هل يجوز إلقاء محاضرات عند رأس السَّنة الميلادية يتحدث فيها عن مكانة عيسى - عليه السلام - بقصد دعوة غير المسلمين ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يجوز إلقاء محاضرات عند رأس السَّنة الميلادية يتحدث فيها عن مكانة عيسى - عليه السلام - بقصد دعوة غير المسلمين ؟
A-
A=
A+
السائل : يسأل السائل فيقول : هل يجوز إقامة محاضرات عند رأس السنة الميلادية تتحدث عن المسيح - عليه الصلاة والسلام - ومكانته في الإسلام ، وما إلى ذلك من أمور متعلقة بالمسيح ؛ وذلك لدعوة غير المسلمين من النصارى وغيرهم لاعتناق الإسلام ؟ وما حكم المداومة على ذلك ؟

الشيخ : أولًا : ذكرنا بالأمس القريب حكم الأعياد في الإسلام غير الأعياد الثلاثة ، عيد الفطر والأضحى وعيد يوم الجمعة .

ثانيًا : من كان - حقيقة - حريصًا على دعوة غير المسلمين إلى الإسلام ؛ فلا ينحصر الأمر باغتنام فرصة احتفال النصارى بعيدهم ، فنشاركهم فيه بدعوى دعوتهم إلى الإسلام ، فهناك مجالات كثيرة جدًّا من الكتابة والخطابة ونحو ذلك لدعوتهم في أيِّ وقت يتمكَّن الداعي منه ، فليس هناك ما يبرِّر مشاركة النصارى لأعيادهم بدعوى تبليغهم دعوة الإسلام .

وباختصار ليس من الإسلام ما يقال اليوم : " الغاية تبرِّر الوسيلة " ؛ لأن هذه القاعدة المزعومة ليست قاعدة إسلامية ، وإنما هي قاعدة أجنبيَّة محضة ، ولقد ابتُلي بعض المسلمين بالتأثر بها ، فنجدهم يواقعون ويخالطون أحكامًا غير شرعية ، بدعوى أنها تؤدي إلى مصلحة ، المصلحة لا يجوز اتخاذ الطريق إليها طريقًا غير شرعي ، كما - أيضًا - تحدثنا في جلسة مضت عن الفرق بين المصلحة التي يُشرع الأخذ بها ، وبين البدعة التي يسمِّيها بعضهم بدعة حسنة ، فذكرنا أن المصلحة لها شروط لا بد أن تتوفر لجواز الأخذ بها ، وإلا فلا ، إن كنتم تذكرون ما كنت نقلته لكم من كلام بن تيمية أن المقتضي إذا كان قد حدث ولم يكن في زمن الرسول - عليه السلام - ، وكان السبب لوجود المقتضي للأخذ بالمصلحة نابعًا بسبب تقصيرنا ... بأحكام شرعنا ؛ فلا يجوز حينذاك أن نتَّخذ تلك المصلحة ؛ لأنها نتجت أو توهَّمناها مصلحة بسبب عدم تطبيقنا للشريعة ، كنت فصَّلت هذا الشيء بعض التفصيل ... النصارى ، بل لا يجوز اتخاذ الأعياد المبتدعة عند المسلمين وسيلة لتحقيق مصلحة ، فنحن نقول : أن كثيرًا من الإسلاميين اليوم يغتنمون فرصة المولد النبوي ، فيخطبون ويذكرون و و إلى آخره ، وقد يشاركهم في ذلك بعض السَّلفيين ، بدعوى أنها فرصة تُغتنم وتُهتبل للتذكير بالدعوة السلفية إلى هؤلاء الناس المحتفلين ، هذا ما نراه جائزًا لما فيه من المشاركة لأعيادٍ نعتقد أنها ليست مشروعة ، مع ملاحظة أنه يمكن تبليغ الناس الدعوة بالطريق المشروع .

السائل : ... .

الشيخ : نعم ؟ لا يجوز ... .

سائل آخر : ... .

الشيخ : أنا قلت : لا يوجد في الإسلام إلا عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد يوم الجمعة .

سائل آخر : ... .

الشيخ : كيف لا يكون ... .

سائل آخر : ... .

الشيخ : والسؤال كيف كان ؟

سائل آخر : ... .

الشيخ : إذًا هذا تستطيع أن تجعله سؤالًا منفصلًا ، لكن ما الذي ... من السؤال ؟ تستطيع أنت أن تقول - ما تستدرك - تقول : لكن هؤلاء كذا ، لكن تقول إذا لم يشاركوهم في أعيادهم ، ولكنهم في أماكنهم حيث هم ، في المسجد ، في المدرسة ، في النادي ، في أيِّ مكان كان ؛ فهم يتحدثون بالدعوة الإسلامية ، فهذا حينئذٍ يأخذ طورًا آخر ، وحكمًا آخر .

السائل : ... .

الشيخ : ما فيه مانع ، لأنه ما فيه مشاركة ، وأنت لعلك تنبَّهت أنني قلت : إن بعض الإسلاميين يغتنمون فرصة الاحتفال بالمولد النبوي حتى بعض السلفيين قلت ، فبيَّنت أن هذا لا أراه جائزًا ؛ لما فيه من المشاركة في الاحتفال بشيء لم يثبت في السنة ، فنحن ندندن حول المشاركة الفعلية والشخصية ، أما الذي أنت بدا أو ذهب إليه وَهَلُك وفكرك ... جائزة بلا شك . نعم .

مواضيع متعلقة