سئل عن مسألة إلصاق الكعب بالكعب.؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
سئل عن مسألة إلصاق الكعب بالكعب.؟
A-
A=
A+
الشيخ : غيره .

السائل : في معرض الحديث عن تطبيق السنة ، تطرق بعضهم إلى فعل بعض الناس ، كالاهتمام الشديد بعملية رص الصفوف ، وإلصاق الأقدام بالأقدام والمناكب ، فقال: نظرت في الحديث والحديث في البخاري ، فرأيت أن السنة هي تسوية الصف أما إلصاق المنكب بالمنكب ، والقدم بالقدم فهي ليست سنة وإنما من قول النعمان بن بشير: " كنا رأيتنا يلصق أحدنا " فقال: تأملت الحديث ، فوجدت أن السنة التسوية ، وليست الإلصاق ، فيكون الذين يحرصون على عملية إشغال أنفسهم والناس بإلصاق المناكب والأقدام يتمسكون بشيء ليس من السنة ، فما تعليقكم على هذا القول ؟

الشيخ : تعليقي عليه ، أن الرجل يبدو مما نقلت ، والعهدة على الراوي .

السائل : إن شاء الله ما ننقل إلا ما سمعناه بالأذن .

الشيخ : جميل ، إن الرجل لا علم عنده بأصول الحديث والفقه ، إذا جاء حديث فيه من السنة كذا ، كيف يفهم هذا الرجل هذه الكلمة ، ليس كلامًا للنبي صلى الله عليه وسلم وإنما كلام صحابي ، يقول من السنة كذا ، كيف يفهم هذا الكلام ، إذا رجعنا إلى علم المصطلح ، يقولون قول الصحابي خاصة من السنة كذا في حكم المرفوع ، وهناك كثير من الأحكام الشرعية تؤخذ من مثل هذه الروايات الصحيحة ، ليس فيها ذكر للرسول أنه أمر أو فعل أو نحو ذلك ، وإنما هو مجرد نقل عن بعض الصحابة للواقع الذي كان في عهد الرسول عليه السلام ، فإذا كان هذا الرجل يعترف بهذا العلم ، فيكون مخطئًا أشد الخطأ حينما يقول ما نقلت عنه ، وإذا كان لا يعترف أو لا يعلم ، فنقول له: ليتعلم .

السائل : نستطيع أن نقول يا شيخ أن ذلك من السنة .

الشيخ : اذا سمحت . هو كذلك ، لكني أردت أن أقول شيئًا آخر ، تُرى هذا الذي فُعل من الصحابة ، حينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهم بتسوية الصفوف ، هذا فهم منهم أم جهل ؟

السائل : فهم .

الشيخ : هذه مقدمة أولى ، مقدمة ثانية إما أن نفترض أن هذا الفهم المقترن بالتطبيق ما اطّلع عليه الرسول عليه السلام أيكون فهمنا نحن الخلف مُقدمًا على فهم أولئك السلف أم العكس هو الصواب ؟

السائل : يُقدم فهمهم .

الشيخ : فهمهم طيب ، هذا على افتراض أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلع على ذلك ، لكننا سنقول قولا آخر ، إذا احتمل أن هذا الفعل الذي فعلوه خلف النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم اطلع عليه واحتمل أنه لم يطّلع عليه ، فأي الاحتمالين أقوى ؟ اطّلع أم لم يطّلع ؟

السائل : اطّلع .

الشيخ : طيب ، هل يجادل هذا الإنسان الذي نقلت عنه ما نقلت في هذه الحقيقة ؟ أظنه يجادل ؛ ذلك لأنه لا علم عنده بالسنة ، هكذا أنا أقول والعهدة عليك أنت آه ؛ لأنه لو كان عنده علم بالسنة أنا أعرف بالتجربة أن من كان عنده بالسنة ، ولو كان قد نسي رواياتها وألفاظها وو إلى آخره ، لكنه متشبع بفقهها وفهمها ، فإذا ما نزلت به نازلة واضطر إلى أن يهيئ لها جوابًا ، الكمبيوتر الإلهي في ذهنه بلحظات يجمع السنة التي قضى حياته ودهره في دراستها ، وإذا به يطلع الجواب كما يخرج من هذا الجهاز الذي توافر عليه ألوف العلماء وفي سنوات طويلة وطويلة جدًا ، منشا يهيئ الجواب بلحظات ، لكن هذا صُنع رب العالمين ، فهو أقوى وأقدر وإلى آخره ، ولذلك أنا أقول هذا الإنسان لو كان دارسًا للسنة لعرف أولا أن كل شيء وقع في عهد الرسول عليه السلام ولم يأت إنكار أو تشريع جديد منه ، فحكمه حكم إقراره ورؤيته إياه ، وبخاصة إذا كان في الصلاة ..

السائل : سيراهم من خلفه .

الشيخ : هذا الذي أردت أن أمهد للوصول إليه ، وبخاصة أن الرسول عليه السلام قال: ( إني أراكم من خلفي ، كما أراكم من أمامي ) ، طيب ، هذا يقال أنه هذا عمل الصحابي سامحه الله ، سامحه الله إن كان سلفيًا ، أما إن كان ... .

