تعليق الشيخ على المقولة - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تعليق الشيخ على المقولة
A-
A=
A+
لأن الظاهر عنوان الباطن ، ربما يتوهم بعض الناس أن هذه الكلمة - الظاهر عنوان الباطن - كلمة صوفية ، ومن تمام التوهم عند بعض الناس أيضًا أن يظن أن كل شيء يتكلم به بعض الصوفية يكون إيش ؟ منبوذًا إسلاميًا ، ليس الأمر كذلك هم طائفة من المسلمين يحاسبون ويؤاخذون كغيرهم ، يوزنون بميزان الشرع ، فهذه الكلمة كذلك ينبغي أن توزن بميزان الشرع ، الظاهر عنوان الباطن ، هل هذا كلام صحيح ، أم هو كلام باطل ؟ نقول : لا ، هو كلام صحيح ؛ ذلك لأن هناك أحاديث كثيرة تؤكد هذا المعنى ، من أشهر هذه الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام في حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنه - الذي أوله : ( إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات .. ) إلى آخره ، ثم قال عليه الصلاة والسلام : ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) ، فإذًا صلاح الظاهر بصلاح الباطن ، لكن من العجائب الغيبية الدقيقة التي لو لم نؤت بهذا الشرع السمح لما عرفناها : أن كلًا من الظاهر والباطن يتفاعلان ويتعاونان إذا صلح القلب صلح الظاهر ، إذا صلح الظاهر ازداد القلب قوة وهكذا دواليك ، ولذلك نخرج بنتيجة هامة جدًا وهي أن على كل مسلم يهتم بأحكام دينه أن يعنى بظاهره ، كما يُعنى بباطنه ، ولا يقول كما تقول الجهلة حينما تأمرهم بالإتيان بما فرض الله عليهم من الفروض والواجبات كالصلاة مثلًا ، يقول لك يا أخي العبرة مو بالصلاة ، العبرة بما في القلب ، الجواب الآن تعرفونه لو كان هذا قلبه سليمًا صحيحًا لنضحت جوارحه بما ينبئ عن صلاح قلبه لكن الواقع أن الأمر على العكس تمامًا ، هو يقول العبرة بما في القلب ، طيب الرسول يقول : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) إذًا علينا أن نهتم بإصلاح الظواهر كما نهتم بإصلاح البواطن ، ولا نغتر بهذه الكلمة والتي تصدر من بعض الجهلة ، وهي أن العبرة بما في الباطن فقط ، لا ، لأن الظاهر والباطن مترابطان متعاونان أشد التعاون ، أحدهما يقوي الآخر . كما ذكرنا آنفًا من أجل ذلك كان من آداب مجالس العلم هو التقارب ؛ لأن هذه الظاهرة هي ظاهرة مش لا علاقة بالقلب

مواضيع متعلقة