ما هو سبب إنكار ابن مسعود - رضي الله عنه - على حلقة الذكر الجماعي ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هو سبب إنكار ابن مسعود - رضي الله عنه - على حلقة الذكر الجماعي ؟
A-
A=
A+
السائل : ... .

الشيخ : لا ، لأنُّو تكلمت عليه مرارًا بقصة ابن مسعود ... بهذا المجلس الثالث ... ابن مسعود أنكر في القصة السابقة كما ذكرنا مرارًا وتكرارًا أشياء ؛ أوَّلًا ذاك الذي تريَّس عمل حاله شيخ ، شو مشيخته على أصحاب الحلقات ؟ عم يعلِّمهم فقه ؟ عم يعلِّمهم قرآن كما أُنزل ؟ لا شيء من ذلك إطلاقًا ؛ لكان ؟ ناصب حاله مشرِّع بيقول لهم : سبِّحوا مئة ، وليش ما : خمسين ؟ وليش ما مئة وعشرة ؟ هيك ، هيك طلع معه هذا الريِّس فلازم بقى مَن حوله يخضعوا له ؛ فهو مشرِّع (( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ )) ، أبسط إنسان أجهل إنسان إذا جلس لوحده ذكر الله - عز وجل - بما تيسَّر له من ذكر مطلق يستطيع ، مو مثل الحج - مثلًا - ما حجَّ بزمانه ولا مرة ، بدو مين إيش ؟ يدرِّبه يعلمه يوجِّهه إلى آخره ، كل واحد بيطلع بإيدو سبحان الله مية أقل أكثر على حسب وقته ، كذلك الحمد لله ، فهذا ريَّس حاله على الجماعة وتمشيخ ، فإجا ابن مسعود أنكر عليه ، ليش عم تتريَّس على الجماعة في شيء ما هن بحاجة إليه كتير ، هذه صورة من الصور التي أنكرها ابن مسعود علي هؤلاء .

الصورة الثانية : العدد من أين جاء بها هذا الإنسان ؟ هناك أذكار في شرييعة مطلقة ، فتبقي على إطلاقها ، وأذكار أخرى مقيدة فينبغي نحن أن نلتزم العدد فيها ولا نزيد منها ولا ننقص ، هذه معروف طبعًا عندكم كما جاء في " صحيح البخاري " وغيره : ( مَن قال في يوم مئة مرة : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ؛ غُفِرَت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ) ، فهذا الإنسان المتريِّس على الجماعة بدل ما يجي يعلِّمهم السنة بيقول لهم : جاء في الحديث كذا وكذا ، فحينئذٍ كل واحد منهم حينما يجد الوقت المناسب أو الفراغ أو ما يسمُّونه بالتجلي ؛ يعني أقبل بقلبه إلى الله - عز وجل - ، فيجلس ويذكر الله بما تيسر إما آية قرآن أو سورة ، أو مثل هذا الذكر الذي فيه هذه الفضيلة وهذا العدد المعيَّن .

فبالإضافة إلى هذه أو هذين الأمرين المذكورين حلقات الذكر هؤلاء صرف للناس عمَّا هم بحاجة إليه أكثر من هذا التجمُّع غير المشروع وهو العلم ؛ لذلك تجد الناس الذين يقبلون على هذه الحلقات ما يسمُّونها بالذكر أو الصلاة على الرسول بكثرة ، وأكثرهم لا يعلمون ولا يعقلون من الإسلام شيئًا ، فيحضروا حلقات الذكر ؛ الذكر الحقيقي ، وهو الذي فيه دراسة القرآن ودراسة السنة المبيِّنة للقرآن بتلاقي ... ينفروا منها : (( كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ )) ؛ فمجالس الذكر ليست هي فقط يجتمع اثنين أو ثلاثة فيذكرون الله - عز وجل - سرًّا ومتأدِّبين ؛ ليس هذا فقط ، لكن دراسة القرآن ودراسة السنة هو - أيضًا - من مجالس الذكر ، وهذه أهم بكثير من تلك المجالس مجالس الذكر المشروعة ، أما غيرها فليست بمشروعة ، فنأتي اليوم انعكس الموضوع لا يقبلون على مجالس العلم إطلاقًا ؛ لا سيما وقد أُوتِيَ إليهم من بعض أمثال أولئك المتمشيخين بأن العلم حجاب ، خليك جاهل أحسن ما تصير عالم !! فهذا العلم حجاب ؛ لذلك تجد أكثر المتصوفة لا علم عندهم حتى هذا العلم التقليدي ... .

مواضيع متعلقة