تنبيه الشيخ على أخطاء يقع فيها المؤذنون والأئمة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تنبيه الشيخ على أخطاء يقع فيها المؤذنون والأئمة .
A-
A=
A+
الشيخ : الله أكبر الله أكبر ... هذه أول خطيئة حيث نصب الراء ، فالتكبير الصحيح" الله أكبر الله أكبر " هكذا يكون اللفظ وعبرنا عنه كتابة بحرف اللام بين الجملة الأولى والجملة الثانية ... اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمود الذي وعدته ) .
... أنا قبل كل شيء أريد أن أصحح خطئا بدر مني حيث قلت هذه أول خطيئة ، والصواب أن أقول أول خطأ ؛ لأن الخطيئة هو الذنب الذي يقع من الإنسان قاصدا له ؛ أما الخطأ فكل بني آدم خطاء ؛ فأقول من الخطأ الشائع على ألسنة جماهير المؤذنين في كل البلاد الإسلامية إلا ما شاء الله منها ومن شاء الله فيها وقليل ما هم الذين يؤذنون أذانا على وجه السنة لا أريد أن أتحدث الآن عن التلحين والتطريب والمد الذي لا يجوز على أي وجه من وجوه القراءات المتعددة الوجوه وإنما أريد أن أتحدث عن هذا الخطأ الذي لفت النظر إليه آنفا وهو نصب الراء في جملة الله أكبر ، كثير من الناس إذا وصلوا الجملة الثانية بالأولى أو الأولى بالثانية حركوا الراء بالفتحة ، فقالوا " الله أكبرَ الله أكبر " هذا لحن لا وجه له في اللغة ولا في الرواية ؛ أما اللغة فأنتم أهل اللغة ومنكم تعلمنا اللغة فإن " أكبر " خبر " لله " فهو مرفوع ، فما الذي نصبه ؟ لا ناصب له إلا أن هناك حديثا وهذا الحديث مشهور على ألسنة بعض الناس على أنه حديث والمشكلة في مثل هذا الحديث مشكلتان أولاهما أنه ليس بحديث والأخرى أنها جملة عريبة أسيء فهمها ، ما هو هذا ؟ " التكبير جزم " التكبير جزم ، قيل في بعض الكتب " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التكبير جزم " وهذا لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إطلاقا في أي كتاب من كتب السنة ، إن قلتم الكتب الستة المشهورة أو الستين بقية الستة المغمورة أو الستمائة وما أكثر كتب الحديث ؛ فهذه الجملة لا ذكر لها في شيء من كتب الحديث مطلقا بلاش تفصيل السنن والمسانيد والمعاجم والفوائد والأجزاء وا وا إلخ ، وإنما جاءت هذه الجملة قولا عن إبراهيم بن يزيد النخعي ، هذا تابعي صغير مشهور بروايته عن بعض أصحاب ابن مسعود كعلقمة ويزيد بن الأسود وغيرهما إبراهيم بن يزيد النخعي هذا هو الذي قال " التكبير جزم " فما معنى التكبير جزم ؟ فسروها بالاصطلاح النحوي ، الجزم هو السكون ، وبنوا على ذلك بعد هذا الفهم الخاطئ بنوا على ذلك أن المجزوم إذا حرك حرك بأخف الحركات وهي الفتحة ، خطأ بني على خطأ ، الخطأ الأول أنه ليس بحديث ، والخطأ الثاني أنه لا يعني المعنى العرفي النحوي ، جزم يعني السكون وإذا كانت الرواية رواية الأذان كما نسمع في بعض البلاد " الله أكبر الله أكبر " وأراد بعضهم الوصل حرك الراء المجزومة بناء على ذاك الحديث الذي لا أصل له ، فقال " الله أكبرَ الله أكبر " خطأ على خطأ ؛ ما المعنى الصحيح لهذه الجملة بعد أن عرفنا أنها لا تصح مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم معناها التكبير جزم أي خطف أي لا يمد كما نرى أيضا ذلك من بعض المؤذنين والمبلغين وراء بعض الأئمة حيث يقول الله أكبار هذا خطأ وإنما ينبغي أن يقول " الله أكبر " هذا هو مقصد ابراهيم بن يزيد النحعي لقوله التكبير جزم أي خطف ، وقد جاء على وزان هذا حديث في سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : ( السلام حذف ) هو بمعنى جزم ، وهذا مما أيضا يخل به كثير من أئمة المساجد فيوقعون بعض المقتدين بهم في المخالفة لأئمتهم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وضع قاعدة للمقتدين فقال عليه الصلاة والسلام : ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا ... ) إلى آخر الحديث ، والشاهد أن بعض الأئمة حينما يسلم يمينا ويسارا يقول " السلام عليكم ورحمة الله " يمد السلام هذا خطأ لأنه قبل أن ينتهي هو من مده لسلامه يكون جماهير المقتديين من خلفه قد فرغوا من سلامهم وهذا لا يجوز بطبيعة الحال لأن مقتضى الحديث السابق ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا ) قولان للعلماء إما أن تكبر بعيد شروع الإمام في التكبير وإما أن تكبر بعد فراغ الإمام من التكبير ؛ أما أن تكبر أي تنتهي من التكبير أو أن تنتهي من السلام قبل انتهاء الإمام من السلام فهذا نوع من مسابقة الإمام المنهي عنها ، والسبب في إيقاع المقتدين في مثل هذه المخالفة إنما هو إخلال الأئمة ببعض السنن إن لم نقل الواجبات ، من ذلك حذف السلام ؛ فلا ينبغي للإمام أن يطيل نفسه بالسلام وإنما أن يحذف فيقول " السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله " هكذا حذفا وجزما وخطفا ، وألحقوا بذلك ما شئتم من الألفاظ المترادفة التي تختلف ألفاظها وتتحد مراميها ومغازيها ؛ فخلاصة القول أن الأذان الشرعي بعد أن تكلمنا فيما يتعلق بالناحية العربية أن التكبير جزم نقول الله أكبر ، فإذا وصلنا حركنا الراء بالضمة التي هي دلالة أن لفظة أكبر هو الخبر ، فما هو السنة ؟ هل السنة أن نفصل كل تكبير على حدة كما نسمع في بعض البلاد الله أكبر الله أكبر ؟ أم نصل التكبيرة الأولى بالأخرى ؟ الجواب وهذا من فائدة السنة والحديث ما رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان إذا صعد المنبر يوم الجمعة وأذن المؤذن بين يديه فقال ـ هكذا الحديث ـ فقال المؤذن " الله أكبر الله أكبر ، قال عمر مجيبا الله أكبر الله أكبر " وهكذا ، فإذا الفصل بين التكبيرة الأولى والأخرى إنما قام أولا على حديث لا أصل له " التكبير جزم " وقام ثانيا على مخالفة هذا الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عمر رضي الله تعالى عنه ، والآن نصلي ؟

مواضيع متعلقة