هل يغفر الله - عز وجل - الذنب المتكرِّر الذي ينكِرُه قلبُ فاعلِه ؟ وما معنى الجهالة في الآية : (( لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ )) ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يغفر الله - عز وجل - الذنب المتكرِّر الذي ينكِرُه قلبُ فاعلِه ؟ وما معنى الجهالة في الآية : (( لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ )) ؟
A-
A=
A+
عيد عباسي : هل يغفر الله الذنب المتكرِّر الذي يُنكره قلب فاعله ؟ وهل كلمة الجهالة في الآية : (( لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ )) تعني عدم القصد أم عدم السيطرة على الحواس ؟

الشيخ : ... أن السَّائل قَصَدَ شيئًا وقصَّر في لسانه ؛ لأنُّو كما ذكرنا لكم مرارًا وتكرارًا الفرق بين الكفر العملي والكفر الاعتقادي هذا الذي يجهله - مع الأسف - جماهير المسلمين اليوم ؛ ما هو ؟ هو إما الاعتراف بالذنب فيكون حين ذاك ذنبه وكفره كفرًا عمليًّا ، وإما عدم الاعتراف ، وهنا لما يقول وهو إيه ؟

عيد عباسي : ينكره قلب فاعله .

الشيخ : ينكره قلب فاعله ؛ طيب ، إذا ما أنكَرَه ليس مسلمًا ، إذا واحد ارتكب المنكر وما أنكره معناها خرج من دائرة الإسلام كما قال في الحديث : ( مَن رأى منكم منكرًا فليغيِّره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) ، وفي حديث آخر : إذا ما أنكر بقلبه فليس وراء ذلك من الإيمان ولو ذرَّة ، شايف ؟ فالذنب إذا واقَعَه المسلم حتى ينجو من الكفر ، الكفر الاعتقادي ؛ لا بد أنُّو يكون منكر للذنب بقلبه ، وإلا هذا ليس مسلمًا ، وعلى هذا قالذي يقع في الذنب وهو معترف به ، معترف بأنه مخالف وعاصٍ لربِّه ؛ فهو إلى الله - عز وجل - كما قال : (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )) ، فالذي ارتكب الذنب واعترف بأنه ذنب ، وبأنه مذنب مع الله ؛ هذا إلى الله ؛ إن شاء عذَّبه وإن شاء غفر له ، أما إذا ما اعترف بأنه ذنب هذا مشرك ، هذا لا يغفره الله - عز وجل - .

شو كان في هذا السؤال شيء ؟

عيد عباسي : (( لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ )) تفسير الجهالة ؟

الشيخ : الجهالة طبعًا هو مو معناها عدم العلم ، وإنما المخالفة للشريعة ، والآية المقصود بها الحضُّ على المبادرة إلى التوبة وعدم الاستمرار في الذنب متعلِّلًا كما يقول بعض الناس من الشباب ، بل وكما يقول بعض الكهول والمسنِّين ولا أقول الشيوخ لأبنائهم الشباب الناشئين في طاعة الله - عز وجل - والسالكين على هدي الرسول - عليه السلام - ؛ فهو - مثلًا - حريص على أداء الصلوات الخمس في المسجد مع الجماعة ، حريص على الاقتداء ليس بالسنة بل بالفرض الذي أمَرَ به الرسول - عليه السلام - ، فتجد الآباء المنحرفين عن السنة بكِّير يا ابني ، لسا لاحق ، لساتك بأول شبابك ، هذا خطأ كبير جدًّا ، فالآية تحضُّ أن لا يستمر المسلم على الاستمرار في المعاصي بحجة أنُّو بكير ، لسا قدامي وقت وزمان أني أتوب فيه ، وما يدريك ! ربما ما يدرِكُه الصباح إن كان أمسى إلا وهو في قبره ، أو العكس .

لذلك فالآية تحضُّ المسلم أن يتوب من قريب ولا يُؤجَّل التوبة إلى حينما يمرض مرض الوفاة ، وإن كان هناك فسحة للعاصي للمذنب للمجرم أنُّو في إمكانه أنُّو يتوب قبل الغرغرة غرغرة الروح ، لكن هذا ليس كمالًا ، هذا له أمثلة في الشريعة الإسلامية ، مثلًا : من المعروف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سُئل على أفضل الأعمال قال : ( الصلاة لوقتها ) ؛ يعني لوقتها الأول ، بعدين هو فصَّل لنا الأوقات للصلوات الخمس ، ومثلًا فيهمُّني الآن وقت العصر ، وقت العصر من بعد انتهاء وقت الظهر إلى دخول وقت المغرب ، هذا وقت العصر ، فلو أن رجلًا تأخَّر في أداء صلاة العصر إلى ما قبل المغرب ببضع دقائق ، والله أكبر ، وقام للركعة الثانية وقال مؤذِّن المغرب : الله أكبر ، هذا صلى ولَّا ما صلى ؟ صلى ؛ لأن الرسول - عليه السلام - قال : ( ومَن أدرك ركعةً من صلاة العصر قبل أن تغرُبَ الشمس فقد أدرك ) ، لكن هذا أدرك بالكاد ؛ يعني بالزور ، وقال - عليه السلام - في حديث آخر : ( تلك صلاة المنافق يتأخَّر بصلاة العصر ؛ حتى إذا كادت الشمس تغرب قام يصليها لا يذكر الله فيها إلا قليلًا ) ، هذا صلى ، لكن ما صلى الصلاة إيش ؟ المرغوبة والتي حضَّ عليها الرسول - عليه السلام - ، كذلك الآية تأمر المسلم العاصي أن يُبادر إلى التوبة ، ليست التوبة أنُّو يؤخِّر هذه التوبة إلى حضور الأجل ؛ أي : التوبة الكاملة ، لكنه لو تاب قبل وصول الروح إلى الغرغرة فالله - عز وجل - أيضًا من فضله يقبل هذه التوبة ، لكن هذه توبة المقصِّرين العاجزين وليست توبة السابقين الصالحين .

غيره ؟

مواضيع متعلقة