هل مَن فَعَلَ فعل أبي بكرة - رضي الله عنه - في إدراكه للركوع كلما جاء ووجد الإمام راكعًا ركعَ دون الصَّفِّ ثم التحق بالصَّفِّ ؛ هل هذا أصاب السُّنَّة أم خالف في ذلك ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل مَن فَعَلَ فعل أبي بكرة - رضي الله عنه - في إدراكه للركوع كلما جاء ووجد الإمام راكعًا ركعَ دون الصَّفِّ ثم التحق بالصَّفِّ ؛ هل هذا أصاب السُّنَّة أم خالف في ذلك ؟
A-
A=
A+
السائل : طيب شيخنا ، بعض إخواننا - عفوًا - يفعل فعل أبي بكرة ؛ يعني بشكل متواصل ، وأنا قلت له ... .

الشيخ : عفوًا ، ماذا تعني بفعل أبي بكرة ؟

السائل : ركع دون الصَّفِّ .

الشيخ : ثم بقولك : بشكل متواصل ؛ ماذا تعني ؟

السائل : أنه ركع دون الصف ، وهذا يأتي كلما أتى يفعل هذا الفعل يركع دون الصف ، ثم يمشي راكعًا إلى أن يقف في الصف ، فقلت : إنما فَعَلَها أبو بكرة مرَّة واحدة ، شايف كيف ؟ لكن هذا كلما دخل وجدهم ركوعًا ركع دون الصف ثم التحق بالصف ؛ هذا أصاب السنة أم هو خالف في ذلك ؟

الشيخ : طيب ؛ إذا أنت تقول هكذا ؛ فماذا تفعل إذا أنت فعلت فعل أبي بكرة مرَّة واحدة كما تقول ، ثم جئت مرَّة أخرى بعد أيام أو أسابيع أو سنين ؛ فماذا تفعل إذا وجدت الإمام راكعًا ؟

السائل : أفعل . [ يضحك الشيخ والسائل ! ] .

الشيخ : إذًا تقييدك المذكور في كلامك لا وزنَ له من ناحية العلم ، هذا اسمه مُجادلة فيما يرى المُجادِل ؛ يعني إقناعه بلسانه هو ، لكن خير من هذا أن نذكِّر أن قولك أن أبا بكرة لم يفعل ذلك إلا مرَّةً واحدةً هذه دعوة ، من أين لك أن أبا بكرة لم يفعل ذلك إلا مرَّة واحدة ؟ أنت إذا أردت أن تقول نحو هذا القول فتقول أنَّ القصة وقعت لأبي بكرة مع الرسول مرَّة واحدة ، أما أنُّو هو ما فعل إلا مرة واحدة هذا ما ينبغي أن يقال ، هذا أوَّلًا .

ثانيًا : عندنا حديث غير حديث أبي بكرة ؛ وهو الجواب في الصُّلب كما يُقال بالنسبة لسؤالك ؛ وهو حديث عبد الله بن الزبير - رضي الله تعالى عنهما - قال : " من السنة " في هون مرة وحدة ؟

السائل : لأ .

الشيخ : آ ، " من السنة إذا دخل الرجل المسجد ووجد الإمام راكعًا أن يركع حيث هو ، ثم يدبُّ راكعًا حتى يدخل في الصف " .

إذًا هذه من السنة ؛ يعني متى ما دخل المصلي إلى المسجد وجد الإمام راكعًا ، فيركع حيث هو ، ويدبُّ راكعًا حتى يدخل إلى الصف ، هذا ثانيًا . وثالثًا : أنني ذكرت لبعض إخواننا قريبًا نحن الآن في إعادة طبع المجلد الأول من " سلسلة الأحاديث الصحيحة " ، وفي هذا المجلد حديث ابن الزبير هذا ، هناك ذاك الرجل الذي لا بد أنكم سمعتم عنه " ابن عبد المنَّان " الذي وضع دأبه بدأب الأحاديث الصحيحة يضعِّفها ولو كانت الأمَّة قد أجمعت على تصحيحها ، فقد جاء إلى ثلاثة أحاديث من " السلسلة الصحيحة " وضعَّفَها ، فأنا تتبَّعت هذا الرجل وتضعيفه للأحاديث الصحيحة في بعض الاستدراكات في الطبعة الجديدة هذه ، المهم أن الله - عز وجل - وأنا في البحث وفَّقني لرواية مهمَّة جدًّا تتعلق بحديث أبي بكرة ؛ لأن الحقيقة أنَّ حديث أبي بكرة اختلف العلماء في تفسير قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( زادَكَ الله حرصًا ولا تَعُدْ ) ، ما معنى : ( ولا تَعُدْ ) ؟ لا تعد إلى الركض ، لا تعد إلى الركوع خارج الصف ، لا ، لا ، إلى آخره . في هناك طبعًا أقوال ترجِّح ( لا تَعُدْ )؛ يعني إلى أن تجهد نفسك وتُسرع في السير .

بعضهم قال : لا ، ( لا تَعُدْ ) يعني إلى أن تطمع في إدراك الإمام في الركوع بأن تركع خارج الصف ، فوُفِّقت أخيرًا إلى رواية بسند صحيح عن أبي بكرة يُوافق تمامًا حديث ابن الزبير ؛ يقول : " إذا دخل الرجل المسجد والإمام راكع ركع حيث هو ، ثم مشى حتى يدخل الصف " ، نفس أبي بكرة يأتي بهذه القصة مؤيِّدًا ومرجِّحًا قول مَن قال من المحدثين : ( لا تَعُدْ ) لا يعني لا تَعُدْ إلى الركوع خارج الصف ، وإنما إلى العمل بالركض المنهيِّ عنه في الحديث المُتَّفق عليه بين البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إذا أتيتم الصلاة فأتوها وعليكم السكينة والوقار ، ولا تأتوها وأنتم تسعون ؛ فما أدركتم فصلُّوا ، وما فاتكم فأتمُّوا ) ، وفي رواية أبي بكرة هذه الجديدة فيها تأييد منه أو فهم منه لقوله - عليه السلام - له : ( زادَكَ الله حرصًا ) ؛ أي : هو لماذا ركع خارج الصف ؟ لِيُدرك الإمام ، ليدرك ما يُمكنه من الخير الكثير قال له - عليه السلام - : ( زادَكَ الله حرصًا ) ، لكن لا تَعُدْ إلى الركض ، وليس إلى الركوع الذي حرصت أن تدرك الخير بإدراكك للركوع ؛ فإذًا ما في مانع ... .

مواضيع متعلقة