سؤال عن حكم ضيق الوقت عن الصلاة إن كان المسلم يعمل مراقبًا في برج مراقبة الطائرات ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
سؤال عن حكم ضيق الوقت عن الصلاة إن كان المسلم يعمل مراقبًا في برج مراقبة الطائرات ؟
A-
A=
A+
السائل : ... .

الشيخ : هذا أهون مما صوَّره صاحبنا ؛ لأن الطائرة حينما تتكلم مع برج المراقبة تظلُّ تحوِّم في السماء وتحوِّم حتى يأتيها الأمر ، فأنت خرَّجت الآن عن القضية بهذا التصوير ، ما دام الطائرة هي التي تبدأ الكلام مع المراقب أو مع المراقبة ؛ فهل تستطيع الطائرة أن تنزل دون أن يأتيها الأمر بالنزول ؟ فإذًا هَبْ رجلًا مسلمًا يصلي صلاة الفجر في ركعتين في دقيقتين ؛ ما الذي يُصيب الطائرة التي تحوِّم في السماء وتنتظر صدور الأمر من المراقبة فيما إذا تأخرت عن النزول دقيقتين ؟! لا يُصيبها شيء !

السائل : ... .

الشيخ : ... معليش أخي ، نحن ما نتكلم مُطلقين ؛ بمعنى أنه هو عليه أن ينظِّم الحركة ، نحن نتكلم مقيَّدين بأن هذا عليه أن يصلي ركعتين فريضة الفجر ، فهو عليه أن يُوفِّق بين أداء ما فرض الله عليه من جهة ، وبين أن أداء ما فُرض عليه من المُكلِّفين له بهذا العمل ، أما أن يقدم طاعة المخلوق على طاعة الخالق ؛ فهذا أمر لا يقول به مسلم أبدًا ، لذلك أقول : (( بل الإنسان على نفسه بصيرة )) ، هذا المراقب عليه أن يحرص على الجمع بين الأمرين بين ما فرض الله عليه ، وبين ما فُرض عليه من رئيسه القائم عليه .

باختصار : هل المقصود من هذه المباحثة أن نصلَ إلى أن نقول لا يصلي الفجر في وقتها ؟! ما من مسلم يقول بهذا ، إذًا ما الذي نستطيع أن نقوله ؟ أنه يجب عليه أن يحاول أن يجمع بين تحقيق المصلحتين ؛ المصلحة الشرعية ، والمصلحة المهنية ، أما أن نقول يُضيِّع المصلحة الأولى ، وهي داخلة تحت قوله - عليه السلام - : ( فدين الله أحقُّ أن يقضى ) في سبيل تحقيق هذه المصلحة الدنيوية أو المهنية ؟! أنا لو تصوَّرت تصادم الأمرين ؛ أقول : لا يجوز أن يكون المراقب حينذاك في هذا الوقت مراقبًا ، يستقيل من الوظيفة كلها ، أو من أن يُوظف في هذا الوقت الحرج الضَّيِّق الذي إذا تسلَّم فيه الوظيفة لا يتمكَّن بوجه من الوجوه من أداء فريضة الفجر صلاة الفجر ، فحينئذٍ لا يجوز هذا العمل .

مواضيع متعلقة