قصة وقعت للشيخ الألباني مع أحد الأزهريين حول مسألة علوِّ الله - تبارك وتعالى - . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
قصة وقعت للشيخ الألباني مع أحد الأزهريين حول مسألة علوِّ الله - تبارك وتعالى - .
A-
A=
A+
الشيخ : وأنا جرت مناقشة بيني وبين بعض الأزهريين منذ بضع سنين وأنا في منى في الحج في هذا الموضوع بالضَّبط ، واسمعوا هذا النقاش لتعلموا حيرةَ أهل العلم وتعلموا سلامة العقيدة السلفية .

حضر هذا الأزهري وأنا في درس مع بعض الحجاج هناك أتحدَّث لا أذكر الآن بالضبط ، دخل هو في الموضوع فأخذ يتَّهم إخواننا النجديين الذين بسموهم الوهابيين بأنهم مجسِّمة ، هذه الكلمة وين ما ذهبت في كلِّ بلاد الدنيا هدول الوهابيين مجسمة ، وما وقفوا عند هذا وعمَّموها السلفيين مجسِّمة ، قلنا له : ليه يا شيخ ؟ قال : يقولوا : أن الله فوق السموات . قلت له : هم بيقولوا ولَّا الله هيك يقول ؟ وقف هيك قليلًا ، قلت له : أَلَا تعلم أن الله يقول : (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) ؟ قال : نعم ، أعلم هذه الآية . قلت : إيش معاناها ؟ جاء بالتأويل ، فأبطلت إياه ، ثم دخلت معه في بحث الآتي ؛ كيف أنت تقول بالنسبة لِمَن يؤمن بأنَّ الله فوق المخلوقات كلها أنه في مكان ، سألته السؤال الآتي فأرجو أن تنتبهوا ، المكان أمرٍ وجوديٍ أم عدمي ؟

المقصود من هذا الكلام يعني له وجود إتيان ولَّا وهو شيء يتوهَّمه الإنسان ؟ مثل العنقاء مثلًا نضرب المثل فيها ، نتخيل طير عجيب جدًّا لا وجود له إلا في ذهن المتخيِّل ! أي : المكان هل هو شيء يتخيَّله الإنسان أم هو شيء وجودي ؟ قال : لا ، شيء وجودي . قلت له : أنا معك في ذلك ؛ لأن المكان من الكون ، (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) ، وبقوله هذا كان الكون كله ، فإذًا المكان أمرٌ وجودي نحن اتفقنا على هذا .

فالمهم ... أخرى قلت له : فوقنا السماء الأولى ؟ قال : نعم . قلت له : هذا مكان ؟ قال : نعم ، قلت له الثالثة والرابعة والسابعة مكان ؟ قال : نعم . قلت له : وبعد السابعة عرش الرحمن مكان ؟ قال : مكان . قلت له : فوق عرش الرحمن في مكان ؟ أو في شيء فوق عرش الرحمن ؟ أسمَعَني كلمة كنت أقرأها في بعض الكتب والرقائق قال : فوق العرش في الملائكة الكروبيون . قلت له : إيش الملائكة الكروبيون ؟ قال لي : الملائكة فوق العرش ، قلت له : في آية ؟ قال : لا . قلت له : في حديث ؟ قال : لا . قلت له : سبحان الله أنا أعلم أنُّو في الأزهر الشريف - أزهرهم يعني - يلقِّنون الطلبة أن العقيدة لا تثبت بالحديث الصحيح ، لا بد أن يكون هذا الحديث متواترًا حتى يثبتوا العقيدة ، فيا سبحان الله ! كيف أثبت ملائكة كروبيون فوق العرش ولا حديث ضعيف في أحسن الأحوال ، ولا حديث ضعيف ؛ مع ذلك ما هو موضوعنا هلق ، هَبْ أنُّو فوق العرش ملائكة بتسمُّوهم ملائكة كروبيون ، إيش فوق الملائكة الكروبيون في شيء بعد ؟ ... قلت له : الكون اللي منه مكان محدود ولَّا مش محدود ؟ قال : محدود . على هذا الأساس مشيت معه في هذا السؤال والجواب ، وصلنا لعند الملائكة الكروبيون سلَّمنا له جدلًا بوجودهم ، هل بعد هذا الكون اللي هو العرش وعليه الملائكة الكروبيون في شيء ؟ قال : لا . قلت له : في مكان ؟ قال : لا . إذًا ليش قلتم السلفيين يقولون : الله في مكان وهم بيقولوا فوق العرش ؟ فوق العرش الحقيقة هذه أرجو أن تفهموها ؛ ليس فوق العرش مكان ، الله - عز وجل - ليس في مكان ؛ أي : إن العقيدة السلفية حينما تُثبت تلك العقيدة الصحيحة المبثوثة في آيات وأحاديث كثيرة أن الله - عز وجل - فوق المخلوقات كلها ؛ فليس هو في مكان باتفاقنا وإياهم ، وهذه مناقشة لا يستطيع أحد أن يخرج عنها ، الكون محدود قطعًا عند جميع المؤمنين ، والمكان من هذا الكون ، فإذا انتهى الكون لم يبقى ثمَّة مكان ، فالله - عز وجل - فوق المكان ليس في مكان ؛ فأين التشبيه وأين التجسيم ؟ وصدق مَن قال إذًا :

وكلُّ خيرٍ في اتِّباع مَن سَلَفْ *** وكلُّ شرٍّ في ابتداعِ مَن خَلَفْ

لا أدري إذا كان قد فاتني في الجواب عن بعض ما جاء في القرآن .

مواضيع متعلقة