ما حكم الذكر الجماعي في صلاة الصبح . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم الذكر الجماعي في صلاة الصبح .
A-
A=
A+
السائل : يا شيخ بالنسبة للذكر الجماعي الخاص بالذّكر , الذّكر الجماعي الخاصّ به ؟

الشيخ : مفهوم ما فيه ذكر جماعي في الإسلام ، وإنما هناك ذكر يشرع فيه رفع الصوت ، وذكر لا يشرع فيه رفع الصوت ، وعامة الأذكار ، الأصل فيها الإسرار وعدم رفع الصّوت ، فكلّ ذكر شرع ، فالمشروع معه الإسرار ، إلّا ما استثني ، مثل مثلا التّلبية في الحجّ والعمرة ، فهذه التّلبية يشرع فيها رفع الصّوت ، وهذا ثبت في السّنّة قولا وعملا ، أما القول فقد سئل عليه الصّلاة والسّلام عن أفضل الحجّ قال: ( العجّ والثجّ ) العجّ هو رفع الصّوت بالتّلبية هذا أفضل أعمال الحج كما يقول الرسول عليه السلام ، والثج هو الذبح ، هذا من حيث القول ، من حيث الفعل جاء عن الصحابة أنهم ، لما خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة وأحرموا بالحج عند ذي الحليفة ، فكانوا يلبّون حتى إذا ما وصلوا إلى مكان اسمه الرّوحاء بحّت أصواتهم فهذا مشروع مع كون شرعية رفع الصوت بالتلبية ، فهو ليس جماعيا ، وإنما كل واحد يلبّي لا يقرن صوته مع صوت صاحبه ، ولا لفظه أو عبارته مع لفظ صاحبه وعبارته ، لكن يلي يصير عمليّا ، قد يلتقي بعضهم مع بعض أحيانا في الكلمة وقد يفترقون هذا هو المشروع ، أما بعد صلاة الفجر ، وبعد صلاة المغرب ، فأوّلا هذا الرفع لا يشرع ، ثم إن شرع أو بدى لبعضهم أنه مشروع ، فلا يربط نفسه مع صاحبه لأن هذا ليس من السنة من جهة ومن جهة أخرى قد يترتّب من وراء الاتحاد في رفع الصوت ، مفاسد معنوية لأنّ الإنسان يختلف طول نفسه عن غيره ، فمنهم من نفسه طويل ، ومنهم من نفسه قصير ، ونحن كنّا نلاحظ في الشّام ، أنّ بعضهم على الأقلّ لما ينتهوا من التهليلة الأولى ما بيأخذوا نفس ، من العجلة تبعهم فيوصلوها ، بالتهليلة الثانية ، فالذي كنا نسمعه إنه بعضهم وصل فلما وصل عند لا إله الثانية انقطع صوته عند لا إله ، فوقع في الإشكال المعنوي ، حيث كفر لفظا ، والكفر اللفظي صحيح أنّه لا يخرج صاحبه من الملة ، ولكنه لا يجوز أن يتكلّم بمثل هذه الكلمة الموهمة للكفر ، وكما يقول العلماء: " ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب " كذلك ما يقوم به المنكر ، فهو منكر فهو منكر ما يقوم به الحرام فهو حرام ، فما الذي أدّى إلى هذه الكفريّة ؟ أن يأخذ النفس عند قوله " لا إله " هو كونه ، رابط حالة بصاحبه ، طيب صاحبه نفسه طويل ، هو نفسه قصير ، ما قدر يلحق معه ، فانقطع عند هذه الكلمة التي لا يجوز الوقوف عندها ، باختصار رفع الصوت في تهليل المغرب والعشاء ، لا يشرع وإذا بعض الناس يرون ذلك مشروعا كما يفعلون في البلاد السعودية ، فما ينبغي أن يمشوا مع بعضهم بصوت واحد لأنّ هذا أولا غير وارد ويتسبّب لتحقيق بعض المفاسد.

مواضيع متعلقة