ما حكم مَن يصلي الصبح بعد الساعة السادسة أو السابعة كسلًا وتهاونًا ؟ مع نصيحة لكلِّ متهاون في الصلاة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم مَن يصلي الصبح بعد الساعة السادسة أو السابعة كسلًا وتهاونًا ؟ مع نصيحة لكلِّ متهاون في الصلاة .
A-
A=
A+
السائل : يا شيخ ، بالنسبة لصلاة الصبح في شباب وناس كثير - وأنا منهم - يصلي الفجر بعد الستة ومرات سبعة .

الشيخ : كيف بتصلي إيش الفجر ؟

السائل : الصبح ، بعد الستة الصبح الساعة ستة ، ومرَّات سبعة كمان ، كسل .

الشيخ : كسل ؟ ( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ) .

-- ... --

السائل : أسأل الله أن يغفر لنا ويرحمنا ، في كسل في صلاة الصبح .

سائل آخر : أنت بتصحو وتسمع .

السائل : أنا ما أصحو .

الشيخ : كل بإيدك اليمين ... ليش ما بتفيق لصلاة الصبح ؟

السائل : والله ولادي صغار ... الصراحة عندي ولادي صغار بالليل قعدوا ... ساعتين ثلاث ... فهذا سبب التأخر .

الشيخ : ما في سبب ثاني ؟

السائل : لا .

الشيخ : فكِّر .

السائل : السَّهر ، الحمَّام ، الـ كذا .

الشيخ : فكِّر فكِّر ... ، إيمتى بتنام ، بعد صلاة العشاء ؟

السائل : لأ .

الشيخ : إذًا ؟

سائل آخر : بيجوز ع التلفزيون يا شيخ .

الشيخ : طوِّل بالك .

السائل : على عشرة عشرة ونصف .

الشيخ : نحن فتحنا له الطريق ؟! [ الجميع يضحك ! ] .

-- ... --

الشيخ : حرصًا على دينك بلا شك ، والدين النصيحة ، هل أفهم من كلامك أن بقيَّة الصلوات بتصلي مع جماعة المسلمين في المسجد ؟

السائل : مش كلها .

الشيخ : ... نترك الصلوات كلها ، ونمسك صلاة العشاء ، بتصليها في المسجد مع الجماعة ؟

السائل : مش دائمًا .

الشيخ : مش دائمًا ، ليه ؟ كمان الأولاد بيشغلوك ؟

السائل : لأ ، يا سيدي صلِّ على النبي ... بروح من دكَّاني مرَّات بأكون ... طبعًا بميل أصلي في المسجد أكثر الأوقات يعني أكثر الأيام المغرب ، أروح البيت ، بفك وضوء ، بتعشى .

الشيخ : وصُّونا الجماعة بالاختصار ، أنا ما بيهمني هالتفاصيل .

السائل : ... .

الشيخ : يهمني ، لأ ، ما شرط كيف ، بيهمني أعرف ليش ما بتصلي العشاء في المسجد ؟!

السائل : مشغول الواحد ، تقصير والله !

الشيخ : فأنت خُلقت منشان الشغل ولَّا خُلقت منشان العبادة ؟

السائل : (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )) .

الشيخ : ها ، تعرف وتحرف ، ليش بقى ؟!! أنا هلق بأوصيك بوصية ، أنت وكل مسلم عليك أنك تحرص على أداء الصلوات الخمس كلها ، أوَّلًا : كل صلاة في وقتها ، وثانيًا : في المسجد مع جماعة المسلمين ... .

السائل : ... .

الشيخ : لسا ما خلصت كلامي ، أو بالأحرى نصيحتي ما انتهت ، قلنا : أنُّو على كلِّ مسلم أن يحافظ على أداء الصلوات الخمس كل صلاة في وقتها المشروع ، ثم كل صلاة في المسجد مع جماعة المسلمين ، ولا يجوز له بأيِّ وجهٍ من الوجوه أنُّو يعتبر بتركه لأداء الصلاة في المسجد بالشغل ؛ لأن الشغل بهديك الساعة ما هو فرض عليك ، الله - عز وجل - أعطاك في النهار اثني عشر ساعة ، عشر ساعات قال لك اشتغل فيها الشغل الحلال اللي تكسب فيها قوت يومك ، لكن خصِّص لي من هالساعات ساعة واحدة - يعني ستين دقيقة - لخمس صلوات ، فما في لأيِّ إنسان عذر أنُّو يقول أنا انشغلت ، فما صليت في المسجد مع الجماعة ، هذه واحدة .