السائل : الرجل لا أريد أن أذكر اسمه ، لكنه سلفي والمشكلة الآن القائمة من فترة حديثة في السعودية بالذات أن هناك بعض التشددات من بعض الإخوة السلفية .

الشيخ : ممكن .

السائل : فهذه أوجدت عند بعض الفضلاء من العلماء ، حتى أعطيكم مثالا عنهم حتى الشيخ محمد ابن عثميمين بدأ يقول بنقولات فيها شيء من المرونة بزعمهم أنهم يريدون أن يحتووا هذه المخالفات ، لكن الرجل الذي أنقل عنه ، أولا أريد أن أطمئنكم إن شاء الله أن النقل صحيح ، وأن الرجل على جانب من العلم بالسنة ، والالتزام السلفي ولكن حتى الشيخ ابن باز جزاه الله خير .

الشيخ : آمين .

السائل : بدأ أيضًا ببعض مثل هذه التنازلات ، إذا صح التعبير حتى يعني يحتوي هذه الظاهرة .

الشيخ : نعم أتدري ما هو السبب ؟

السائل : الله ورسوله أعلم ثم الشيخ .

الشيخ : لا ، هذا خطأ ، هذا خطأ ،

سائل آخر : هو ذكر السبب .

الشيخ : لا هو ما ذكر السبب ، هو ذكر سببًا ، لكن السبب الذي أنا أسأل عنه هو ما السبب الذي يحمل هؤلاء الأفاضل إلى محاولة الاحتواء الذي أشار إليه ، السبب يا أستاذ أن هذه السنن لم يقم بها أولئك العلماء أنفسهم ، إنما فرضت عليهم فرضًا ، وربما لو أمعنت النظر أنت فيهم ، لوجدتم هم يخالفون هذه السنن ، وما أدري هل تأملت أم ما كان هناك ما يبرر لك التأمل ، هم لا يفعلون هذه السنن ، فلو أنهم منذ نعومة أظفارهم ، منذ أن فتح الله قلوبهم للعلم بالكتاب والسنة ، أخذوا يعيشون السنة بين أصحابهم وجماعاتهم لكانت النتيجة كما فعل محمد بن عبد الوهاب بدعوة التوحيد ، الآن ما في السعودية من يُنكر دعوة التوحيد ، لكن في البلاد الأخرى ؟ لا يزال الأمر في سوريا ومصر وا وا إلى آخره ، ويكفي أن هذه وهابية وخلاص ، لكن لو كان هناك سنة منتشرة بين أهل العلم ، هذه السنن الفعلية لوجدت العامة لا يختلفون ولا يتناطحون ولا يتخاصمون ، لكن السبب أنه الآن مع الأسف العلماء أنفسهم منقسمين إلى قسمين ، بالتالي أتباعهم ناس يدعون إلى السنة بدون أي تحفظ ، هكذا السنة : (( فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر )) ، ناس يقولوا يا أخي ما بدنا نعمل تشويش ، ما بدنا نعمل تفريق وو إلى آخره ، يا أخي شوفوا سبب التفريق ما هو ، سبب التفريق ليست السنة ، وإنما هو الجهل بالسنة ، الجهل بالسنة إذًا هم عليهم أن ينشروا السنة ، وأن يدعوا الناس بالتي هي أحسن إلى تطبيق السنة ، وأنا لا أخالفهم أبدا في أن يتعاطوا الحكمة في ذلك ، أما أن يحاربوا أهل السنة من أجل المخالفين للسنة ؟ لا ، وأنا أقول كلمة حق هنا ، بدل أن نقول لأتباع السنة يعني زيد من أهل العلم ، يرى أنه هذه السنة سنة تسوية الصف ، غير الرأي الذي نقلته وقد دحضناه دحضًا ، يرى أنه فعلا هذا من السنة ، لكن يجد أن هذه السنة تعمل مشاكل وأنا من أعرف الناس بها ، طيب ، فبدل أن ينكر على هؤلاء الذين يحيبون هذه السنة خليه ينكر على الجهلة ، خليه يقول لهم يا جماعة اتقوا الله ، هذا الذي يفعله هؤلاء هو السنة ، أنتم ما عرفتم السنة ومن جهل شيئا عاداه ، ولا مانع عندي من الطرف الثاني أنه يلتفتوا لأهل السنة رويدًا رويدًا بالهوينة إلى آخره ، أما رأسًا محاربة أهل السنة لأنهم هم يجدوا الفرقة ، وترك أهل البدعة المخالفين للسنة ، أوردها سعدٌ وسعدُ مشتمل ما هكذا يا سعدُ تورد الإبل .

السائل : شيخنا ، بارك الله فيك .

أبو ليلى : شيخنا تنبيه على قوله الله ورسوله أعلم ... .

السائل : لعلي أخطأت فيها .

الشيخ : أنا قلت له هذه الكلمة ، ومسجلة يعني .

مواضيع متعلقة