لم يُروَ عن الصحابة أنهم كانوا يجهرون بالتأمين ، وإنما روي ذلك عنه - صلى الله عليه وسلم - ؛ فما التوجيه ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
لم يُروَ عن الصحابة أنهم كانوا يجهرون بالتأمين ، وإنما روي ذلك عنه - صلى الله عليه وسلم - ؛ فما التوجيه ؟
A-
A=
A+
السائل : لم يرُوَ أن الصحابة كانوا يرفعون أصواتهم بالتأمين ، وإنما روي ... الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنه أشهر و أعرف .

الشيخ : نحن أجبنا عن مثل هذا السؤال ، ونعيد القول فيه بيانًا وتوضيحًا ؛ وائل يذكر لنا ما أحسَّ به وما سمعه ؛ فإما أن نفترض بأنه سمع جهرَ الرسول - عليه السلام - وجهر الأصحاب الكِرام خلفه ، وإما أن نفترض أنَّه سمع جهرَ الرسول - عليه السلام - دون جهر الصحابة الكِرام ، فإذا نظرنا في حديثه فبأيِّ الفرضين اللذين افترضناهما يلتقي ويتَّفق ؟ هو بفرض أنه سمع الرسول فقط ولم يسمع الآخرين ، وإن افترضنا أنَّه سمع الصحابة - أيضًا - يُقال : كان من مقتضى الأمانة العلمية أن ينقُلَ إلى الجيل الذي يأتي بعده تمام ما رأى وتمام ما سمع ، وقد افترضنا أنه سَمِعَ الجهر من الصحابة كما سمع من النبي ؛ فما باله ينقل لنا بعضًا ويكتم عنَّا بعضًا ؟ هذا ما لا يليق بفرد من أفراد المسلمين من عامة المسلمين فضلًا أن يليق بصحابيٍ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - .

ثم ما الذي يضطرُّنا إلى أن نحشُرَ أنفُسَنا في هذا المأزق أن نقول أنَّ وائل روى البعض وترك البعض ؟ ما الذي ؟ لو كان عندنا سنَّة أخرى صريحة وصحيحة أن الصحابة كانوا يجهرون وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - كنَّا نقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ؛ إنَّ وائلًا حَفِظَ لنا البعض ونَسِيَ البعض ، ولكن سخَّر الله لنا مَن حفظ لنا البعض الآخر ، هذا يمكن أن نقوله إذا افترضنا أن بعض الصحابة حفظوا لنا جهر أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، أَمَا والواقع أنه لا يوجد مثل هذا الحفظ والواقع أن وائل بن حُجر هو من حُفَّاظ الصحابة ؛ فالمفروض أن يكون أدَّى إلينا الرسالة كما رآها وكما سمعها ، هذا ينبغي أن ندين الله به ولا نُسيئ الظَّنَّ أو لا نقول قولًا يؤدِّينا إلى إساءة الظَّنِّ بأحد أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - .

نعم .

مواضيع متعلقة