يُسمع ، الله ليس كالإنسان .

السائل : كان ينفوا الصفة ... .

الشيخ : ولذلك قالوا اخترعوا شيء لا وجود له في السنة فضلًا عن القرآن ؛ قالوا : الكلام النفسي ، كلام الله بيتكلم ، لكن كلامه نفسي ؛ يعني الكلام النفسي هو العلم الإلهي ، العلم الإلهي لا يُسمع ولا يُرى ولا ؛ لأنه صفة قائمة به - تبارك وتعالى - ، الكلام النفسي لا يُلفظ ولا يُقرأ ولا يُسمع ؛ ولذلك تجد بعض المعاصرين من الأشاعرة بيجادل في بعض حواشيه المعتزلة اللي بينكروا الكلام الإلهي والأشاعرة في زعمهم ... كيف أنتم بتنكروا الكلام الإلهي ؟

أليس الله بقادر لمَّا كلَّم موسى تكليمًا ؛ أليس الله بقادر أن يُفهِمَ موسى كلامه النفسي ؟ والله يقول له لموسى : (( فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا )) ، (( فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى )) ؛ بالرغم من الآية هَيْ شو بيقول الأشعري للمعتزلي ؟ الله مو قادر أنُّو يفهمه الكلام النفسي الذي لا يُسمع ؟ والله يقول له في القرآن : (( فَاسْتَمِعْ )) ، وهل يصح لغةً يُقال استمع للي لا يُسمع ؟!

السائل : معناها بدو يسمع ... .

الشيخ : من أجل هذه التأويلات يسمُّوا علماء السلف الأشاعرة وأمثالهم بأنهم معطِّلة ؛ لأنُّو التعطيل هو الجحد والإنكار ؛ فهلَّا أنكروا الكلام الإلهي ؟ ولذلك في شروحهم المبسَّطة والمطوَّلة بيصرحوا أنُّو هذا القرآن اللي المسلمون مجمعون على أنه كلام الله هذا مش كلام الله ؛ ككلام يقرأ وكما قال - عليه السلام - : ( مَن قرأ القرآن فله بكلِّ حرف عشر حسنات ، لا أقول : (( ألم )) حرف ، بل ألف حرف ، لام حرف ، ميم حرف ) . في ألف عند الله ؟ في لام ؟ في ميم ؟ ما في شي من هذا أبدًا ؛ لأنُّو هذا كلام نفسي ؛ ولذلك بيقولوا هنّ أنُّو الكلام كله شيء واحد ، فهو منذ الأزل يقول : (( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى )) ، منذ الأزل بيقول مش بمناسبة خاطبه ربِّه .

السائل : قبل خلقه يعني .

الشيخ : طبعًا للأسف ، موسى وُجد فيما بعد ، فمنذ الأزل وربنا يقول : (( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى )) ، منذ الأزل يقول له : (( أَلْقِ عَصَاكَ )) ؛ أشياء سخيفة جدًّا من حيث المنطق ، وخطيرة جدًّا من حيث العقيدة ؛ لأنُّو معناه جحد القرآن كله ، هذا كله من بركات التأويل ، وما في حاجه له إطلاقًا !! قولوا يا جماعة ربنا بيتكلم لكن كلامه ليس ككلام الـ ... ، ومن عجائب قدرة الله - عز وجل - أن خلق لهم المسجِّلة ، خلق لهم الراديو ، شوف بيتكلم بدون أسنان بدون شفتين بدون حنجرة بدون أيِّ شيء ، فالخالق اللي خلق هذا الجهاز مو ممكن يكون يعني ليس كالبشر ؟ الله أكبر ! (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) .

السائل : طيب أستاذ ، اللي يتبنَّى آراءهم هم الصوفية ... المعتزلة والأشاعرة ... حاليًّا يتمسَّك بهم .

الشيخ : آ ؟

السائل : ومبسوطين .

سائل آخر : ... طيب ، هم ما ... صفة الكلام عن صفة السَّمع ؛ فكيف يفسِّروا السمع ... نفس الشيء ؟ الأشاعرة ولَّا فقط ... ؟

الشيخ : ... أقول لك : هم متناقضين .

سائل آخر : آ ، في تارةً كذا وتارةً ... .

الشيخ : هذا هو ... .

مواضيع متعلقة