هل المأموم يسلم بعد التسليمة الثانية للإمام أم بعد التسليمة الأولى ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل المأموم يسلم بعد التسليمة الثانية للإمام أم بعد التسليمة الأولى ؟
A-
A=
A+
السائل : ... المعلومة السابقة التي كانت عندي أنه بعد أن يسلم الإمام التسليمتين المأموم يسلم ، ولكن والله أعلم رأيتك ... ؟

الشيخ : هذا ليس أصل ، هذا ليس له أصل في السنة أبدًا ، بل ظاهر الأدلة تُوجب خلاف ذلك ؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إنما جعل الإمام ليُؤتم به ، فإذا كبر فكبروا ، وإذا ركع فاركعوا ، وإذا قال : سمع الله لمن حمده ، فقولوا ربنا ولك الحمد ... ) إلى آخر الحديث ، فهنا إذا سلَّم الإمام التسليمة الأولى - لغةً - أيقال سلَّم الإمام أم لا ؟ أظنُّكم - وأنتم العرب - ستوافقونني وأنا أعجميٌّ على أن المعنى إذا سلم الإمام التسليمة الأولى أنه سلم الإمام ، فحينئذٍ لماذا لا نقول : ( إنما جعل الإمام ليُؤتم به ) ، وعلى قياس ما سبق من ذكر الرسول لبعض أفراد الصلاة وواجباتها ( إذا كبر فكبروا وإذا قال سمع الله لمن حمده ) إلى آخره ، لماذا لا نقول إذا سلم الإمام فسلموا ، لا سيما أن هناك سنة معروفة عند أهل السنة مجهولة عند غالب المتمذهبين ببعض المذاهب ؛ أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يقتصر أحيانًا على تسليمة واحدة ، فلو أنا أمَمْتُكم - مثلًا - وأردت أن أحيي معكم هذه السّنّة ، فقلت : " السلام عليكم " وسكتُّ ، فتنتظرون ماذا ؟ تنتظرون التسليمة الثانية أين الدليل على هذا ؟ إذا سلم الإمام فسلموا ، هذا الانتظار إنما يصحُّ أن يُتبنى ، وأن يقال فيما لو كان من رأينا أن كلًّا من التسليمتين هو شرط أو ركن من أركان الصلاة ، بمعنى قول الرسول - عليه السلام - : ( تحريمها التكبير ، وتحليلها التسليم ) ، التسليم هنا هل نفسِّره بالتسليمتين أم نفسِّره بالتسليمة الأولى ؟ لا شكَّ أن التفسير الثاني هو الصواب على ضوء ما ذكرنا من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقتصر أحيانًا على التسليمة الواحدة ، فما دام أن التسليمة الثانية ليست شرطًا ، وإنما هي سنّة مكمّلة ، إنما الفرض إنما هو التسليمة الأولى ، فإذا سلم الإمام التسليمة الأولى ؛ هل حلَّ بذلك خروج المصلي من الصلاة ؟ الجواب : نعم ، إذن تحليلها التسليم ، أي : التسليم الأول ، فإذا قال الإمام إذًا السلام عليكم ، فنحن نتابعه ولا نتخلَّف عنه ، فإذا انضمَّ إلى ذلك أنه أتى بالتسليمة الثانية كما هو عمل عامة الأئمة نتابعه - أيضًا - في ذلك ، لكننا إذا تبنَّينا أن التسليم من المقتدي يكون بعد أن يسلم الإمام التسليمة الثانية فربَّما - بالإضافة إلى المخالفة لما ذكرنا - ربما وقفنا هكذا ننتظر تسليمة الإمام التسليمة الثانية ، وسوف لا يفعل ، لهذا وذاك نقول نحن إذا سلم التسليمة الأولى فسلموا ، وإن سلَّم - أقول إن - إن سلم التسليمة الثانية فسلموا ، وإن لم يسلِّم فانتظروا إنا معكم من المنتظرين ؟ لا .

هذا ما عندي والحمد لله رب العالمين .

مواضيع متعلقة