كلمة حول التكفير بترك الصلاة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلمة حول التكفير بترك الصلاة .
A-
A=
A+
السائل : يسأل أبو همام حول التكفير ... .

الشيخ : أقول كلمة بالنسبة لهؤلاء الذين ابتُلوا بالدندنة حول تكفير تارك الصلاة ، ولم يقفوا عند هذا القول الذي لا نستطيع أن نقول إنه قول مبتدع ؛ لأنه قد قال به بعض الأئمة لكن = -- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -- = لكنَّهم " قد - كما يُقال - قد زادوا في الطِّين بلَّة ، وفي الطنبور نغمة " ؛ حيث وسَّعوا دائرة التكفير ، حتَّى بالنسبة لِمَن تَرَكَ شيئًا من بقية الأركان أركان الإسلام الخمسة ؛ فهم بلا شك في هذا التكفير التقوا مع الخوارج ، لكنهم لا يُفصِحُون فيما علمت ، وأرجو أن يكون عدم إفصاحهم ناشئًا من عدم قناعتهم في ذوات أنفسهم ؛ لأن مرتكب الكبائر يُلحَق بتارك ركن من الأركان الخمسة ؛ يعني لا يسوُّون ؛ وإلا حينئذٍ أصبحوا من الخوارج بالكلية ، فأنا أريد أن أُلفِتَ النظر إلى حقيقة واقعة ؛ وهي تارك الصلاة كافر ، الذين يُبتلون بترك الصلاة أقسام لا يمكن حصرهم ، أسوؤهم من لم يسجد لله سجدة ، أحسَنُهم من اتَّبع هواه في صلاة فشغلته دنياه عن صلاته ، نسألهم هل هذا كفَرَ ؟ هذا الأخير ترك في حياته كلها صلاةً واحدةً بدون عذر شرعيٍّ نوم أو نسيان ، وإنما شغله دنياه ؛ هل كفر ؟! هم من طبيعة أهل الأهواء - كل أهل الأهواء قديمًا وحديثًا - يطلقون الكلام يُعمون على الناس ؛ لأنهم ليسوا دعاة هدى وخير ، فهم لا تجد في كلماتهم على كثرتها تفصيل مَن هو الذي يُكفَّر بتركه للصلاة ؟ هل هو الذي قضى حياته كلها تاركًا للصلاة ، أم هو الذي تَرَكَ عديدًا من الصلوات ، أم ولو كان التارك لصلاة واحدة ؟ فإن قالوا دخلوا في التفاصيل الآن وقفنا في وجههم قلنا لهم : (( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )) .

نبدأ بأهونهم شرًّا ؛ هو هذا الذي ترك صلاة واحدة ، نسألهم : كفر أم لا ؟ إن قالوا : كفر تابعناهم في المناقشة ، وإن قالوا : لا ، ما كفر . قلنا : لهم لِمَ لِمَ ؟ فلا بد من أن يأتوا بالدليل الذي يفرِّق بين تارك وتارك ، ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلًا أبدًا ؛ لأنهم الذي سيقع هو كالتالي : أنت تقول في أنَّ هذا الذي ترك صلاةً واحدةً ما كفر ، طيب ؛ ترك صلاة ثانية كفر ؟ إن قال : كفر . نقول له كما قلنا بالأول ، إن قال : ما كفر ، طيب ثالثة ورابعة ، إذًا متى يكفر ؟ وسيقول - مثلًا - : هو الذي لم يصلِّ لله صلاةً ؛ فنقول لهم شيئين :

أوَّلًا : أنتم ما كفَّرتموه ، لا تقولون بأنَّه تارك الصلاة البتة ، ولم يصلِّ لله ولو صلاة واحدة ، تطلقون الكلام هكذا على عَواهنه ، وهذا دليل أنَّكم لا تريدون نصح الأمة ؛ لأنه مَن كان يريد نصح الأمة يوضِّح لهم سبيل كما قال - تعالى - : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ )) ، إذا قالوا : إذًا الفرق بين هذا وهذا طالَبْناهم بالفرق ، وإذا قالوا : كلهم التارك للصلاة الواحدة والتارك للصلوات كلها . نقول لهم : ما هو الدليل ؟ هل هو الفعلي أم الترك أم العقيدة ؟ هنا يدخل موضوعنا الدقيق مع الجماعة ، ويعود البحث السابق هناك تمامًا ، الفعل قد يدل على ما في القلب ؛ قد يدل ! لكن لا بد من الإتيان بالقيود التي تحدَّثنا في الجلسة السابقة ، فإن قلتم بأنه ولو ترك صلاة واحدة ؛ فهذا الفهم ما ينهض وحدَه ليكون دليلًا على أن هذا لو كان يُؤمن بفرضية الصلاة ما تركها ولو مرَّة واحدة ، وهناك سيقعون كما يقال : في حيص بيص .

فخلاصة الكلام في الملاحظة التي أردت أن أمليها هي : أوَّلًا : أن يُلزَموا ببيان التفصيل لتكفيرهم لتارك الصلاة ، التفصيل . ثم على ضوء التفصيل نطالبهم بالدليل ؛ فلن يجدوا إلى ذلك سبيلًا .

مواضيع متعلقة