الكلام على خلق الله - عز وجل - وعلى نوعَيه المباشر وغير المباشر . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على خلق الله - عز وجل - وعلى نوعَيه المباشر وغير المباشر .
A-
A=
A+
الشيخ : وإنما خلق الله - عز وجل - ، وطبعًا أنا مضطر إلى الإيجاز لنستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة ؛ لا سيَّما ومثل هذا البحث كنَّا طرقناه مرارًا تفصيليًّا ، إنما ألفت النظر السَّائل والحاضرين إلى أن خلق الله - عز وجل - له صورتان ؛ خلق مباشر لا دخل للإنسان فيه ، فهذا الإنسان فيه مسيَّر ، وأمثلته واضحة جدًّا ، فالآن نحن في مجلس فيه عشرات من الناس ، هذا طويل وهذا قصير وهذا أسمر وهذا أشقر وهذا أبيض وإلى آخره ؛ هذا خلق الله ليس لأحد منَّا فيه إرادة مطلقًا ، ولكن نرى بعضنا صافي الرأس ، آخرين حُسَّر ، ناس حليقين ، ناس بلحية ، هيك الله خلقنا ؟ لا ، هذا كله من صنعنا نحن ، لكن بمشيئة الله - عز وجل - (( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )) .

ومثال أدق من هذا الواقع ؛ نحن كذرية لآدم - عليه الصلاة والسلام - كلٌّ منا له والدان ، فنحن من خلق الله ، لكن لو لم يتَّصل أبي بأمي ما كنتُ أنا ، لو لم يتصل أبوك وأمك أحدهما بالآخر ما كنتَ أنتَ وأنت إلى آخره ، نحن خلق الله ، لكن بالواسطة ، من الواسطة ؟ الله كلَّفنا أن نحصن أنفسنا وأن نحصن نساءنا وأن نتمتَّع بحلالنا ، فيأتي من وراء ذلك - إذا شاء الله - الذرية ، فالخلق كله خلق الله ، لكن شيء منه يخلقه الله دون تكليف لبشر ، وشيء منه هو تكليف من الله لهذا البشر ، فهذا النوع الثاني من خلق الله يجب أن أدندن ليرسخَ في الذِّهن ، كل شيء هو خلق الله ؛ ليس كما تظن المعتزلة أبدًا ، وكل شيء بمشيئة الله ، لكن المهم أن تعرف التفصيل ، فشيء من خلق الله بواسطتنا نحن أمَرَنا كلَّفَنا تعبَّدنا ففعلنا بمحض إرادتنا واختيارنا ، فهذا خلق لكن بكسبنا وإرادتنا .

مواضيع متعلقة