هل يجوز للإنسان أن يسأل ربَّه في السجود من أمور الدنيا ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يجوز للإنسان أن يسأل ربَّه في السجود من أمور الدنيا ؟
A-
A=
A+
السائل : ... في واحد سألنا سؤال قال : هل يجوز أن يدعو في سجوده الإنسان في أمور الدنيا كبيت واسع وزوجة صالحة كذا ؟ قلت له : نسأل الشيخ .

الشيخ : لا شك أن الدعاء في السجود إما أن يكون طلبًا لشيء مشروع أو لشيء غير مشروع ، وبعبارة أوضح : لشيءٍ جائز أو لشيءٍ غير جائز ؛ فمَن دعا الله - عز وجل - وطلب منه أمرًا جائزًا فهذا جائز ؛ لأن الدعاء مجرَّد الدعاء والتوجُّه بالطلب إلى الله - تبارك وتعالى - مهما كان هذا الشيء المطلوب حقيرًا ، وهو بالنسبة لِمَا يُظهره الطالب من ربِّه عظيم ؛ لأنه يُثبت عبوديَّته لله - عز وجل - وحاجته إلى فضله ورحمته ؛ ولذلك جاء في بعض الأحاديث أمرُه - عليه السلام - للمسلم بأن يسأل ربَّه حتى ولو أن يُصلِحَ له شسعَ نعله ، إيش الشسع ؟!! لا شيء يُذكر ، على هذا إذا سجد المسلم وسأل ربَّه في سجوده شيئًا من أمور حاجاته الدنيوية فضلًا عن الحاجات الأخروية فهو مما يقرِّبه إلى الله زلفى ؛ لذلك قال - عليه الصلاة والسلام - : ( أقرب ما يكون العبد من ربِّه وهو ساجد ؛ فأكثروا فيه من الدعاء ؛ فإنه قَمِنٌ أن يُستجاب لكم ) .

لكن يُلاحظ بالطبع هنا أن هذا الداعي إما أن يكون يصلي منفردًا أو يصلي وراء إمام يطيل السجود ؛ فحينئذٍ يهتبلها فرصة فيدعو ويسأل ما شاء الله في حدود ما فصَّلنا ، فلا يطيل إذا كان إمامًا لا يطيل السجود حتى [ لا ] يُثقل على من خلفه هذه مسألة أخرى ، أما أن له أن يسأل فيسأل ما شاء خلافًا لبعض المذاهب التي تقول أنه ليس له أن يسأل ليس في السجود فقط بل حتَّى في آخر الصلاة ، وبين يدي السلام ؛ ليس له أن يسأل الله شيئًا من أمور الدنيا ؛ كأن يقول - مثلًا - : زوِّجني فلانة ، فقالوا : إذا قال هذا فهذا من كلام الدنيا وقد بطلت صلاته ، والمذاهب الأخرى لا ترى في ذلك شيئًا مطلقًا ، وهذا الذي نراه لِمَا ذكرنا آنفًا من أنَّ الطلب الجائز شرعًا هو عبادة لله - عز وجل - .

السائل : جزاك الله خيرًا .

الشيخ : فهذا ما عندي بالنسبة لذاك السؤال - أيضًا - .

مواضيع متعلقة