قصة الشيخ الألباني مع القسيس الماروني . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
قصة الشيخ الألباني مع القسيس الماروني .
A-
A=
A+
الشيخ : ولذلك فدائرة مخالفة الكفار تغنينا عن إقناع هؤلاء المجادلين بالباطل, وختاما أذكر لكم قصتي مع ذاك القسيس جمعني ذات يوم قطار ينتقل من دمشق إلى مصيف اسمه مضايا عندنا في سورية, كنت راكبا مع بعض الشباب في غرفة من غرف القطار لما جاءني أحدهم فأسر إلي حديثا قال لي الآن ركب القطار رجل قسيس وهو دخل الغرفة التي أمامنا فهمت عليه فقمت وتظاهرت بأني أنا أيضا أني دخلت حديثا كان جالسا في زاوية هناك أنا جلست هنا حتى ما يشعر أني جئت مخاصما له, جلست أفكر كيف أدخل معه في حديث لا أعرفه ولا يعرفني حقيقة أنا ما أحب الإرتجال هكذا يعني والمفاجآت وربنا عز وجل كأنه يعلنم ما في الصدور عفوا كأنه بل هو يقينا يعلم, يعلم ما في نفسي فأرسل المناسبة بصورة ما فيها أي تكلف صعد الرجل في نفس المحطة التي ركب منها القسيس شاب يومئذ من الإخوان المسلمين تعرفت عليه صار فيه علاقة وثيقة بيني وبينه من أجل الدعوة كما تعلمون وكنت من بين الشباب كلهم وهم من جماعة الإخوان كنت الوحيد الذي علم بالأمس القريب أنه بنى بأهله وإذا هو يصعد ويظهر أمامي ويسلم على الجماعة فأقول له أبارك لك وأقول للجماعة وباركوا له أيضا بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبارك له لأصحابه فأقول ( بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير ) ولا أقول لكم كما كانت الجاهلية الأولى وجاهلية القرن العشرين تقول بالرفاه والبنين وكم وكم كان هذا البنون مصيبة على الزوجين وخضت في هذا المجال ما شاء الله وأنا أتكلم ووصلت في حديثي إلى بعض حكم التشريع منها نهي الرسول عن الشرب في الوعاء المثلوم وأن الصحابة تجاوبوا مع هذا الحكم الشرعي شرعا وعبادة مش طبا وفلسفة والآن ظهرت الحكمة وهكذا ينبغي الاستسلام لأحكام الشريعة لأن الناس لا يعلمون حتى شعرت بأن القسيس امتلأ, فتعمدت السكوت وإذا به ينطلق في الكلام على غير تخطيط كما أنا فعلت تماما ويدلكم على هذا مفجأته لي قال إذا كان الإسلام بهذه الصفة فلماذا المسلمون كفّروا أتاتورك؟ شوف ما فيه أي مناسبة لتوجيه مثل هذا السؤال! الشاهد الحديث طويل وطويل جدا حتى تعرفه طوله مسافة خمسين كيلومتر وأنا في نقاش معه حتى وصلنا إلى المحطة اللي بدنا ننزل منها في مصيف مضايا, كان من جملة الحديث موضوع التشبه لأن هو أثار موضوع تكفير المسلمين لأتاتورك فأنا قلت المسلمون ما كفروه لأنه فرض على الشعب التركي القبعة وإن كان هذا لا يجوز إسلاميا لكن هو ارتكب ما هو أفظع من ذلك حيث جعل الإرث متساويا بين الذكر والأنثى وربنا يقول (( للذكر مثل حظ الأنثيين )) من هذا الكلام هو وجد في ظنه مأخذ موضوع إيش التشبه قال إيش فيها البرنيطة هذا صار لباس أممي كنت أنا ذكرت شيء فيه دقة حقيقة قلت له أن هذا أتاتورك اللي أبى أن يستمر في اسمه السابق مصطفى, لو كان يريد للشعب التركي خيرا ورأى أنه في فرض القبعة كنظام وقانون عليهم مصلحة إما اقتصادية وإما صحية وإما إلى آخره, كان باستطاعته أن يجعل فارقا بين قبعة المسلم وبين قبعة الكافر كان يجعل مثلا ربطة خضراء أو بيضاء على قبعة المسلمين وانتهت المشكلة لأنه تميز المسلم عن الكافر, لكن لا هو لا يريد إلا أن يطور الشعب التركي ويجعله شعب إفرنجي, فهو استغل هذه النقطة إيش فيها هذا لباس أممي وإلى آخره فأنا اهتبلتها فرصة قلت له إذا هل أفهم منك أنه لا مانع, فاتني أن أذكر لكم أن هذا قسيس لبناني ماروني لباسهم سواد في سواد, حتى القلنسوة تبعهم أشبه بقلنسوة بعض الدراويش الصوفية اللي بيلفوا ويدوروا لهم قلنسوة طويلة جدا بس قلنسوة القسيس سوداء مظلمة وجبة عريضة جدا, فقلت له أرى حسب رأيك أن هذا اللباس ما له علاقة بالدين ما فيه عندك مانع أن ترفع القلنسوة وتضع على رأسك طربوش أحمر وعليها عمامة بيضاء تطلع شيخ مسلم تماما؟! قال لا لا لا قلت له لم؟ هذا لباس ما له علاقة بالدين لا نحن شو قال لي قال نحن رجال الدين لنا زي خاص, قلت له هذا هو الفرق بيننا وبينكم نحن معشر المسلمين لا فرق بيننا مطلقا أكبر عالم وأخطر جاهل يجمعهما الإسلام ويعطيهما حكما واحدا فأما أنتم بصريح عبارتك منكم رجال دين ومنكم رجال لا دين فما يحرم عليهم يحل على الآخرين وما يجب لكم لا يجب على الآخرين أما الإسلام فقد سوى بين الناس جميعا (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) .

مواضيع متعلقة