ما حكم السترة : و هل يجوز ترك السترة من أجل إرضاء الناس ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم السترة : و هل يجوز ترك السترة من أجل إرضاء الناس ؟
A-
A=
A+
السائل : بدي أتطرق شيخنا لمسألة يتدخّل فيها الإمام , قضية السترة في المسجد حقيقة لما أمّينا الناس فترة من الزمان وضعنا السترة سخطوا أم رضوا ما سألنا عنهم فما كان شيخنا إلا أنه يزيلها أحيانا وكأنه لا يرى وجوبا ما أدري يعني فالسؤال لو الآن إرضاء للناس هل يجوز إزالة السترة

الشيخ: وعليكم السلام

السائل: السؤال شيخنا هل يجوز إرضاء للناس ترك السترة ؟

الشيخ : هذه المسألة تدخل في موضوع الذي أشرت إليه آنفا وهو التصفية والتربية. لا يجوز مفاجئة الناس عمليا بما لا يعلمون ولكن في الوقت نفسه لا يجوز ترك الناس وهم يجلهون فينبغي أن نطبّق نحن السّنّة في أنفسنا وأن نمهّد لها تعليما للناس ودعوة للناس إلى اتّباع الكتاب والسّنّة فمن كان إماما نفترض لأوّل مرّة ينصب إماما في مسجد ما فهو يحتال ليصلي إلى سترة لا لينصب أمامه سترة كما يفعلون في بعض المساجد يأخذ الطاولة الصغيرة للمصحف يضعها أمامه ما فيه مانع ولكن الحكمة في الدعوة كما قال تعالى: (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )) فما ينبغي لهذا الإمام الذي عيّن حديثا في مسجد ما ما سمعوا مطلقا بهذه السترة فهو لا ينبغي أن يفجأهم بسترة تلفت أنظارهم قبل أن يلفت هو نظرهم وبصرهم وبصيرتهم العلمية إلى وجوب اتخاذ السترة لكن هو يصلي مثلا عند سارية يصلي إلى المنبر يصلي إلى أي شيء منصوب أمامه ولكن لا يصمت وهو يخطط أن بعد أسبوع أسبوعين ثلاثة لا بد أن يحدّثهم أنّه يا أيها الناس أنتم تدخلون المسجد لصلاة السنة القبلية مثلا وكما ترون كل واحد يصلي في مكان كيف ما تيسر له في مؤخرة المسجدة في وسط المسجد مع أنه فيه مجال أن يصلي إلى جدار القبلة أو إلى سارية من السواري أو إلى طاولة موضوعة لا يفعل الناس هذا والسّبب الجهل والسّبب سكوت أهل العلم ليس في هذا البلد فقط أو في مسجد , هذا السكوت عمّ البلاد كلها لا نستثني منها بلدا حتى ولا الحرمين الشريفين فأصبح الناس أعداء السنة بسبب سكوت العلماء وعدم دعوتهم النّاس إلى السّنّة وبالتي هي أحسن حتى انقلب الوضع وكما جاء في بعض الأثار الموقوفة أن تصبح السّنّة بدعة والبدعة سنّة فهذا الإمام الّذي كلّف أن يصلّي في مسجد من جديد فعليه أن يطبّق هذه السّنّة دون أن يثير فتنة لكن هذا لا يعني أن يسكت وأن لا يعلّم الناس السّنّة فعليه مثلا بمناسبة ما دخل رجل نقول مثلا هذه السارية وهو يصلي هنا يقول له يا أخي بينك وبين السارية خطوة فصلّ وراءها بارك الله فيك ويذكر ما تيسر له من أحاديث يفعل هذا مرّة مع هذا ومرّة مع ذاك إلى آخره فيصير فيه تفتّح عند أهل المسجد لشيء ما سمعوه من قبل لكن ما جوبهو مجابهة أنا وضعت السترة أمامي نقلتها من مكان لمكان أنا صليت وراء العمود ولا أحد يقول للإمام لماذا صليت خلف العمود لأنه أمر لا ينتبه له عامة الناس لكن لا أنا سحبت الطاولة من كان لمكان شو أنت بتعبد الطاولة ليش عما تصلي إليها ولا يكفي لمن يريد أن يعلم الناس أن يقدّم لهم كلاما جافّا أيش معنى الكلام الجاف ؟ يا أخي لا تصل هيك؛ صل إلى سترة. لا . هذا لا يكفيهم ينبغي أن يقول يا أخي قال عليه الصلاة والسلام: ( إذا صلى أحدكم فليصلّ إلى سترة لا يقطع الشّيطان عليه صلاته ) في الحديث الآخر ( فليدن من سترته لا يقطع الشّيطان عليه صلاته ) ، ويروي لهم ما جاء في صحيح البخاري وغيره من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن الناس كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إذا أذن المؤذن لصلاة المغرب ابتدروا السواري يصلون سنة المغرب ، أي القبلية , ابتدروا السواري , تطبيقا لأمره عليه السلام: ( إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة ) ، في اعتقادي إذا استمرّ الإمام يذكّر فالنّتيجة ستكون كما قال رب العالمين: (( وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين )) لا بد أن يكون هناك شيء من الاعتراض إن لم نقل شيئا من المشاغبة ممّن غلبت عليه التّقاليد الجاهلية التي تتمثل في قول الجاهليين الأولين: (( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون )) لا بد ما يقع الاعتراض هنا ينبغي على الدّاعية أن لا يتغالظ ولا أن يتلاين وإنما أن يكون بين ذلك قواما كما قيل: " لا تكن قاسيا فتكسر ولا لينا فتداس " فهو يصبر على السنة دعوة وعملا وإن لقي في ذلك ما يلقى. أما أن يدع العمل بالسنة بل بالواجب وهو صامت لا يهيّئ لحمل الناس على هذه السنة بل على ذاك الواجب بطريق الدعوة كما قلنا: (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )) ، هذا لا ينبغي لإمام يؤم المسلمين مهما كان شأن أولئك المصلين هذا جواب ما سألت .

السائل : الحق يقال شيخنا قد أكون فظ غليظ في وضع السترة أمامي لما أكون أماما لكن بالمقابل ما وجدنا الإمام يؤدي ما عليه من واجب بإعطاء دروس وعظات وتبيين حكم الشرع في هذه المسائل للمأمومين وبالتالي نحن الآن في هذا المسجد مسجد ناعور الكبير في حيص بيص ؟

الشيخ : لماذا ؟

السائل : بين شراكسة ناعور الّذين هم على المذهب الحنفي اسما وبين الصوفية المعروفين بتصوفهم وبين الحركات و الجماعات الإسلامية الموجودة والحق أن يقال مثل هذه الأوضاع حاولنا إنا نؤم الناس لصلاة الفجر ويوم الجمعة الماضي ... كوني غير ملزم بالإمامة ولا ملزم بأداء صلاة الفجر في المسجد ومعنى ذلك إن تركنا الإمامة لا بد أن يأتي رجل من أهل البدع أو من أهل الضلال ويؤم الناس ... .

مواضيع متعلقة