ثاني واحدة ما يجوز السَّهر بعد صلاة العشاء ، لازم تصلي العشاء في المسجد وتروح على البيت ، إذا من عادتك تتعشَّى تتعشَّى ، وتحط رأسك وبتنام ، إذا فعلت هكذا فأنا ضمين أنُّو ما تفوتك صلاة الفجر تصليها الساعة السادسة الساعة السابعة بعد طلوع الشمس !! لكن مصيبة الناس اليوم أنهم فَتَنَتْهم الدنيا بزخارفها خاصَّة في العصر الحاضر ، خاصَّة هالمصيبة الكبرى هاللي دخلت في بيوت المسلمين ؛ ألا وهي التلفزيون ، وجود التلفزيون اليوم من أشدِّ المحرمات لو كنتم تعلمون ، يكفيك أنت وغيرك يعرف من بيته أنُّو التلفزيون بيسهر النعسان وبيقِّظه ؛ لأنه فيه شيء إيش ؟ مغري ، وربنا - عز وجل - خلق الإنسان في أحسن صورة وأحسن استعداد ، عنده استعداد يعمل في النهار ، عنده استعداد لينام في الليل ؛ فإذا هو أخلَّ بهذا التنظيم الكوني الإلهي ح تضطرب عليه الحياة ، إذا سهر لنصف الليل هذا معناه خسَّر نفسه من راحته من نومه ساعات ، هذه الساعات من وين بدو يعوِّضها ؟ على حساب بقى صلاة الفجر وعلى حساب الضَّحوة ؛ ولذلك نهى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -عن النوم قبل صلاة العشاء وعن السهر بعدها ، نهى عن النوم قبل صلاة العشاء لماذا ؟ لأنُّو بيصحبها نومة وما بيفيق لنصف الليل ، وبنص الليل يكون راح وقت العشاء ، ووقت العشاء لا يمتدُّ كما يتوهَّم كثير من الناس إلى وقت الفجر ، لا ؛ وإنما كما قال - عليه السلام - : ( ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل ) .

السائل : الساعة واحدة يعني ؟

الشيخ : لا ، الساعة واحدة قد تكون اثني عشر ، وقد تكون الحادية عشرة ونصف ، على حسب طول الليل وقِصَره .

الشاهد : نهى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن النوم قبل صلاة العشاء هذا حكم معقول المعنى في تعبير الفقهاء ؛ لأنُّو لو سأل سائل : لماذا ؟ لكي لا تفوته صلاة العشاء ، على الأقل راح تفوته صلاة العشاء مع جماعة المسلمين ، وحينئذٍ بيكون فاته فريضة ، ثم قال - عليه السلام - في تمام الحديث أنَّه نهى عن السَّهر بعد صلاة العشاء ، كمان هذا معقول المعنى ؛ لماذا ؟ لأنُّو السهر بعد صلاة العشاء بيساعد الساهر على عدم الاستيقاظ لأداء صلاة الفجر ، فلو فرضنا - شوفوا النتيجة شلون بتختلف الآن - زيد من الناس يصلي العشاء في المسجد ، وبيروح على البيت يتعشى لقمتين ثلاثة ، ولا يدخل في الطعام ، ثم من عادته أنه يستيقظ لصلاة الفجر ؛ لأن هذا راح يأخذ حظه من راحته من نومه ، ليلة من الليالي كالعادة حط رأسه ونام بعد صلاة العشاء وسحبه نومة لطلوع الشمس ، هذا يُقال له : ساعتها صلِّ ؛ لقوله - عليه السلام - : ( مَن نَسِيَ صلاةً أو نام عنها فليصلِّها حين يذكرها ، لا كفَّارة لها إلا ذلك ) ؛ لأنُّو هذا أخذ بالأسباب الشرعية من عدم السهر بعد صلاة العشاء ، واستعمل كل شيء وضعه في مكانه ، لكن ليلة من الليالي سحبها نوم لبعد طلوع الشمس ، هذا معذور ، وساعة يستيقظ يصلي ، وبيكون لو صلَّاها كأنه صلاها في وقتها ... لصلاة الفجر ، هذا إذا استيقظ بعد طلوع الشمس راحت عليه الصلاة ، ولا يمكنه أبدًا أنُّو يصليها ، ليه ؟ لضرورة المحافظة أوَّلًا على أداء كل صلاة في وقتها وفي المسجد ، وثانيًا أن نبتعد عن الأسباب التي تصرِفُنا عن القيام بأداء الصلاة في وقتها .

أظن وضح لك الجواب الآن إن شاء الله .

مواضيع متعلقة